حصار يوسف زيدان فى موقعة "صلاح الدين"

فيما يمكن إطلاق اسم "أسبوع الأزمات" مرت الأيام القليلة الماضية على نحو غريب من إثارة الجدل والأزمات المتلاحقة، فما كاد الرأى العام أن ينتهى من أزمة استقالة نواب بسبب محافظ، حتى دخلنا فى بلاغ ضد إسلام بحيرى، تبعه تصريح سالم عبد الجليل عن الأقباط، ثم يوسف زيدان عن صلاح الدين الأيوبى.

كل ما سبق من إثارة للجدل، وصل فى بعضها إلى بلاغات للنائب العام، وطلبات إحاطة بالبرلمان، ومطالب بمحاكمة، وتراشق بين مؤيد ومعارض.

آخر ما أثار الجدل، كان وصف الكاتب والروائى يوسف زيدان، صلاح الدين الأيوبى بالشخصية الأحقر فى التاريخ، ما أحدث أزمة، ما بين مؤيد ومعارض لما طرحه الروائى المعروف.

"برلمانى" طرح أسئلة على بعض المعنيين بالأمر، من أساتذة تاريخ، ونواب باللجنتين "الدينية والتعليم" بالبرلمان، لكى نسمع منهم طرحا يساهم فى وضع الأمور فى نصابها، وإخماد نار الأزمات.

"برلمانى" طرح السؤال على النائب عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، الذى أعلن رفضه القاطع للطرح الذى طرحه الكاتب يوسف زيدان عن صلاح الدين الأيوبى، مبديا استياءه الشديد من الحديث عن هذه الشخصية التاريخية بهذا الشكل

وفى تعليقها على تصريحات يوسف زيدان، التى قال فيها إن صلاح الدين الأيوبى أحقر شخصية عرفها التاريخ، أكدت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن للعلوم آداب، ولغة التطاول ليست من آداب العلوم.

آمنة نصير لـ"زيدان": اذكروا محاسن موتاكم

وأضافت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" أن صلاح الدين الأيوبى شخصية تاريخية لها ما لها وعليها ما عليها، غير أن العلم لم يأمر بالتطاول، وحتى فى أدبياتنا الشعبية دائما نقول "اذكروا محاسن موتاكم"، فكيف يكون الحال مع قياداتنا التاريخية وأعلامنا.

وأشارت النائبة البرلمانية، إلى أن القيادات التاريخية للأمة أدت ما عليها ولقت ربها، وليس هناك داع للخوض فى سيرتها بهذا الطرح، وعلى هذا النحو، بل ليس لنا أن ندس أنوفنا فى كل شىء، ونستدعى حقب تاريخية طويت بكل ما فيها بدون مبرر، كما يحدث الآن.

فوبيا استدعاء الأمور الجدلية

واختتمت عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان تصريحاتها لـ"برلمانى"، مبدية تعجبها من "فوبيا استدعاء الأمور الجدلية"، موضحة أن الأوضاع لا تحتمل استدعاء أمور بها من الضرر أكثر من النفع، والخوض فيها لن يقبل نفعا، بل ليس من فقه الأولويات.

عمر حمروش: ده تاريخ محدش يملك يزوره أو يطرحه بغير الحقيقة وقال أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب فى تصريحاته لـ"برلمانى"، إن ما ذكره الكاتب يوسف زيدان يعد افتئاتا على التاريخ الذى لا يمكن تزويره، أو طرحه بعد قرون بغير الحقيقة، مشددا على أن الشخصيات التاريخية تركت من إنجازات وأعمال كبيرة هى التى تتحدث عنها وليس بالكلام، ومن ثم لا يمكن لأحد النظر بعين غير محايدة وسرد الأمور بشكل يحمل مغالطات على أسماع الناس.

أمين سر اللجنة الدينية لـ"يوسف زيدان": عد إلى الكتب وصحح معلوماتك

وأضاف "حمروش": "اللى بيتقال ده كلام فى التاريخ الذى لا يمكن العبث به، وصلاح الدين الأيوبى شخصية تاريخية وعلم لا أملك انا ولا الكاتب تقييمه، لذا على الكاتب أن يقرأ التاريخ بحياد، وأن يرجع إلى كتب التاريخ ويصحح معلوماته، ويمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ، وعليك قبل أن تتحدث أن تقرأ جيدا، وإذا كان هناك بعض المآخذ من وجهة نظرك على الشخصية التاريخية التى تتحدث عنها فيجب أن يكون ذلك بلسان المحايد بلا غرض".

اللجنة الدينية لم يصلها أى شكاوى من التصريحات

وأكد أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن اللجنة لم تتسلم أى شكاوى بخصوص تصريحات يوسف زيدان عن صلاح الدين الأيوبى، وإلى الآن ليس فى أجندتها أى شئ يتعلق بالأمر، مشددا على الجميع ضرورة التروى عند الحديث عن الشخصيات التاريخية فى كل العصور.

الجدير بالذكر أن الكاتب والروائى يوسف زيدان كان قد وصف صلاح الدين الأيوبى بأنه أحقر شخصية عرفها التاريخ، مشيرا  إلى أن صلاح الدين الأيوبى ليس بالشكل الذى قدمه الفنان أحمد مظهر، موضحاً أن ذلك الفيلم من خلق مؤسسة الحكم فى الفترة التى قدمت فيه، ووظفت يوسف شاهين.

وتابع: "صلاح الدين قام بجريمة ضد الإنسانية ضد الفاطميين وعزل الرجال فى حتة والستات فى حتة، بحيث أن الذكور لا يروا أنثى، فانقطع النسل، وحرق مكتبة القصر الكبير.

عبد الرحمن البكرى: الجميع يستطيعون التطاول وبيننا وبينك التاريخ

قال النائب عبد الرحمن البكرى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن كل من يسرد التاريخ يستطيع التطاول فى طرحه، غير أن قليلون من يتحدثون بإنصاف، جاء ذلك تعليقا على ما طرحه الكاتب يوسف زيدان، فى تصريحاته التى قال فيها إن صلاح الدين الأيوبى هو الشخصية الأحقر فى التاريخ.

وأضاف النائب فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن السؤال الأهم هو لماذى يستدعى البعض مثل هذه الأمور، وهل سبب ذلك إلقاء الضوء على أنفسهم، مشيرا إلى أنه حتى فى هذه الحالة يفقد صاحب الطرح مصداقيته، ويكون كل هدفه "خالف تعرف".

ووجه أمين سر لجنة التعليم بمجلس النواب، حديثه للكاتب يوسف زيدان قائلا: " بيننا وبينك التاريخ، هو الذى يحدد، وهو الذى أنصف الشخصية، وذكر إنجازاتها وجوانب البناء فيها، ثم أن الوقت الحالى يتطلب منا التركيز على كل ما يمكننا من الحفاظ على الأوطان وليس إثارة الجدل".