مواجهة الإرهاب، حظر الجماعات المتطرفة، وكيفية التعامل مع الدول الداعمة للإرهاب، محاور مختلفة أصبحت مسيطرة على أى انتخابات يتم اجرائها فى الدول الأوروبية، ومن قبلها كانت أيضا محور أساسى فى الانتخابات الأمريكية، وفى صعود تيار اليمين ووصوله إلى الحكم ممثلا فى الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب.
"لوبان" تطالب بمراجعة العلاقات مع قطر
فى الانتخابات الفرنسية التى تجرى حاليا، شهدت أيضا صعودًا للمرشحة اليمينة المتطرفة، التى طالبت بعد هجوم الشانزليزيه الأخير على ضرورة حظر المنظمات السلفية وفروع "جماعة الإخوان" فى فرنسا.
ولم يتوقف الأمر على مطالبتها بمحاربة هذه الجماعات، وإنما طالبت أيضا بتعزيز التعاون العسكرى والاقتصادى مع البلدان التى تكافح المتشددين والإرهاب، وكذلك مراجعة العلاقات بين فرنسا وبعض الدول من بينها قطر التى وصفتها بدول "مروجة للظلامية والتطرف".
"ماكرون" يسعى لأنهاء اتفاقات قطر فى فرنسا ويطالب بالتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية
ورغم أن إيمانويل ماكرون، المرشح الثانى الذى نجح فى الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، هو وسطى مستقل، إلا أنه كان له موقف أيضا واضح حول قطر ، وحول الدول الداعمة للجمعات الإرهابية.
وأعلن ماكرون، صراحة أنه سيسعى فى حالة وصوله للإليزيه، لإنهاء الاتفاقات التى تخدم قطر فى فرنسا، التى اعتبر أن التعامل معها تم بمزيد من التساهل فى عهد ساركوزى.
وأكد ماكرون، لقناة "بى إف إم تى فى"، أنه سيكون لديه مطالب كثيرة إزاء قطر فى مجال السياسة الدولية ومن أجل أن تكون هناك شفافية جديدة فى ما يتعلق بالدور الذى تؤديانه فى التمويل، أو فى الأعمال التى يمكنهما القيام بها تجاه المجموعات الإرهابية التى هى عدوتنا، متابعا "فى بعض الأحيان ما يقف عائقا هو أنها تمويلات خاصة وليست من النظام، لكننى سأطلب من الأنظمة القائمة أن تضمن لنا وقف هذه التمويلات".
وبالتالى أيا كان من سيصل للرئاسة الفرنسية، سواء كانت المرشحة اليمينية المتطرفة مارى لوبان ، أو الوسطى المستقل إيمانويل ماكرون ، فإن هناك اتفاقًا، على سياسة مختلفة تجاه الإرهاب، وتجاه الدول الداعمة له، وبالأخص دولة قطر، وهو ما دعمه ايضا صعود دونالد ترامب وفوزه فى الانتخابات الامريكية .
طارق رضوان: فرنسا ستقوم بدور أكبر فى مواجهة الإرهاب
قال طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، "أيا كانت نتائج الانتخابات الفرنسية ستقوم فرنسا بدور أقوى فى مواجهة الإرهاب والدول الداعمة له".
وأضاف رضوان، فى تصريح لـ"برلمانى"، رغم أن مارين لوبان، هى الأكثر تشددا فى توجهها بالتعامل مع الإرهاب، والدول الداعمة له، إلا أن إيمانويل ماركون أيضا أبدى مواقف مضادة لدولة مثل قطر، حيث أعلن فيما سبق عن نيته لإنهاء الاتفاقات التى تخدم مصالح قطر فى فرنسا.
وأشارالنائب، إلى أن الدول الداعمة للإرهاب ستشهد مزيدًا من التضييق، لافتا إلى أن ذلك حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب، موضحا أن الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في يونيو المقبل حاسمة وستحدد الأغلبية فى البرلمان الفرنسى، وكيف يمكن لرئيس جديد أن يحكم، ومن المرجح أن تتطلب فرنسا شكلا جديدا من سياسات الائتلاف، وفى حال انتخاب الرئيس ماكرون عليه أن يسعى للحصول على نوع جديد من الأغلبية البرلمانية عبر انقسام يمين الوسط، و فى حالة فوز لوبان، فربما لن تفوز بأغلبية البرلمان، مما يحبط قدرتها.
طارق الخولى: صعود اليمين فى الدول الغربية سيغير جهة النظر تجاه الدول الداعمة للإرهاب
قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية ، إن الفترة المقبلة الدول الغربية ستتخلى عن الدول الداعمة للإرهاب، مشيرا إلى أن بعض الدول الأوروبية سعت على استخدام ما يسمى بالإسلام السياسى ودعمت بعض الجماعات الإرهابية.
وأضاف الخولى، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هذ الفكرة تهدمت تماما فى الفترة الأخيرة بسبب تعاظم المخاوف الأوروربية والأمريكية، من تنامى الإرهاب الذى أصبح يهددهم بشكل واضح.
وأوضح النائب، أن الكثير من الدول الغربية تخلت عن هذه الفكرة، ومن ثم ستبدأ فى التخلى عن الدول الرئيسية فى المنطقة التى صنعت ومولت الإرها ، مشيرا إلى أن ذلك ظهر من خلال الانتخابات الأمريكية وتبين فى الانتخابات الفرنسية الجارية، لافتا إلى أن اليمين المتطرف يغزو العالم وهو ما سيغير من وجهة النظر تجاه الإرهاب.