الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:34 م

نائب: وزارة التعليم تعاملت مع تابلت الطلاب بطريقة "اللى حط آيس الكريم على العيش".. إبراهيم نظير: تكلفة الكتب المدرسية 1.5 مليار جنيه بعد التعويم.. باحث: مصر متأخرة علميًا 150 سنة

التابلت المدرسى فكرة أتلفها "الهوى"

التابلت المدرسى فكرة أتلفها "الهوى"
الثلاثاء، 09 مايو 2017 02:07 ص
كتب مصطفى النجار

  بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم استبدال الكتاب المدرسى بالتابلت إلا أن التجربة فشلت لعدة أسباب ابرزها، عدم توافر البنية التحتية لتشغيل وصيانة جهاز التابلت نتيجة تعطله باستمرار وسقوط المناهج من الجهاز كل فترة ، وانقطاع الكهرباء وعدم وجود أجهزة للتشغيل أو شبكة دولية  بالمدارس.

 

فى البداية قال محمود الصعيدى عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن تجربة وزارة التربية والتعليم باستبدال الكتاب المدرسى الورقى، بكمبيوتر لوحى "تابلت" بديل، فشلت وليس العيب فى التجربة بحد ذاتها لكن المسئولين فى الوزارة.

 

وأوضح الصعيدى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن المسئولين طبقوها بطريقة "اللى حط ايس الكريم على العيش"، وهو ما أدى لفشل التجربة التى نجحت فى كل دول العالم إلا مصر، بينما الطلاب فوجئوا بعد الإعلان عن مشروع استبدال الكتاب بالتابلت وتفعيله عام 2013 أن الأجهزة كثيرة الأعطال، وعدم احتوائها على وصلات إنترنت أو وصلات لشحن البطارية، كما لم يتم الإعلان عن أماكن صيانتها وتوفيرها فى كل المناطق لتكون قريبة من الطلاب.

وأكد أن الوزارة إذا طبقت خطة استبدال الكتاب المدرسى بالتابلت ووزعته مرة أخرى على 212 ألف طالب وطالبة فى 6 محافظات كمرحلة أولية مثلما فعلت فى العام الدراسى 2013 ـ 2014، فلن تجد الحكومة إلا الفشل ومزيد من إهدار المال العام.

وقال قبل أن نطالب بعودة هذا المشروع المعاصر يجب علينا محاسبة المسئولين المقصرين والذين تسببوا فى ضياع عشرات الملايين من الجنيهات على الموازنة العامة، متسائلًا: "إذا كانت الحكومة وقتها جادة ولا تخدع الشعب وممثليه فلماذا سلمت الطلاب مع التابلت كتبًا مدرسية تم إنفاق المليارات فيها أيضًا؟".

 

إبراهيم نظير: تكلفة الكتب المدرسية 1.5 مليار جنيه بعد تعويم الجنيه

 

من ناحيته، قال إبراهيم نظير عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن مشروع التابلت تم بدون إجراءات دراسة واقعية وبدون تأهيل الطلاب على التكيف مع الوضع الجديد، خاصة وأن الوزارة اعتمدت على أن الشباب طول الوقت يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر فى منازلهم وفى مقاهى الإنترنت، وهو ما يختلف شكلًا وموضعًا عن تلقى العلم عبر جهاز إلكترونى.

 

وأضاف نظير فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه كان يجب أن تقوم الوزارة بتدريب الطلاب على الوضع الجديد واستخدام هذه التكنولوجيا وتوفير مراكز لصيانة هذه الأجهزة ومن الأساس وضع قائمة مواصفات فنية وتقنية لتشغيل هذه الأجهزة وبحث جودتها من خلال مناقصات لا تستند إلى المظروف المالى فقط إذ أنه يهدف لتخفيض التكلفة، بينما المظروف الفنى الذى كان يجب أن تهتم به وزارة التعليم به بشكل أكبر لأنه يعتمد على برمجة وجودة الأجهزة.

ولفت إلى أن تكلفة طباعة الكتاب المدرسى زادت بواقع 100% لتصل إلى 1.5 مليار جنيه بعد تعويم الجنيه إذ زادت أسعار السولار والورق والأحبار والزنكات باكثر من 100% من أسعارها قبل تحرير سعر الصرف، ما يستدعى معه إتخاذ قرار حاسم لوقف النزيف، خاصة وأن الكتاب المدرسى يتهالك بسبب سوء الاستخدام قبل نهاية العام الدراسى بينما يمكن أن يبقى التابلت مع الطالب لمدة 3 سنوات أو أكثر، وبالتالى فمن الناحية المالية التابلت أكثر توفيرًا رغم ارتفاع سعره لأول مرة لكنه سلعة معمرة، هذا إذا اكتفينا بالعامل المادى دون العامل المعنوى والصحى والذهنى وتدريب الطلاب على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة باستمرار.

 

 

باحث بجامعة أمريكية: مصر متأخرة علميًا 150 سنة بسبب المسئولين الحكوميين

 

وفى هذا السياق قال إسلام اخوات الباحث المصرى بكلية العلاقات الدولية بجامعة ديلوير بالولايات المتحدة الأمريكية، أن مصر مازالت متأخرة علميًا عن باقى الأنظمة التعليمية فى دول العالم وهو ما سينعكس على مستوى التقدم، فحتى أن كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يقوم بجهود جبارة لإصلاح التعليم فلن تنجح هذه الجهود الطيبة بسبب عدم قيام المسئولين التنفيذيين فى الوزارات المختلفة بواجبهم الوطنى كما يقوم به الرئيس، ويحزننى القول أن مصر متأخر علميًا بسبب المسئولين الحكوميين 150 سنة فمازلنا نعانى من استخدام الورقة والقلم فى جميع المكاتب الحكومية وتحولت أجهزة الكمبيوتر لوسائل للتسلية.

وأوضح "اخوات"، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن مصر تحتاج لمسئولين يقومون بالتخطيط لكل شئ ومسئولين أخرين يقومون بالتنفيذ حتى نكون دولة متقدمة، ففشل منظومة التابلت وعدم دراسة أسباب الفشل وطرح حلول ومقترحات بديلة يدل على أننا نواجه موظفين بيروقراطيين وليس مسئولين حكوميين على قدر عالى من الوعى والمسئولية بواجبهم الوطنى تجاه المجتمع بأكمله.

 

 

 

 


print