فجرت قصة نجاح رجل صينى فشل فى وطنه فجاء لمصر ليصبح مليونيرًا، تساؤلات حول أسباب فشل المصريين فى تحقيق نجاح مماثل، إذ أنه فى عام 2002 فشل الصينى "ون مينج" فى تطوير تجارة المنسوجات بالسوق المصرية بسبب قلة معرفته بالأحوال السياسية المحلية، فقضى مع زوجته حياة صعبة تقترب من التسول على مدى 8 سنوات، ثم بدأ فى بيع المنتجات الصغيرة لكسب الرزق، ولم يكن لهما مأوى ثابت، وفشل بسبب عدم إجادته للغة العربية، ولكن الإرادة تتحدى، ونجح فى إيجار قطعة أرض بالجيزة وبدأ فى زراعتها وتغيرت حياته رأسًا على عقب.
وفى عام 2010، حسب ما نشرت شبكة أخبار الصين، استأجر "لوه" قطعة من الأرض فى الجيزة بمساعدة السفارة الصينية لدى مصر، بدأ يتعلم زراعة الخضراوات، الآن قد استأجر 10 آلاف متر أرض، ويزرع فيها الخضراوات التى يفضلها الصينيون، وفى السنوات الأخيرة، وصل عدد متزايد من الشركات الصينية والصينيين إلى مصر حتى حظيت الخضروات التى يزرعها بإقبال واسع، وهو ما جعل الصينيين المهاجرين يتذوقون أطعمة بلادهم داخل مصر، وطلب 3 من أبنائه لمساعدته فى مصر، وتعامل أهله مع جيرانهم بشكل جيد، وعلى الرغم من المشكلة اللغوية بينهم، لكن تفاهموا بسبب المعاملة الجيدة.
سر ثراء الصينيين فى مصر.. نائب: يعملون 20 ساعة فى وطنهم وهنا 12 فقط وينجزون أكثر منا
قال النائب عمر مصيلحى، عضو لجنة المشروعات الصغيرة بمجلس النواب، إنه بمقارنة عدد ساعات عمل المصريين والصينيين، نجد أن الصينيين يعملون عدد ساعات أكثر من المصريين تزيد على الضعف.
وأضاف "مصيلحى" فى تصريحات لـ"برلمانى": "قصة تحقيق شخص صنيى لملايين فى مصر بعد إفلاسه فى وطنه، تعود إلى أنه كان يعمل لمدة 20 ساعة فى بلده، ثم جاء لمصر ليعمل بأقصى طاقة للشعب المصرى وهى 12 ساعة، فأصبح يحقق إنجازًا أكبر من المصريين أنفسهم الذين يعملون 8 ساعات فقط، ليتمكن بذلك من تحقيق ما لم يحققه فى الصين".
وأوضح النائب، أن الرجل الصينى عندما أفلس فى وطنه لفشله فى صناعة المنسوجات؛ جاء لمصر ووجد أن مكسب الخضراوات يبلغ 100%، فزرعها ثم باعها من خلال استئجار مصريين يعطيهم أجرة "كويسة" لتحقيق الثراء، قائلا: "البلد مليانة مليارديرات أجانب ومشغلين المصريين عندهم، المشكلة إننا عندنا دولة واقفة جنب المواطن بشكل غير عادى وهو أمر غير جيد، لأننا عودنا المواطن على الاتكال على الحكومة، فمثلًا وزارة التموين تصرف للمواطن السلع وتضبط السعر، لذلك لسنا نعمل مثل الصينيين، لكن هناك ناس وطنيين فى البلد وبيعملوا كل حاجة للنهوض بالاقتصاد".
وتابع "مصيلحى": "الرجل الصينى يزرع أو يحصل على صفقة من سوق الخضار ومش بيتكبر على أى شغلانة تجيله، الميزة فى الناس دى إصرارها على إنجاز الشيىء، ومهما على شأنه يظل يعمل، أما أنا كمصرى النهارده لو اشتغلت فى الخضار وربنا إدانى هتلاقينى بنقل النشاط للسياحة، على عكس الصينى، كما أنه يقوم بعدد عمليات كبيرة لتدوير رأس المال"، قائلا: "اللى بيجى من بره مالوش دعم ولا أكل ولا شرب.. هتشتغل هتاكل، فلما بييجى الصينى لمصر بيشتغل بأقصى قوة عنده فبيعمل أرقام فلكية فى فترة زمنية قليلة، زى المصريين فى الخارج بيشتغل أى حاجة فى الخارج بس لما بيرجع مابياخدش".
مستثمر صينى يجنى الملايين من حقول مصر.. والنائب سيد سلطان: لازم نعترف إننا شعب كسول
أرجع النائب سيد سلطان، عضو لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة و المتناهية الصغر بمجلس النواب، عدم قدرة المصريين على اقتناص الفرص الاستثمارية داخل السوق المحلى، إلى مشاكل داخل المصريين، مؤكدًا "لازم نعترف اننا شعب كسول إذا قارنا نفسنا بالشعب الصينى على سبيل المثال"، مطالبًا بالعمل من أجل هدف يسعى كل فرد على تحقيقه.
وأكد سلطان، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن قصة النجاح أو الفشل تتعلق بالبيروقراطية والروتين الحكومى، فإذا لم يتوافرا كانت قصص النجاح كثيرة، وأما إذ تواجدا فهنا تكون الحكومة السبب في فشل الشباب، لكن طالما هناك أجانب جاءوا لمصر بعدما فشلوا فى وطنهم ونجحوا وتغيرت حياتهم بالكامل، بل وغيروا حياة آخرين أيضًا، إذن فالفرص موجودة ولكن تحتاج للإصرار والإرادة الحقيقية والعمل المتواصل من أجل هدف ما.
واستطرد: "قصة الصينى تدل على أن مصر دولة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، لأن الرجل جاء لمصر وهو فاشل ومفلس، واستطاع أن يكون نفسه ويصبح مليونيرًا فى فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ولو اشتغلنا بجدية وصح هيبقى كل واحد فى المصريين زي الراجل الصينى ده ويمكن أحسن منه كمان".
محمود الصعيدى عن ثراء الصينيين فى مصر: لدينا الكثير من الفرص لكن لا ندرك ما بين أيدينا
أرجع محمود الصعيدى، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان، تحقيق الصينيين لثروات طائلة داخل مصر، يرجع لأنهم يستطيعون بعزيمة كسر كل القيود ومحاربة البيروقراطية، كما أنهم يقومون بالتواصل مع أسرهم بالصين يشترون سلعا مختلفة بأسعار تناسب المصريين ويقومون ببيعها محققين أرباحا، مضيفًا أن إقامة المشروعات الزراعية أو التجارية للأجانب فى مصر تكون مدعمة من الدولة كأحد الاستثمارات الأجنبية التى تهدف الدولة لمساعدتها لتكون صورة مصر الاقتصادية أمام العالم أنها مرحبة ما ينعكس بعد ذلك بقدوم العديد من الاستثمارات التى تضخ مليارات الدولارات فى السوق لعقد شراكات أو إقامة مشروعات من الصفر.
وأوضح النائب محمود الصعيدى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن مصر بلد الفرص وبها الكثير من التسهيلات، لكن جرت العادة أن لا ندرك ما بين أيدينا عندما نفقده أو يحصل عليه غيرنا على الأقل، وهو ما حدث مع الرجل الصينى، وهنا لا أتحدث عن الحكومة أو الدولة، إنما أتحدث عن الرغبة والإرادة الشخصية.