وجهت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، برئاسة النائب علاء عابد، خلال اجتماعها اليوم الإثنين، انتقادات لعدم رد وزارة الخارجية بشكل واف علي تقرير وزارة الخارجية الأميركية فيما يخص مصر، الملىء بالمغالطات حول حاله حقوق الإنسان في مصر، وصلت إلي تهديد "عابد" بتقديم استجواب لسحب الثقة من وزير الخارجية حال عدم موافاة اللجنة برد قوي تجاه هذا التقرير، وذلك في حضور السفيرة ليلي بهاء الدين ممثل الخارجية، والمستشار أحمد الجندى ممثل وزارة العدل.
وزارة الخارجية
فى البداية أكدت السفيرة ليلي بهاء الدين، مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان، أن تقرير الخارجية الأميركية صادر عن الإدارة السابقة، وبالفعل لم يذكر أي شيء إيجابي عن مصر، وتم إصداره "سكيتي" على حد وصفها، بغير المعتاد، و رأى الجانب المصرى أن يتم التعامل مع الاتهامات بشكل غير مباشر، حيث أصدر بيانا يتضمن الرد علي ما ورد بالبيان ووصفه بغير المناسب، وأصدرنا التعليمات لسفيرنا بواشنطن للرد على التقرير دون أن يصحبه رد إعلامي واسع، مشيرة إلي أن هذه الرؤية انطلقت من كون هذا التقرير صادر من إدارة سابقة وعدم تصديره إعلامياً في ظل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الاميركية قريباً.
وقالت بهاء الدين، إن الرؤية انطلقت من كوننا نفتح صفحة جديدة مع الإدارة الاميركية، مشيرة إلى أنه في أي زيارة مماثلة تعد الخارجية ملفاً ضخما بجميع الملابسات والتفاصيل والاتهامات المحتملة، يكون بصحبه الوزير المصاحب للرئيس ويتم استخدامها وقت الحاجة.
واضافت بهاء الدين: نتعامل مع الأمور بحكمة ودبلوماسية، ويجب أن يكون هناك حنكة فى التعامل مع الموقف.
من جانبه قال المستشار أحمد ماهر الجندى ممثل وزارة العدل، إن وزارة الخارجية يكون لها رأي ما ونتحرك في ضوئه، سواء بالرد على هذا التقرير من عدمه، مشيراً إلي أن هناك اجتماعات دورية تُعقد مع جهات سيادية وأخرى غير سيادية في هذه الأثناء.
النائب علاء عابد
من جانبه انتقد النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عدم قيام وزارة الخارجية بالرد الوافي علي ماورد في تقرير وزارة الخارجية الأميركية من مغالطات حول حالة حقوق الإنسان في مصر، قبل زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى المرتقبه لامريكا، مهدداً بتقديم استجواب ضد وزير الخارجية سامح شكري لسحب الثقة منه حال عدم إيفاد اللجنة بالرد القوي حيال التقرير.
وقال عابد، "كنت أتمني أن يكون هناك رد قوي في كل نقطه تفصيلا بالحجة والأسانيد، إذ نعتبر أن دور وزارة الخارجية كالدفاع علي الحدود"، محذراً من التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن هذه المغالطات والاتهامات أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أمريكا .
وأضاف عابد، أنه لا يعقل أن يتوجة الرئيس إلي أمريكا دون الرد الواضح علي هذا التقرير ومايحمله من مغالطات، علاوة على إعداد تقرير شامل يستعرض جميع الانجازات التي قامت بها مؤسسات الدوله، الرئاسه والحكومة والبرلمان ومستندات حول حجم الاعمال الارهابية التي يتم تنفيذها واقتحام أقسام الشرطة والاغتيالات، لاسيما أن مصر تدافع عن العالم أجمع بالوكالة من الارهاب.
وذكر عابد، أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية التي انتقدت وضع حقوق الإنسان في مصر، وضعته الإدارة القديمة ( في إشارة إلي الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما)، والتي كانت لا تعرف سوي الحبر الأسود في تقريرها ضد مصر، وتتجاهل الايجابيات الموجودة وتركز علي السلبيات فقط، مشيراً إلي أن التقرير استند لمعلومات مرسلة وغير موثقة، وتجاهل الجهود الذي تبذلها الدولة من أجل الفقراء من خلال بناء مساكن لهم.
وأوضح عابد، أن التقرير بالشكل الذي خرج عليه يدعم العمليات الإرهابية التي تنفذها هذه التنظيمات ضد الجيش والشرطة، خصوصا أنه وصف ما يحدث في سيناء بـ"القتل"، وتجاهل أن القوات المسلحة تدافع هناك عن الوطن. ونوه عابد أن من ينظر إلى التقرير يشعر أن سوريا والعراق أفضل من مصر بسبب حجم المعلومات المغلوطة به.
وفي سياق متصل، انتقد عابد، دور الهية العامة للاستعلامات، مشيراً إلي أن تعامل السفراء المصريين في الخارج متفاوت، فهناك بعضهم أداءه صفر مثل سفير مصر لدي سويسرا، لكن في المقابل هناك أداء أكثر من جيد لسفراء مصر لدي النمسا وفرنسا، قائلاً: "لا يعقل أن يحصل البعض على آلاف الدولارت ولا يقومون بعملهم علي أكمل وجه".
وجدد عابد، انتقاداته لهيئة تنشيط السياحة لعدم تعاونها مع السفير النمساوي في إعداد مؤتمر في النمسا يدعي إليه جميع الشخصيات السياسية والبرلمانية بهدف تنشيط السياحة المصرية، حيث كان رد الهيئة، أن البند لا يسمح وأنا أقول لكل من يقول ذلك : " أقعد في بيتك أفضل".
فيما انتقد النائب نبيل بولس السفيرة ليلى بهاء الدين، واصفا ردها على اللجنة بأنها تستخف بالموضوع مع أنه موضوع أمن، قومى ويجب على الخارجية الإهتمام به أكثر من ذلك ، قائلا: أنا مسيحى ولم أري أى فتنة طائفية ولم أشعر يوما بأننا أقلية وأمريكا بها انتهاكات حقوق الانسان والشرطة تقتل المتظاهرين وهذا لا يحدث فى مصر، وأمريكا بها إرهاب، ويجب على الخارجية المصرية أن توصل رسالة للعالم أننا بلد أمن وسلام ولابد أن يعمل الجميع ألف حساب لمصر لانها دوله قويه .
فيما عقبت السفيرة ليلى بهاء الدين، بتأكيدها أنها لم تستخف بالأمر أو بتقرير الخارجية الامريكية، وأوضحت: لكننا نتعامل مع إدارة أمريكية جديدة ونحن حريصون كوزارة خارجية على نجاح زيارة الرئيس المرتقبة لأمريكا، ولا يجب أن نذهب إلي أمريكا ومعانا خناقة.
في سياق متصل، شهدت الجلسة موقف لافت من النائب سعيد شبايك، عضو لجنة حقوق الإنسان، للنائب أحمد شعيب، حينما بدأ الأخير كلمته بقوله : " العميد أحمد شعيب"، فعقب النائب سعيد شبايك : "أرفع منصب هو النائب، وأرفع من منصب الوزير".