انتهت الجلسة الأولى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، والذى شارك فيه عدد من أبرز القيادات الدينية حول العالم، بينهم البابا فرنسيس الثانى، بابا الفاتيكان، والإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وألقى الثنائى كلمة فى ختام المؤتمر اليوم الجمعة بمشيخة الأزهر الشريف.
وشارك فى الجلسة الافتتاحية القس الدكتور أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، والقس الدكتور جيم وينكلر، الأمين العام للمجلس الوطنى للكنائس بالولايات المتحدة، والأنبا بولا، ممثلًا عن البابا تواضروس الثانى، والدكتورة أمل القبيسى، رئيس المجلس الوطنى الاتحادى بالإمارات العربية المتحدة، والبطريريك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، والدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى.
بابا الفاتيكان فى مؤتمر الأزهر العالمى: مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ
بدأ البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، بقول "السلام عليكم"، مضيفاً: أنه لشرف عظيم أن أبدأ زيارتى لمصر وأشكر أخى الكبير الإمام الأكبر أنه نظم هذا المؤتمر ودعانى إليه.
وأكد بابا الفاتيكان، أن مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ، ومنذ قدم التاريخ ظهرت الحضارة على ضفاف نهر النيل وكانت رمزا لها.
وقال البابا فرانسيس، إن دور الحضارة والعلم ظهر جليا فى مصر مما ترك أثرا واضحا يقدره العالم أجمع فى جميع المجالات، سواء فى مجال الرياضيات والفيزياء والعمارة، والبحث عن المعرفة، مشيرا إلى أن تلك علوم اختارها جميع المقيمين على هذه الأرض منذ التاريخ، وهى كذلك علوم مهمة للمستقبل والبحث عن السلام.
وأوضح أنه لن يكون هناك سلام دون تعليم للأجيال الصاعدة، ولن يكون هناك تعليم جيدا للشباب إن لم تكن الأفكار المقدمة لهم فى عملية التعليم مرتبطة بما يحتاجونه وتلبى احتياجاتهم الأساسية.
شيخ الأزهر يدعو الحضور بمؤتمر السلام العالمى للوقوف حدادًا على ضحايا الإرهاب
دعا شيخ الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، المشاركين بمؤتمر السلام العالمى، بمشاركة بابا الفاتيكان فرانسيس، للوقوف دقيقة حداد على ضحايا الإرهاب فى مصر والعالم.
شيخ الأزهر: زيارة بابا الفاتيكان مهمة فى وقت تبحث فيه شعوب ودول عن السلام
أكد الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر زيارة تاريخية لمصر والأزهر، وجاءت فى وقتها تلبية لنداء الأزهر والمشاركة فى مؤتمره العالمى للسلام، قائلا "الزيارة جاءت فى وقت السلام الضائع الذى تبحث عنه شعوب وبلاد ومرضى وهائمون على وجهوهم وفارون من أوطانهم لأوطان أخرى".
شيخ الأزهر: الأرض الآن ممهدة لتأخذ الأديان دورها فى إبراز "السلام والعدل"
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه لا حل فيما يؤكد عقلاء المفكرين فى الغرب والشرق إلا بإعادة الوعى برسالات السماء وإخضاع الخطاب الحداثى المنحرف لقراءة نقدية عميقة تنتشل العقل الإنسانى مما أصابه من فقر فلسفة التجريبية وجموح العقل الفردى المستبد وهيمنته على حياة الأفراد.
وأضاف شيخ الأزهر، فى كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، بحضور البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أن الارض الآن ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها فى إبراز قيم السلام و العدل والمساواة واحترام الإنسان أيا كان دينه ولونه وعرقه ولغته، متابعا :"فى القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، كما نقرأ فى بابا التعارف والتراحم :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ".
شيخ الأزهر: تجارة السلاح وتشغيل "مصانع الموت" سبب تبرير جريمة الإرهاب
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن السبب الوحيد الذى يبرر جرائم الإرهاب هو تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت، إضافة إلى ضمان الثراء الفاحش من صفقات مريبة تسبقها قرارات دولية طائشة.
وأكد الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى كلمته خلال المؤتمر العالمى للسلام فى حضور البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، أن المنطقة تعيش فى مأساة إنسانية بالغة الحزن، موضّحًا: "لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن التاريخ لا يعرف لها مثيل من قبل".
وأضاف "الطيب": "العقلاء وأصحاب الضمائر اليقظة لا يزالون يبحثون عن سبب مقنع وراء هذه المأساة التى كُتِبَ علينا أن ندفع ثمنها الفادح من أرواحنا ودمائنا، ولا يصلون إلى سبب واحد منطقى يبرر كوارث الإرهاب.
شيخ الأزهر يتساءل: كيف يشهد عصر حقوق الإنسان كل هذه الأعمال الهمجية؟
تساءل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال المؤتمر العالمى للسلام بحضور بابا الفاتيكان بقاعة مؤتمرات الأزهر، مستنكرًا : "كيف أصبح السلام العالمى الآن وسط كل هذه الإنجازات هو الفردوس المفقود؟ وكيف شهد عصر حقوق الإنسان من الأعمال الهمجية ما لم يشهده عصر من قبل؟".
قال شيخ الأزهر الشريف، إن الذى يثير الإحباط أن تحدث هذه الأزمة الحادة فى القرن الـ21، رغم كونه قرن التحضر والرقى وحقوق الإنسان والتقدم العلمى والتقنى الهائل، وكذلك فى عصر مؤسسات السلام ومجالس الأمن وتجريم استخدام القوة والتهديد بها فى العلاقات الدولية.
وتابع : "الإجابة التى أعتقد أنك حضراتكم توافقوننى عليها هو تجاهل الحضارة الحديثة للأديان الآلهية، وقيمها الخلقية الراسخة التى لا تتبدل بتبدل المصالح والنزوات والشهوات، وأولها قيمة الأخوة والتعارف والتراحم بين الناس، وتذكيرهم الدائم بأن الخلق كلهم عيال الله، وأن أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله".
بابا الفاتيكان: مستقبلنا جميعا يعتمد على الحوار بين الأديان وعلينا السير معا
أكد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، على ضرورة السعى دائما على ايجاد الآخر وعدم ترسيخ الهوية المنغلقة، بل المنفتحة على الجميع والمتواضعة والعزيزة فى نفس الوقت، التى تسعى لإقامة حوار وإعلاء قيمة الذات والوصول الى الارتقاء والمشاركة بين الجميع، قائلا "لابد من الوصول إلى الارتقاء والمشاركة لأن العنف يؤدى الى العنف والشر يؤدى الى الشر".
وقال البابا، خلال كلمته بالمؤتمر العالمى للسلام، :"إننا جميعا مدعوون إلى السير معا لأن مستقبلنا جميعا يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات"، موضحا أن عمل اللجنة المشتركة للحوار بين الفاتيكان والأزهر تعرض لنا قوة فى هذا المجال ويجب أن ينبنى الحوار على المواجهة والشجاعة والإخلاص".
البابا فرانسيس بمؤتمر الأزهر للسلام: لا بد من رفض البربرية التى تدعو للعنف
قال البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان، إنه لا بد من رفض البربرية التى تدعو للعنف، ويجب تنشئة الأجيال التى تستجيب للمنطق وزيادة الخير.
وأكد البابا، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، أن الشباب مثل الأشجار، ينمون ويتعاونون مع الآخر ويتمكنون من تغيير الهواء الملوث بالكراهية إلى الأكسجين النقى للأخوة، مردفاً: "إننا مدعوون مسيحيون ومسلمون على المساهمة فى ذلك الأمر".
وتابع:" يمكن أن نسمى أنفسنا أخوة وأخوات لأننا بدون إله نكون كسماء بلا شمس، وندعو الله أن تشرق هذه الشمس، شمس أخوة جديدة على هذه الأرض التى تمثل مهد الحضارة والسلام".
البابا فرانسيس: الاختلاف الدينى لا يعنى العداوة ويجب تحويل التنافس إلى تعاون
شدد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، واعتماد استراتيجية كاملة للوصل لـ" الهوية والشجاعة والإخلاص".
وقال بابا الفاتيكان، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، إنه أولاً لا بد من واجب الهوية، لأنه يمكن بناء حوار على الغموض وعدم الصراحة، ثانيا الشجاعة على الاختلاف، لأن الاختلاف الدينى والثقافى لا يعنى وجود العداوة الدينية بين الأطراف، ونحن مقتنعون أن خير الجميع هو أيضا خير لجميع الأفراد، وثالثا الأخلاص فى النوايا، حيث لا بد من اعتماد استراتجية كاملة للوصل لهذه الأهداف.
وأكد البابا على أهمية وجود استراتيجية لتحويل التنافسية إلى تعاون، وتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص مع الآخر، مع الاعتراف بحرياته وحقوقه وخاصة حرياته الدينية لأن هذا الطريق الأمثل للوصل للنجاح فى المستقل حتى نصبح بناة حضارة، حيث لا يوجد أى بديل عن اللقاء وعدم الاعتراف بمدنية الصدام، ولا بد من رفض البربرية التى تدعو إلى العنف.
بابا الفاتيكان يؤكد دعمه لمصر فى وقف العنف والإرهاب
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، الجمعة، بقصر الاتحادية قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الذى يقوم بزيارة رسمية لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين.
وقال السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع قداسة البابا فرانسيس، أعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث رحب بقداسة بابا الفاتيكان، مُعرباً عن التقدير لشخصه ولمواقفه الدولية المستندة إلى القيم والمبادئ الروحية والإنسانية، ومشيداً بحرصه على إتمام تلك الزيارة الهامة التى ترسل رسائل متعددة عميقة الدلالة، فى وقت عصيب يمر به العالم كله.
وعبر الرئيس عن اعتزازه باللقاء الذى عقده مع البابا فرانسيس فى الفاتيكان فى شهر نوفمبر 2014، والذى سمح بالتعرف على شخصية البابا المتميزة، مُعرباً عن التقدير لدعم قداسة البابا لمصر، وذكر مصر باستمرار فى صلواته ودعواته.
وأضاف المُتحدث الرسمى أن قداسة البابا فرانسيس أعرب عن سعادته بزيارة مصر، مشيراً إلى مساهماتها القيمة فى تاريخ البشرية وسعيها لتحقيق السلام.
وأكد قداسة البابا فرانسيس أهمية الدور الذى تقوم به مصر فى الشرق الأوسط، مثمناً جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التى تتعرض لها المنطقة والتى تتسبب فى معاناة إنسانية كبيرة للبشر.
وأشار قداسته إلى دعمه لجهود مصر فى وقف العنف والإرهاب، فضلاً عن تحقيق التنمية، مشيداً بالجهود التى تبذلها للوصول إلى الازدهار والسلام.
ذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر والفاتيكان، لاسيما فى ضوء تزامن زيارة بابا الفاتيكان لمصر مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء عدد من القضايا الوطنية، حيث أشار إلى ما يتحمله الشعب المصرى بكل شجاعة من أعباء فى إطار مواجهة التطرف والإرهاب، مؤكداً أن مصر ستظل دوماً مستعدة للاضطلاع بدورها كنموذج للإسلام المعتدل، وذلك لما تمتلكه من مقومات حضارية وتاريخية.
وأكد الرئيس أن المصريين المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى المصرى، وأن الدولة تتعامل مع كافة أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلاً عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطنى، الأمر الذى حصّن مصر بنسيج اجتماعى متين تمكنت بفضله من دحر قوى التطرف والظلام.
وتبادل الجانبان فى ختام اللقاء الميداليات التذكارية، حيث قدم قداسة البابا ميدالية تذكارية أصدرها الفاتيكان بمناسبة زيارته إلى مصر، تم فيها إبراز لجوء العائلة المقدسة إلى مصر، بينما قدم الرئيس لوحة تذكارية تُمثل احتفاء مصر بالعائلة المقدسة على أرضها.