قررت الإدارة الأمريكية، تخفيض المعونة الاقتصادية المخصصة لمصر إلى 112 مليون دولار، بدلا من 150 مليونا، وينتظر تصويت الكونجرس الأمريكى على القرار تمهيدًا لتطبيقه، بحسب ما أكده عمرو قطب، محامى ومدير العلاقات الخارجية بمؤسسة التحرير للأبحاث.
القرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية، ليس بجديد، خاصة أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت فيما سبق عن توجهها لتخفيض المعونات فى الموازنة الجديدة.
وأوضحت الخارجية الأمريكية فى تقرير نشرته وكالة "رويترز"، أن الميزانية التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب للعام المالي 2018 لن تخفض المساعدات الأمريكية لإسرائيل في حين لا يزال مستوى المساعدات للدول الأخرى ومنها مصر والأردن قيد التقييم.
ويأتى هذا التخفيض الخاص بالمعونة الاقتصادية فى الوقت الذى عقدت فيه جلسة فى مجلس الشيوخ الأمريكى تطرقت أيضا للمساعدات العسكرية، ورغم أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكدت عدم نيتها تخفيض المعونة العسكرية الأمريكية لمصر، إلا أن عددا من الخبراء المشاركين فى هذه الجلسة طالبوا بإعادة النظر فى المعونة العسكرية أيضا لمصر، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان اتخاذ قرار بتخفيض المعونة الاقتصادية، هو بداية لاتخاذ نفس القرار تجاه المعونة العسكرية.
العرابى: تم تخفيضها للعديد من الدول وليس مصر فقط
السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، قال: إن تخفيض المعونة الاقتصادية الأمريكية تأتى فى إطار سياسة الإدارة الجديدة.
وأضاف العرابى لـ"برلمانى"، أن القرار لا يقتصر على مصر فقط، وإنما التخفيض يأتى على كل الدول، وما زالت مصر تحصل تقريبًا على نفس المعونة بفارق لا يعتبر دليلا على تغيير فى المواقف.
وأشار إلى أن تخفيض المعونة الاقتصادية لا يعد دليلا على تغير سياسات الإدارة الأمريكية، أو تراجع علاقاتها بمصر، وإنما يأتى فى إطار سياسة عامة لإدارة دونالد ترامب، التى ارتأت تخفيض المعونات الاقتصادية لمعظم الدول.
سوزى رفلة: خفض المعونة الاقتصادية الأمريكية لن يؤثر على مصر ولا أتوقع تكرار الأمر فى المعونة العسكرية
قالت سوزى رفلة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن خفض المعونة الاقتصادية الأمريكية لمصر لن يؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، خاصة أن المعونة الاقتصادية لم تكن ضخمة.
وأضافت سوزى رفلة لـ"برلمانى"، أنه من ناحية العسكرية لا أتوقع أن تتخذ الإدارة الأمريكية، قرارًا بتخفيضها خاصة أن الرئيس الأمريكى يدرك ويقدر الدور الذى تلعبه مصر فى مكافحة الإرهاب، وما نواجهه من عمليات إرهابية.
وأشارت سوزى رفلة إلى أنه من الممكن أن يكون خفض المعونة الاقتصادية تم بناءً على ما حدث فى جلسة الاستماع التى انعقدت بمجلس الشيوخ الأمريكى، والتى تم خلالها مهاجمة مصر بشدة.
وفى السياق نفسه أكدت أنه من الأفضل أن لا تعتمد مصر على دولة واحدة، فى ملف المعونات، حتى لا نسمح لدولة واحدة بالتحكم فى اقتصادنا.
الخولى: لم يكن يستفيد بها الاقتصاد المصرى
طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، قال إن تخفيض المعونة الاقتصادية لن يؤثر على مصر بشكل كبير، لأن المعونة الاقتصادية بشكل عام لم يكن يستفيد منها الاقتصاد المصرى.
وأضاف الخولى لـ"برلمانى"، أن مصر بدأت خلال الفترة الماضية فى محاولة الاعتماد على النفس وعدم الاتكال على المعونات بأى شكل من الأشكال.
وتابع: "وبعد 30 يونيو تقريبا كانت المعونة الاقتصادية والعسكرية شبه معلقة، وكانت معظم المعونة الاقتصادية تحديدًا، توجه لمنظمات المجتمع المدنى، وبالتالى تخفيضها لن يكون له تأثير قوى على الاقتصاد المصرى" .
وأشار الخولى، إلى أن قرار خفض المعونة الاقتصادية لا يتعلق بما دار فى جلسة مجلس الشيوخ الأمريكى، ولكن علينا فى الوقت نفسه ألا نتجاهل الانتقادات التى وجهت لنا خلال هذه الجلسة للرد عليها بشكل مناسب.