الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:12 م

الحزب يطيح بصاحب فتاوى تحريم التماثيل وتعيين المرأة محافظ وعدم جواز بيع "المكياج" وأدوات التجميل.. "اللى عنده بنت يحجِّـبها" آخر افتكاساته.. وباحث: يسعون للاستمرار فى الشارع السياسى

"النور" يتخلص من صداع الداعية السلفى

"النور" يتخلص من صداع الداعية السلفى "النور" يتخلص من صداع الداعية السلفى
الإثنين، 20 مارس 2017 10:16 ص
كتب كامل كامل - محمد إسماعيل
يبدو أن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، يسعى لارتداء عباءة جديدة لظهور بها على المشهد السياسى، بدلا من العباءة "السلفية" التى تجول بها فى الشارع السياسى عقب ثورة 25 يناير التى اطاحت بنظام حسنى مبارك.

يونس-مخيون
الحزب السلفى الذى مر على تأسيسه ما يقرب من 8 سنوات، برز بقوة عندما كان يردد جملته الشهيرة "نشارك فى العمل السياسى من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية".. وبهذه الجملة حقق مكاسب فى أول انتخابات نيابية شارك فيها وفاز بـــ 108 مقعد، لكن بعدما قفز من سفينة الإخوان إزاء ثورة 30 يونيو مع تسلسل الأحداث، اتضحى للحزب أنه يجب أن يطور نفسه ويستبدل جملة "نشارك فى العمل السياسى لتطبيق الشريعة الإسلامية" بمقولة "لسنا حزبًا سلفيًا" التى كررها نادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام فى أكثر من محفل.

الموقف الأخير لحزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، يلخص الكلمات سالفة الذكر، حيث فصل سامح عبد الحميد الداعية السلفى صاحب الفتاوى المثيرة للجدل فى الفترة الأخيرة، والتى كان آخرها فتواه بحرمانية المشاركة فى احتفالات عيد الأم لأنه فيها تشبه بالكفار.

سامح-عبد-الحميد
ورغم أن فتاوى سامح عبد الحميد برمتها لا تخرج عن رحم الفكر السلفى، إلا أن حزب النور قرر دون إبداء أسباب واضحة فصل "عبد الحميد" معتمدا فى ذلك على اللوائح الداخلية له، الأمر الذى يطرح تساؤل هل حزب النور يقلل من الجرعة السلفية من أجل الاستمرار فى المشهد السياسى؟.

قبل الإجابة على هذا السؤال، يرصد "برلمانى" أبرز الفتاوى للشيخ السلفى المفصول من حزب النور سامح عبد الحميد، والتى منها تحريمه للمشاركة فى عيد الحب لأنه من وجهة نظره يشجع على الفسوق والفجور، بالإضافة لفتواه المعروف أنها تتوافق مع فكر التيار السلفى، تحريمه الاحتفالات بعيد الأم لأنها مناسبة فيها تشبيه بالغرب والكفار.

كما أن هناك فتوى لـ"عبد الحميد" آخرى أثارت جدلا، ومنها :"لا يجوز للمحلات بيع أدوات المكياج للمرأة التى تستعمله فى التبرج المحرم" بالإضافة إلى فتواه أن التماثيل حرام وإهدار للمال العام، وفقا لوصفه.

ومن أبرز فتواه ومطالباته تحريم تولية المرأة منصب المحافظ، ودعوته إلزام الطالبات بالحجاب والحشمة، مستشهدًا بالكلمة الشهيرة التى أحدثت جدلا قائلا :"بعد واقعة "اللى عنده معزة يربطها" أقول "اللى عنده بنت يحجِّـبها".

يبقى الآن الإجابة على سؤال هل حزب النور السلفى يقلل من الجرعة السلفية من أجل الاستمرار فى الشارع السياسى؟ ..يجيب على هذا السؤال هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى قائال :"هناك توجه داخل حزب النور بتفعيل فصل السياسي والحزبي عن الدعوى ويلاحظ في الفترة الأخيرة الحرص من رموزه على التعاطي السياسي وعدم الادلاء بآراء وفتاوى دينية كما كان الحال بالسابق".

ياسر-برهامي
وأضاف "النجار":"ربما شذ عن هذا التوجه عضو الحزب سامح لأنه كثير الظهور الاعلامي في الصحف والفضائيات بآراء وفتاوى دينية تقليدية معروفة بتبني التيار السلفي لها ، وهذا ربما أحرج الحزب الذي يسعى لتحسين وضعيته في المشهد السياسي والظهور بمظهر الحزب السياسي والتخفيف قدر الامكان من الجرعة السلفية، وقد يكون هذا سببا في الخلاف الذى ظهر في مراحله الأخيرة بهذا الشكل الذي رأيناه".

ويشير "النجار" إلى أن إقالة سامح عبد الحميد من حزب النور فى صالح الحزب سياسيا على خلفية هذه الرسالة التى سعى لتصديرها للمشهد السياسي بكونها معللة بكثرة اصدار فتاوى ذات طابع سلفى متشدد".

جدير بالذكر أن حزب النور أعلن أمس فصل الداعية السلفى سامح عبد الحميد، فيما أعلن المفصول أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الحزب.


الأكثر قراءة



print