التمويل حجر الأساس فى أى تجربة حزبية، وأحد أهم المحاور العملية التى تساعد فى بقاء الأحزاب واستمرارها على الساحة السياسية، وفى تجربة حزب المصريين الأحرار، منذ إعلان تأسيسه فى العام 2011، تولى المهندس نجيب ساويرس تمويل الحزب بشكل رئيسى، وكان الداعم المادى الوحيد له تقريبا، ومع تطور الخلافات داخل الحزب خلال الفترة الأخيرة، ووصولها إلى أعلى مرحلة، وأعلن "ساويرس" رفع يده عن تمويل الحزب منذ 9 أشهر، وطالب أعضاءه بترك المقر الرئيسى الذى خصصه له، وهو قصر محمد محمود بوسط البلد.
فيما بعد، وخلال المؤتمر العام الأخير للحزب، أعلن الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب الحالى، عن شراء مقر جديد للحزب بمصر الجديدة على نفقته الخاصة، وتم افتتاح المقر بالفعل فى احتفالية كبيرة حضرها أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب، وعدد كبير من القيادات السياسية بـ"المصريين الأحرار"، ولم يتوقف الأمر على افتتاح المقر الرئيسى للحزب فقط، وإنما تم افتتاح عدد آخر من المقرات، منها مقر الإسكندرية ومقر الغربية، ومن ثمّ أصبح التساؤل حاليا يدور حول فكرة التمويل، بين ساويرس وعصام خليل، أو بمعنى أدق بين الجناحين المختلفين على الأحقية فى الحزب خلال الفترة الحالية، فمن يمول حزب المصريين الأحرار؟ وما هى آلية التمويل التى سيعتمد عليها خلال الفترة المقبلة؟.
نصر القفاص: ساويرس رفع يده منذ 9 أشهر وعصام خليل الممول الرئيسى
نصر القفاص المتحدث الإعلامى باسم حوزب المصريين الأحرار، وعضو المكتب السياسى كشف لـ"برلمانى"، التفاصيل المتعلقة بتمويل الحزب ، منذ 9 أشهر وحتى الآن وخطة الحزب المقبلة فى هذا الشأن.
وقال القفاص، إن المهندس نجيب رفع يده عن تمويل الحزب منذ 9 أشهر، وبشكل رئيسى المسئول عن التمويل حاليا هو الدكتور عصام خليل الرئيس الحالى للحزب.
وأوضح القفاص، أن الحزب حاليا يركز بشكل كبير على اجراء انتخابات الأمين العام، والهيئة العليا، وبمجرد الانتهاء من هذه الانتخابات سيتم فتح ملف تمويل الحزب والاتفاق على الآليات الخاصة به.
رجال أعمال يعرضون التمويل على "المصريين الأحرار"
وأضاف "القفاص" أنه خلال الفترة الماضية عرض عددًا، من نواب الحزب على الدكتور عصام خليل، المساهمة فى تمويل الحزب إلا أنه رفض ذلك، وتحمل على عاتقه التمويل فى الفترة الحالية، حتى يتم اجراء الانتخابات ويتم الإعلان عن آلية التمويل بمنتهى الشفافية، وبمراقبة الجهاز المركزى للمحاسبات".
وأشار القفاص، إلى أن الحزب سيضع تصوراته بشأن مموليه، ومواصفات الأشخاص الذين سيقبل منهم التمويل، لأنه لم يتم الموافقة على تمويل أى شخص للحزب دون ضوابط محددة.
وتابع القفاص: "خلال الفترة الماضية عرض بالفعل عدد كبير من رجال الأعمال على الدكتور عصام خليل، تمويل الحزب، وهناك عدد كبير من رجال الأعمال لديهم الرغبة الحقيقية فى ذلك، ولكن سيتم بحث الأمر بعد انتهاء الانتخابات، لأننا تعلمنا الدرس جيدا، ولن نقبل بتمويل رجل أعمال واحد للحزب وإنما سنعتمد على تمويل مجموعة من رجال الأعمال، حتى لا يكون التمويل مصدر لتهديد الحزب فى حالة الإعتماد على شخص واحد فقط".
التبرعات فوق 250 ألف تستعدى موافقة المكتب السياسى
وبالنسبة للتبرعات للحزب، قال القفاص، إن اللائحة الجديدة للحزب حددت آلية التبرع بالسماح بالتبرع حتى مبلغ 250 الف جنيهًا، وفى حالة ارتفاع المبلغ عن هذا الحد لابد من موافقة المكتب السياسى للحزب، ولا يستدعى الأمر موافقة الهيئة العليا للحزب بالكامل كما كان الوضع فى اللائحة القديمة.
هل سيمثل التمويل مصدر تهديد للحزب؟
وفيما إذا كان التمويل سيمثل مصدر تهديد للحزب أكد القفاص، أن هذا غير وارد على الإطلاق أولا لأن هناك العديد لديبهم الرغبة فى تمويل الحزب، فضلا عن وجود اشتراكات الحزب كمصدر رئيسى للتمويل.
وأوضح القفاص، أن الاشتراكات أحد المصادر الرئيسية أيضا لتمويل الحزب، لافتا إلى أن اشتراك الأعضاء السنوى يقدر بـ 120 جنيهًا، ولكن الحزب بعد الانتخابات سيفتح أيضا باب الاشتراكات للأعضاء المنتسبين، والتى ستقدر بـ30 جنيهًا سنويًا، يدفعها العضو المنتدب لمدة 6 أشهر حتى يتحول لعضو عامل.
وتوقع القفاص، أنه بمجرد فتح باب العضوية للإنتساب أن ينضم 200 ألف عضو على الأقل، وفى هذه الحالة سيدخل للحزب حوالى 6 ملايين جنيها وهو رقم ليس بقليل.
