اعتدنا فى السنوات العشر الأخير على حديث المسئولين فى مجلس الوزراء، ووزارة التموين تحديدًا، عن عدم وصول الدعم لمستحقيه، وبين الحين والآخر يخرج علينا بعض المسئولين بمقترحات تشريعية تارة ومقترحات وقرارات وزارية لتعديل منظومة الدعم العينى السلعى تارة أخرى.
ومن أجل الوقوف على واقعية هذا الكلام عن البطاقات التموينية التى يملكها غير المستحقين من المواطنين، وما هى المعايير التى يتم على أساسها تنقية البطاقات التموينية، يعرض برلمانى آراء بعض نواب البرلمان عن منظومة الدعم.
طارق متولى: القرارات تصدر من مكاتب مكيفة
فى البداية قال طارق متولى عضو محلس النواب، عن محافظة السويس، إن المواطن الفقير يحتاج إلى من يقدم له الدعم، وليس لمن يجبره على شىء، موضحًا أن نقص السلع التموينية فى منافذ وزارة التموين، تتسبب من وقت لأخر إلى حالة غضب، وللأسف يتم علاج الغضب بقرارات تصدر من مكاتب مكيفة.
وطالب النائب البرلمانى، فى تصريح لـ"برلمانى"، مجلس الوزراء بالعمل على حل مشكلات المواطنين حتى تكتسب الحكومة ثقة المواطنين، فهناك فرق بين كلام المسئولين والتطبيق على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال ترفض بعض مكاتب التموين إعطاء أصحاب البطاقات التموينية الورقية أى مستند لصرف الخبز المدعم من المخابز المعتمدة، بينما يخرج لنا الدكتور على المصيلحى وزير التموين ليعلن حل أزمة الخبز فى حين أنها لم تحل سوى بين الوزارة وأصحاب المخابز بينما الطرف الأضعف والمغلوب على أمره يضطر لشراء الرغيف ب٢٥ قرشًا و50 قرشًا ليطعم أفراد أسرته.
وتساءل نائب السويس، هل يتحلى أى مسئول بالشجاعة الأدبية ليخرج ويعلن للناس مسئوليته؟
محمد خليفة يسأل وزير التموين: تعرف كام واحد فى مصر يستحق الدعم؟
ووجه الدكتور محمد خليفة عضو مجلس النواب عن محافظة الغربية، سؤالًا إلى الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، بصفته الوزير المختص والمسئول عن البطاقات التموينية للسلع الغذائية المدعمة، قائلًا: "سيادتك تتحدث كثيرًا عن غير المستحقين للدعم، وتقول أن هناك الكثيرين منهم يصرفون سلعًا تموينية وهم غير مستحقين، فهل تعرف كام واحد فى مصر يستحق الدعم؟".
وانتقد الدكتور خليفة، فى تصريح لـ"برلمانى"، تكرار المسئولين الحكوميين أحاديث لا تستند لأرقام وإحصائيات استخرجت بشكل علمى ودقيق، وتحدى وزير التموين بإجراء جولة مفاجئة فى مكاتب التموين فى المحافظات للوقوف على حقيقة الأمر وكيف يتم إذلال الفقراء للحصول على حقوقهم نتيجة سياسات إدارية فاشلة لمنظومة الدعم وزارته أبرز المتسببين فيها.
وأكد النائب البرلمانى، أن المشكلة الحقيقية ليست فى البطاقات التموينية ولا فى الدعم النقدى ولا الدعم العينى، لأن كل الكلام عن استبدال دعم بآخر ما هو إلا "بنلبس ده طاقية ده"، وفِى النهاية نستحدث المشاكل فقط للفقراء ومحدودى الدخل، ولو كلّف مسئول واحد نفسه للنزول وسط الحشود المليونية التى تقف أمام محلات بقالين التموين سيعرف الحقيقة وليس ما يكتب فى التقارير النظرية البعيدة عن الواقع.
النائب على عبدالونيس محذرًا: أكثر من 100 ألف شخص سينضمون للبطالة بعد تطبيق الدعم النقدى
قال على عبدالونيس عضو النواب عن دائرة البساتين، إنه قبل تنفيذ الدعوات التى ترى أن الدعم النقدى لمحددى الدخل والفقراء أفضل من الدعم العينى السلعى، علينا التوصل لإجابات حول سبب فشل منظومة الدعم الحالية ونحاسب المسئول عن الفشل الذى كلّف الموازنة العامة للدولة عشرات المليارات على مدار السنوات الماضية.
وطالب عبد الونيس، بوضع استراتيجية عامة لاستبدال الدعم النقدى بعد تنقية البطاقات التموينية من غير المستحقين.
وحذر فى الوقت نفسه من فراغ قرابة 100 ألف فرصة عمل من شاغليها الذين يعملون فى وظائف وأعمال مختلفة فى تعبئة ونقل وتخزين وتوزيع السلع الغذائية المدعمة، وهم جميعًا مفيدين للاقتصاد المصرى ويدفعون ضرائب للخزينة العامة للدولة.
وأضاف أن فراغ هذه الأعمال من شاغليها سينتج عنه بالتأكيد زيادة فى أعداد البطالة، وهو ما قد ينتج عنه زيادة معدل الجريمة إذا لم تجد الحكومة حلا لهؤلاء العاملين.