أعلن الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة، خطة الوزراة خلال الفترة المقبلة، وأنها تعتمد على 3 محاور رئيسية و12 برنامجًا تنمويًا، مؤكّدًا أن الزراعة تُغَيَّر استراتيجيتها طبقًا للوضع القائم، وبناءً على هذا المنطلق يتم التعامل معها وفقا للمتغيرات اليومية.
وأشار "البنا"، خلال كلمته فى اجتماع لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، اليوم الاثنين، إلى أن خطة عمل الوزارة تعتمد على الاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية، مناشدًا نواب اللجنة بأن يكونوا همزة الوصل بين الفلاح والدولة، لتوصيل الصورة من وإلى المزارع.
وأكد وزير الزراعة، أن "التقاوى" هو أهم ملف فى خطة الوزارة الفترة المقبلة، موضّحًا: "بدون بذور لا نستطيع أن نزرع المساحات المطلوبة، ولهذا يوجد بحث دائم حول استنباط سلالات تقاوى جديدة لجميع المحاصيل الاستراتيجية لزيادة الإنتاجية، وهذا ما حدث فى عدد من المحاصيل الزراعية بالفعل أهمها القمح، قائلاً: "أهم من الشغل تظبيط الشغل".
وتابع: "سنتخذ قرارًا خاص باستخراج تقاوى جديدة فى محصول القمح لضمان زيادة الانتاجية وزيادة درجة النقاوة، والقرار الثانى خاص بزيادة مساحة الرقعة الزراعية المرزوعة بمحصول الذرة الصفراء إلى 1.6 مليون فدان وتم التأكد من أن البذور الموجودة تكفى لزراعة هذه المساحة بالكامل، وذلك لتقليل حجم الاستيراد، بعد الاعتماد عليها بشكل رئيسى فى الأعلاف".
وفيما يخص القطن والأرز وقصب السكر ومحصول البنجر، أكد "البنا" إعداد دراسة وافية لمعرفة المساحات المزروعة بها وما تستورده الدولة لسد فجوة الاستهلاك ويتم التعاون مع مركز البحوث لإيجاد سللالات تقاوى تزيد من نسبة الإنتاج لسد عجز الاستهلاك وتقليل الاستيراد.
وأعلن الوزير، تشكيل لجنة لإعادة تقييم عمل قناة "مصر الزراعية"، التابعة لوزارة الزراعة، وذلك للوقوف على دورها الإرشادى الذى تراجعت عنه فى الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ. وأكد ضرورة هيكلة القناة بما يتناسب مع دورها المنوط وهى تقديم المعلومات للفلاح بشكل مباشر وأن تكون من العوامل الرئيسية لإرشاد الفلاح.
واقترح الوزير، تنويع البرامج فى القناة حتى لا يصاب المشاهد بالملل من الموضوعات الثابتة، قائلا: كنا بنتفرج على برنامج الفنان احمد آدم بعد صلاة الجمعة، موضحا انه يتم عمل دراسة حاليا لعرض البرامج الإرشادية فى اوقات تحظى بنسبة مشاهدة عالية.
وأكد "البنا" أيضا أن قطاع الإرشاد الزراعى فى مصر يعانى كثيرًا بعد تدهور أوضاعه بسبب تقدم القائمين عليه فى السن حيث لا يوجد تعيينات منذ عام 1985 ويوجد عجز شديد فى عدد المرشدين، قائلا: "الإرشاد الزراعى فى مصر ضايع".
وأوضح "البنا"، أن الوزارة معنية فى الفترة المقبلة بعدد من الملفات الهامة، منها ملف تقنين أراضى وضع اليد التابع لهيئة التنمية والتعمير، قائلا: هيئة التعمير لم تجتمع منذ عام على الرغم من أنها تضم فى تشكيلها 12 وزيرا.
وأشار البنا، إلى أن ملف تقنين أراضى وضع اليد من أهم الملفات التى ستهتم بها اللجنة فى الفترة المقبلة، من خلال وضع تصور عام لتقنين الأوضاع وعرضه على مجلس الوزراء بالكامل لاتخاذ اللازم بشأنه، مشددا على ضرورة النظر لأوضاع المواطنين الملتزمين بالقانون.
وقال عبد المنعم البنّا، وزير الزراعة، إنه سيتم الإعلان عن أسعار توريد محاصيل الذرة والفول الصويا نهاية شهر مارس الجارى.
وأضاف "البنّا"، أن مصر تستورد كمية كبيرة من فول الصويا من الخارج، بعد تراجع الإنتاج المحلى، موضحا أن هناك استنباطا لسلالات جديدة لزيادة الإنتاجية لتقليل نسبة الاستيراد، كما سيتم زيادة مساحة الرقعة الزراعية.
واستطرد وزير الزراعة، أنه تم الاتفاق مع وزير التموين، لوضع استراتيجية جديدة لتوريد القمح فى الموسم الجديد، مؤكدا أنه لن يتم السماح للقطاع الخاص بالحصول على حبة قمح واحدة، وأن السعر سيكون طبقا لدرجة النقاوة، وقاطعه عدد من النواب مطالبين بأن يكون سعر استلام القمح وفقا للسعر العالمى.
وتابع: ر"فضت بعض الطلبات الخاصة بتصدير القمح المصرى والاعتماد على القمح المستورد لرخص ثمنه علشان المحلى أفضل فى الجودة من المستورد".
ووجه الدكتور عبد المنعم البنّا، دعوة لأعضاء لجنة الزراعة بالبرلمان، لزيارة مركز البحوث الزراعية، قائلاً: "حتى نرى العاملين به هل يرتدون البدل والكرافتات كما يشيع البعض أم أنهم يمارسون دورهم".
وكان النائب مجدى ملك، عضو لجنة الزراعة بالبرلمان، قد طالب بإعادة هيكلة مركز البحوث الزراعية، قائلاً إن العاملين فيه لا يؤدون الدور المنوط بهم، وفشلوا فى تطوير هذا القطاع الحيوى.
وقال وزير الزراعة: "حينما توليت الوزارة طلبت من أحد العاملين فى الوزارة بكشف بعدد العاملين على مستوى أنحاء الجمهورية، ولكن كانت المفاجأة أنه لا توجد لديه قاعدة بيانات عن عدد العاملين، وهذا يعنى أن هناك قصورًا فى قاعدة البيانات، وسنبحث هذا الأمر".
وفيما يخص وقف استيراد عدد من الدول للفاكهة والخضروات المصرية قال: "هذا الأمر يعود إلى منافسة المنتج المصرى للمنتجات المحلية فى هذه الدول".
وأشار "البنا" إلى أن مركز البحوث الزراعية أعاد تشغيل الأسمدة الحيوية مرة أخرى، وذلك لتحسين درجة خصوبة التربة، ومواجهة ارتفاع أسعار السمادى الكيماوى.
ومن جانبه طالب النائب أحمد فؤاد، أن يوضح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الأسباب الحقيقة وراء اختيار الدكتور عبد المنعم البنا وزيرًا للزراعة، وذلك بعد تعرضه لسيل من الهجوم دون سند قانونى.
وقال "فؤاد"، خلال كلمته فى اجتماع لجنة الزراعة بالبرلمان اليوم الاثنين فى حضور "البنا": "بعض من هاجموا وزير الزراعة الحالى يكرهون حتى أنفسهم، وتم الزج بهم فى هذا الإطار للنيل من الوزير قبل ممارسة عمله، علمًا بأنه تم اختياره بناءً على تمتعه بإمكانيات ومؤهلات تمكنه من تولى هذا المنصب، وأن القيادة السياسية تعلم أنه جدير بهذه الثقة".
فيما قال العمدة عثمان، أمين سر لجنة الزراعة والرى: "الشجر المثر يقذفه الناس بالطوب، وهذا أكبر دليل على أن الوزير الحالى يحظى بخبرة جدية، ولديه رؤية، وستظهر نتائج ذلك على قطاع الزراعة"، موجهًا كلامه للدكتور عبد المنعم النبا: "سير على بركة الله ونحن معك".