لكن أمرا واحدا قد يغير معادلة استمرار عرض تلك البرامج رغم رفض السواد الأعظم من النخبة والمثقفين والمسئولين لها، وهى وجود نقابة الإعلاميين –تحت التأسيس-، وتشكيل مجالس إدارات الهيئات الوطنية للإعلام، واقتراب إصدار قانون تنظيم الصحافة والإعلام، فإما أن يظل الوضع كما هو دون تغيير، أو تتمكن تلك الهيئات بدعم البرلمان ونوابه من منع تلك البرامج.
جلال عوارة: شذوذ إعلامى ويجب منعها
وطالب النائب جلال عوارة عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، الهيئات الإعلامية الجديدة بالتحرك لمنع إذاعة برامج المقالب الرمضانية والبرامج المثيرة للجدل، واصفا وجودها بالشذوذ والفوضى الإعلامية.
وقال النائب فى تصريحات لـ"برلمانى"، إنه سيكون له وقفة داخل مجلس النواب خلال الجلسات المقبلة، للمطالبة بأن تتحرك نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى للإعلام للقيام بدروهم تجاه البرامج، مضيفا إلى برامج المقالب، برنامج سما المصرى، وبرامج الدجل والشعوذة.
وأضاف عوارة أنه لايعتبر تلك البرامج ترفيهية ولا تعتبر تسلية، بل أعمال لا أخلاقية تعتمد على الاستدراج والتمثيل، وخلق حالة من الإرهاب للضيوف والمشاهدين، ولها تأثيرات سلبية خطيرة على الأسرة والمجتمع، إضافة إلى أن عوامل الأمان المستخدمة معرضة للخطأ وتهدد الضيوف.
ورفض النائب استخدام علامة +18 كدليل على أن تلك البرامج ليست للأطفال، موضحا: "يبقى احنا بقى نذيع أعمال إباحية ونحط عليها علامة +18، الأمر كله مرفض والصح صح والغلط غلط".
ويجرى خلال الفترة الحالية إعداد وتجهيز العديد من برامج المقالب فى عدد من القنوات الفضائية وشركات الإنتاج، تمهيدا لعرضها خلال شهر رمضان المقبل، يشارك فيها العديد من نجوم الفن أشهرهم برنامج الفنان رامز جلال.
نائبة بـ"إعلام البرلمان": برامج المقالب حمى أصابت المجتمع
فيما انتقدت النائبة ميرفت ميشيل عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، موجة برامج المقالب التى يتم تجهيزها لإذاعتها فى شهر رمضان المقبل، ووصفتها بالحمى التى أصابت المجتمع المصرى، وأنها لاتحمل أى هدف ولاقيمة سوى جمع الأموال من الإعلانات ونسب المشاهدات.
وقالت النائبة فى تصريحات لـ"برلمانى" إن بعض القنوات الفضائية لاتسعى لتقديم مضمون ومحتوى إعلامى يخدم المجتمع ونموه فى الفترة الصعبة التى يمر بها الوطن، مؤكدة أن الأزمة فى أن شريحة كبيرة من المواطنين تعتبر جهاز التليفزيون هو المكون الرئيسى لثقافتها وتوجهاتها، وهو مايعظم من خطورة تلك البرامج التى تستخدم أساليب لا إنسانية فى التخويف وصناعة المقالب.
وطالبت عضو لجنة الثقافة والإعلام من القائمين على تلك البرامج والقنوات الفضائية بأن يتقوا الله فى مصر وفى مواطنيها، وأن يكفوا عن صناعة تلك النوعية، التى بدأ تقليدها وإنتاجها فى كل القنوات ليستحوذوا على جزء من الإعلانات فى رمضان، وطالبت بوضع اعتبارات الثقافة والأخلاق وظروف الوطن فى الاعتبار.
أنيسة حسونة تحذر: برامج المقالب مفزعة وخطيرة على النفوس
أما النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب فقد أبدت رفضها لتلك البرامج، معتبرة عرضها يمثل خطورة على نفسية الأطفال والمجتمعات بشكل عام، لأنها تتخذ الفزع والإهانة أسلوبا للضحك والسخرية.
وقالت النائبة فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن تلك البرامج ليست مستحبة، لأنها إلى جانب ضررها على المشاهد، فهى تعرض ضيوفها للخطر لو كانوا لايعلمون المقلب، معتبرة علمهم المسبق "ضحك على الدقون"، مطالبة بالعودة إلى البرامج الترفيهية الخفيفة التى تسخدم أساليب راقية ومستحبة، ضاربة المثل ببرامج الراحلين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى.
وأوضحت النائبة أن وضع علامة +18 لن تمثل فرقا، لأن المصريين لايدركوا تلك العلامة، مطالبة القنوات الفضائية بتقليل جرعة تلك البرامج، متابعة: "الناس مش ناقصة شد عصبى، وخاصة فى رمضان وهو شهر روحانى مطلوب فيه مزيد من الهدوء والتدبر".