انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة هدم المبانى الآثرية فى المحافظات بشكل ملحوظ، خاصة محافظات الإسكندرية والشرقية وبورسيعد والإسماعيلية، والتى تتميز مبانى هذه المحافظات بوجود تراث معمارى زاخر، وهدمها يجعلها أشبه بمدن بلا ماضى أو تاريخ.
فى البداية قال نادر مصطفى أمين لجنة الثقافة والإعلام والآثار مجلس النواب، فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى"، إن اللجنة تلقت العديد من طلبات أعضاء البرلمان فى المحافظات والقاهرة، حول ملف هدم المبانى الآثرية، وهو أمر نستشعر فيه بالخطر، وتم مناقشة طلبات الإحاطة مع وزير الآثار، وسوف نستكمل فتح هذا الملف خلال جلسات اللجنة القادمة، من أجل عمل تشريعات وتعديل بعض القوانين لوقف مسلسل هدم هذه المبانى الآثرية للحفاظ على تراثنا.
الغريب أن هدم المبانى الآثرية بيتم بطريقة شبه قانونية، من خلال الحصول على حكم قضائى برفع المبنى الآثرى من مجلد التراث ليصبح مالك المبنى حر التصرف بها، ويقوم بهدمها وإعادة بناء برج سكنى بدلاً منها، يشوه الصورة الجمالية والتراثية ويزيد من اختناق المدينة والتكدس السكانى بالمدينة، وهو ما تم فى وقائع عديدة فى عدد من المحافظات نذكر منها قيام مسئولى مجلس مدينة أبوحماد على بهدم استراحات أثرية خاصة بالملك فاروق، وقطع أشجارها القديمة وتحويلها إلى مزارع سمكية.
وتعرضت مدينة بورسيعد لمخطط هدم البنايات الأثرية فيها، عن طريق ملاكها من أجل بيعها الأرض لرجال أعمال لبناء عمارات سكنية، من خلال التحايل على القانون بالحصول على حكم أن المبنى آيل للسقوط، حتى يتمكن من هدم المبنى، وهو محاولات تتم على فترات لطمس تاريخ المدينة، وشهدت مدينة بورسعيد، هدم عقار أثرى يرجع عمره لـ135 عامًا، وهو من البنايات الأثرية الفرنسية التى لا يوجد مثيل لها إلا بفرنسا، ومدرج بسجلات وزارة الآثار "كمنزل أثرى" رقمه 66 بشارع الجمهورية، والذى انتقلت ملكيته لأحد الشركات العقارية.
محاولات لهدم فيلا محمود خاطر بحلوان
وكان النائب رضا البلتاجي، عضو مجلس النواب بدائرة حلوان بمحافظة القاهرة، قد تقدم بطلب إحاطة موجه إلى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وحلمى النمنم، وزير الثقافة والمهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، بشأن فيلا الهلال الأحمر بحلوان، والتى كان الفنان الراحل محمود خاطر، قد منحها وقف للهلال الأحمر، أصبحت مهددة بالهدم.
وقال النائب رضا البلتاجى، فى طلب الإحاطة إن فيلا "الهلال الأحمر"، المعروفة بفيلا محمود خاطر، والتى تقع تقاطع شارع محمود خاطر مع شارع أحمد أنسي، أمام مدرسة العائلة المقدسة بحلوان، وتم وقفها من صاحبتها "غزالة هانم زوجة محمود خاطر" إلى جمعية الهلال الأحمر منذ عشرات السنين، قام أحدى الأشخاص ويدعى أحمد محمد عبد الظاهر بتعليق لافتة على الفيلا مدعيًا ملكيتها تمهيدًا لطرد الهلال الاحمر وهدمها والبناء عليها، والفيلا مسجلة برقم توثيق "4260000033" فى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وذات طراز معمارى متميز، وتم إنشاؤها وفق مفاهيم وأسس مدرسة معمارية، ومرتبطة بحقبة تاريخية.
وللإسكندرية نصيب الأسد من مسلسل هدم المبانى التراثية، وكان آخر ضحايا مسلسل الهدم هى هدم فيلا كائنة بشارع عمر الفاروق يوسف بمنطقة باب شرق، يعود تاريخها إلى 160 عامًا.
البرلمان يتصدى لمحاولات طمس التراث المعمارى والآثرى
وطالب عدد من أعضاء مجلس النواب، بتعديل الثغرات التى يستغلها البعض، من أجل هدم المبانى الآثرية، حتى تتمكن الدولة من حماية التراث العمرانى، بجانب عمل تشريع فورى لتعديل نص المادة الثانية من القانون 144 لسنة 2006 لتتلاءم مع نص المادة الثانية من لائحته التنفيذية وذلك لتجعل التميز العمرانى سببًا فى ذاته للإدراج فى مجلد الحفاظ على التراث والمبانى الأثرية.