تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى واشنطن أهمية خاصة، فى ظل الحفاوة التى قوبل بها بمجرد وصول طائرته إلى قاعدة أندروز الأمريكية، وهو ما يؤكد على الرسائل الإيجابية من الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه مصر قبيل ترشح الرئيس الأمريكى ترامب، وبعد فوزه بالرئاسة الأمريكية، منهياً فصلاً مظلماً فى العلاقات المصرية - الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، والآن يزور الرئيس السيسى واشنطن وسط تطور كبير فى علاقات البلدين، ويدخل المكتب البيضاوى خلال ساعات من الآن، فى لقاء مهم للغاية مع الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب.
ولعل كثافة اللقاءات خلال أيام الزيارة التى تستمر نحو أسبوع، تؤكد عزم الإدارة الأمريكية الجديدة، إثبات حقيقى للقاهرة بأن النوايا تتجه نحو الأفضل، باعتبار مصر شريكا قويا للولايات المتحدة الأمريكية، وأن البيت الأبيض بات موقناً بأن مصر بعد ثورتين هى صاحبة قرارها وليست تحت وصاية أحد كما كان يخطط لها، وأن المصالح المشتركة بين البلدين هى أساس تلك العلاقة، القائمة على الاحترام المتبادل، والتنسيق والتشاور فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
ووصل الرئيس السيسى إلى مقر إقامته بالعاصمة الأمريكية واشنطن، مساء السبت، حيث رفرفت الأعلام المصرية على جانبى الطريق المؤدى لمقر إقامته، وضربت الجالية المصرية أروع الأمثلة فى دعم مصر والرئيس السيسى فى مستهل زيارته الرسمية الأولى إلى الولايات المتحدة.
وبدأ الرئيس السيسى صباح اليوم الأحد، بتوقيت العاصمة الأمريكية واشنطن، لقاءاته الرسمية، بلقاء رئيس البنك الدولى جيم يونج كيم، الذى أثنى على برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، مؤكداً أن مصر تسير على الطريق الصحيح، ثم تبعه بلقاء جيف أميليا رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى لشركة جنرال إليكتريك التى ترتبط مع مصر بشراكة كبيرة فيما يتعلق بالمشروعات، ثم التقى السيدة مارلين هيوستين، الرئيس والمدير التنفيذى لشركة لوكيهد مارتن.
وبينما ينشغل الرئيس السيسى ببرنامج عمل مكثف، لم ينس أن يتضمن جدول لقاءاته أبناء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، الذين سيلتقيهم مساء اليوم، الأحد، على أن يلتقى الرئيس السيسى بمقر إقامته عصر اليوم ٤٠ من ممثلى الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وقالت مصادر إن اللقاء سيشهد حواراً بين الرئيس وممثلى الجالية للتعرف على التحديات التى تواجههم ورؤاهم بشأن ربطهم بالوطن من خلال آليات سيتم طرحها من جانب الجالية على الرئيس.
(الثالث من أبريل 2017)، سيدون هذا اليوم بعناية فى سجل التاريخ العالمى، فهو يوم دخول الرئيس السيسى إلى البيت الأبيض ولقاء الرئيس الأمريكى ترامب؛ ففى الثانية عشر ظهر الاثنين بتوقيت واشنطن، السادسة مساء بتوقيت القاهرة يستقبل الرئيس الأمريكى ترامب الرئيس السيسى، ثم يتحرك الرئيسان إلى قاعة روزفلت ليوقع الرئيس السيسى، فى سجل زيارات البيت الأبيض، وبعدها سيصطحب الرئيس الأمريكى الرئيس السيسى إلى المكتب البيضاوى لعقد لقاء ثنائى يبدأ بكلمة قصيرة مدتها دقيقة واحدة لكلا من الرئيسين، ويعقب اللقاء الثنائى مباحثات موسعة بين وفدى البلدين فى قاعة cabinet room.
وعقب انتهاء المباحثات الموسعة بين وفدى البلدين سيتحرك الرئيس السيسى برفقة الرئيس الأمريكى عبر الحديقة الداخلية إلى قاعة الغداء الذى يقيمه ترامب على شرف الرئيس السيسى بقاعة state dining room بمبنى the residence، وبعد الغداء يلتقط الرئيسان السيسى وترامب الصور، ثم يودع الرئيس الأمريكى ترامب الرئيس السيسى فى الثانية والربع بعد ظهر الغد الاثنين، ليعود الرئيس إلى مقر إقامته بواشنطن.
وفى مساء الاثنين سيتوجه الرئيس السيسى إلى غرفة التجارة الأمريكية حيث سيكون فى استقباله توماس دونهيو، الرئيس والمدير التنفيذى للغرفة، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكى المصرى، حيث من المقرر أن يلتقى الرئيس السيسى والرئيس التنفيذى صورة تذكارية يعقبها لقاء مع ١٢ من كبار المسئولين التنفيذين للشركات الأمريكية.
وعقب انتهاء اللقاء سيلتقى الرئيس السيسى، السيدة ليان كاريت، المدير التنفيذى لشركة بوينج للدفاع والفضاء والأمن، وذلك بغرفة التجارة الأمريكية، وبعدها سيقام عشاء عمل تكريماً للرئيس السيسى مع ممثلى قطاع الأعمال الامريكى بحضور ريكس تليرسون وزير الخارجية الامريكى، وويلبر روس وزير التجارة الامريكى، وسيشهد العشاء كلمة ترحيب من رئيس غرفة التجارة الأمريكية ثم كلمة الرئيس السيسى، وقبل انتهاء العشاء يجيب الرئيس على عدد من الأسئلة يتم طرحها من الحضور.
وفى صباح يوم الثلاثاء سيلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقر إقامته بواشنطن، العاهل الأردنى الملك عبد الله بن الحسين، لعقد جلسة مباحثات ثنائية تتناول مستجدات الأوضاع على الساحة العربية والإقليمية فى إطار التنسيق والتشاور لنتبادل بين مصر والأردن، فى إطار رئاسة الأردن الحالية للقمة العربية وعضوية مصر بمجلس الأمن.
وبعد القمة المصرية الأردنية سيلتقى الرئيس السيسى هيربرت ريموند ماكماستر، مستشار الأمن القومى الأمريكى ثم لقاء مع ريكس تليرسون وزير الخارجية الأمريكى، وبعدها سيتوجه الرئيس السيسى إلى مبنى الكونجرس وسيلتقى ديفين نونز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب وأعضاء اللجنة، ثم لقاء مع اد رويس رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب بحضور ٢٥ من أعضاء اللجنة، ثم يعقد الرئيس لقاء مع بول رايان رئيس مجلس النواب الأمريكى، وبعدها يلتقى الرئيس السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بحضور ٢١ من أعضاء اللجنة، ثم يلتقى الرئيس مع السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكى.