فتاوى التيار السلفى حول الآثار، كغيرها شهدت تغيرا وتناقضا، ففى وقت من الأوقات كانوا يفتون بحال الحصول على قطع من الآثار فى ملكية خاصة أثناء التنقيب، فتعتبر رزقا من عند الله ويجوز بيعها والحصول على أموالها، بينما دعا شيوخ إلى ما وصفوه بطمس جميع الآثار بحجة أنها أصنام كأصنام قريش فى عهد الجاهلية، لكن خرج علينا اليوم الشيخ محمد حسان يفتى بتحريم تداولها لأنها ارث حضارى وملكية للدولة.. فى السطور التالية نرصد أبرز فتاوى اليتار السلفى حول الآثار.
محمد حسان: الآثار ملكية عامة للدولة وإرث للبشرية وتجارتها "حرام"
فى البداية أفتى الداعية الإسلامى محمد حسان بعدم جواز بيع الآثار التى يجدها المواطنون أثناء التنقيب، واصفاً الآثار بأنها إرث حضارى للبشرية والملكية العامة.
ونقلت حركة "دافع الإسلامية"، المقربة من شيوخ التيار السلفى، فى بيان لها، تصريحات لـ"حسان" حول فتواه عن الآثار، قائلا، "ما قلت أبداً بتحطيم الآثار لأن عمرو بن العاص (رضى الله عنه)، والصحابة الكرام حين فتحوا هذا البلد الكريم مصر سنة 20 من الهجرة، لم يقولوا بتحطيم هذه الآثار، وأعظم دليل على ذلك أنها ما زالت باقية إلى هذا اليوم، ولذلك ما قلت أبداً بتحطيم الآثار ولن أقول بجواز ذلك".
وأضاف "حسان"، بحسب بيان حركة دافع الإسلامية، "الرِكائز عند علمائنا، وهذا قول جماهير أهل العلم، قول مالك وأبى حنيفة والشافعى وأحمد وغيرهم من أهل العلم قالوا الرِكاز هو كل معدن أو مال يخرج من باطن الأرض، سواء كان ذهباً أو فضةً أو حديداً أو نحاساً أو زئبقاً، حكمه عند جماهير أهل العلم من وجد رِكازاً فى أرضه وفى ملكه، فهو حق له ورزق ساقه الله تبارك وتعالى إليه، وعليه فقط أن يزكى هذا بمقدار الخُمس، لما رواه البخارى ومسلم أنه (صلى الله عليه و سلم) قال، "وفى الرِكازِ الخُمس"، أما أن وجد هذا الركاز بأى صورة من صوره فى أرض الدولة، أو فى ملك عام فليس من حقه أن ينتفع بهذا الرِكاز، أياً كانت صورته وأياً كان شكله، إنما هو ملك عام فى الدولة".
وتابع "حسان"، إذا رأت الدولة أن الآثار لا تدخل ضمن ما يسمى بالرِكاز عند جماهير أهل العلم، باعتبار أن الآثار إرث حضارى للبشرية كلها وليست ملكاً لمصر، إنما الآثار هى ملكية عامة مهما كان شكل الآثار عبر العصور التاريخية المختلفة، ففى هذه الحالة أؤكد أنه لا يجوز لأحد أن يتاجر بهذه الآثار بيعاً و لا شراءً و لا سرقةً ولا تهريباً".
محمد حسان فى 2010 الإنسان إذا وجد أثار فى أرضه فهى ملكه
ولكن فتوته اليوم تأتى مخالفة، لما ذكره "حسان" فى فتوته السابقة فى 2010، والذى أكد أن الإنسان إذا وجد أثار فى أرضه أو منزله أو أى مكان يملكه فهى ملكه، فيعد هذا رزق وكنز من عند الله ومن حقه أن يبيعها ويصرفها، وتكون أموالها حلال له، لافتا أن وجد أى أثار مجسدة فى صورة أشخاص فلابد من أن يطمسها الإنسان.
محمد الأباصيرى: تعامل محمد حسان والسلفيين مع الآثار "نفاق"
الشيخ محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، أكد أن ما ذكره الشيخ محمد حسان، فى الوقت الحالى بعدم جواز بيع الآثار التى يجدها المواطنون أثناء التنقيب، واصفاً الآثار بأنها إرث حضارى للبشرية والملكية العامة، يعد نفاق ورياء لما ذكره سابقا، أنه إذا وجد الإنسان أثار فهى كنز من عند الله وحقه أن يصرفها ويبيعها.
وأضاف الداعية السلفى فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن"حسان" يريد أن ينافق المجتمع من خلال التراجع عن التراث السلفى، والفتاوى التى كانت تصدر منهم عن الاّثار أنه لابد من طمسها وتحطيمها، نتيجة لكسب شعبية جديدة له بعد ثورة 30 يونيه، لافتا أن الدعوات السلفية كلها كانت تدعو إلى طمس الاّثار ويعتبرونها أصناما، متسائلا لماذا خرج "حسان" ليقول هذا الكلام عن الاّثار فى الوقت الحالى؟.
عبد المنعم الشحات: التماثيل الفرعونية تشبه الأصنام ولابد من طمسها
ولم تتوقف فتاوى السلفيين تجاه الاّثار عن ذلك ففى 2011 وصف المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية، فى فتوى شهيرة له أن التماثيل الفرعونية تشبه الأصنام التى كانت حول الكعبة عندما فتحها الرسول، وطالب الشحات بأن يتم النظر فى أمر هذه التماثيل وعلاجها مثلاً بتغطية وجهها بالشمع.
وعاد "الشحات" أن هذه الدعوة فسرت بطريقة مغلوطة فى بعض وسائل الإعلام بأن السلفيين يرغبون فى بث الرعب والخوف فى نفوس المصريين لا خافتهم من نشر الدعوة الإسلامية، موضحا :" نحن لا نريد أن نعبث بنفوس المصريين، لكن نريد تطبيق الشريعة الإسلامية كما أمر بها الله عز وجل" لتثير موجة من الانتقادات الكبيرة خاصة وأن هذه التصريحات أعادت من جديد الصورة القبيحة التى فعلتها القاعدة منذ 10 سنوات وقتها بتمير تماثيل بوذا الأثرية.
قيادى سلفى جهادى: يجب تحطيم الأصنام والتماثيل التى تمتلئ بها مصر
ولم يتوقف الأمر على ذلك فتجددت الدعوات السلفية بمختلف كياناتها، ففى عام 2012، طالب مرجان سالم الجوهرى، القيادى بالسلفية الجهادية فى مصر، بتحطيم تمثال أبوالهول والأهرامات وكل التماثيل فى مصر.
وقال الجوهرى فى فتوى شهيرة له: "يجب تحطيم الأصنام والتماثيل التى تمتلئ بها مصر، والمسلمون مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم، ومنها إزالة تلك الأصنام كما فعلنا بأفغانستان وحطمنا تماثيل بوذا".
وأضاف، "نحن مكلفون بتحطيم الأصنام وسنحطم تمثال أبوالهول والأهرامات لأنها أصنام وأوثان تعبد من دون الله، لافتا أن الله عز وجل أمر نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) بتحطيم الأصنام.