عزام التميمى: لم يرد أحد على طلبى ولم يعد هناك سبب لوجود التنظيم الدولى
<< عز الدين دويدار: تلقينا دعما هائلا وقياداتنا ضيعوه ودول بدأت تتبرأ منا
<< كمال حبيب: فك حماس ارتباطها بالإخوان جعل تنظيمها الدولى بلا قيمة
<< باحث إسلامى: يسعون لتعويض فشل الجماعة
فى فبراير الماضى، خرج قيادى بارز بجماعة الإخوان والتنظيم الدولى فى لندن، بمبادرة داخلية تطالب بحل التنظيم الدولى، والإطاحة بمكتب إخوان لندن، الذى يتزعمه إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى، تلك الدعوى التى أثارت حينها جدلا واسعا حول سبل تنفيذ هذه المبادرة، وما إذا كانت قيادات التنظيم ستوافق عليها من عدمه؟، خاصة بعدما كشف قيادى إخوانى فى تركيا، أن هناك 7 دول دعمت الجماعة لاستمرار بقاء التنظيم الدولى.
منذ شهر فبراير صمت قيادات التنظيم الدولى، ولم يردوا على المبادرة، رغم تكاتف إخوان تركيا مع هذه المبادرة، وكشف بعضهم مساوئ هذا التنظيم الدولى، حيث فتح هذا الأمر الباب حول ما إذا كان الإخوان قادرة على الضغط فى هذا الاتجاه لحل مكتب لندن؟، خاصة مع إعلان عدد من فروع الجماعة بالخارج فك ارتباطها بالتنظيم، وكان آخرهم حركة حماس.
ولكن خلال الساعات الماضية خرج عزام التميمى، ليعلن الجديد حول دعواه لحل التنظيم الدولى، حيث أكد التميمى، أن التنظيم سيظل مشتتا، مؤكدا أن العديد من فروع الجماعة فى الخارج، فكت ارتباطها بالإخوان وتنظيمها الدولى، حيث وصف قيام جماعة الإخوان فى الكثير من الأقطار العربية بفك الارتباط عن إخوان مصر بأنه خطوة مؤسفة، مؤكدا أن التنظيمات الإسلامية التى تراجعت إلى القطرية إنما وقعت فى الوهم، وتسير نحو السراب.
وأعلن التميمى، فى تصريحات له عبر أحد المواقع الإخوانية، أن مبادرته المتعلقة بحل مكتب التنظيم الدولى، لم ترد قيادات الجماعة عليها، وأنها فشلت داخليا بسبب الإصرار على بقاء التنظيم الدولى رغم ترحيب قواعد الجماعة بحله.
وأكد التميمى، أن الجماعة تشتت شملها ودبت فيها النزاعات الداخلية، وانشغل كثير من عناصرها بنفسه وبهمه الشخصى، متابعا: أشعر بالاستياء الشديد لما تمر به الجماعة من أزمة، ولكنه أمر متوقع بسبب الضربة القاصمة التى تعرضت لها، فلقد كشفت الأزمة عن وجود مشاكل عديدة وخطيرة، يحتاج علاجها إلى قيادة على مستوى المرحلة، فلست منحازا لطرف على طرف فى الشقاق الذى تشهده الجماعة، ولكنى ما زلت أرى بأن أولى خطوات رأب الصدع ولم الشمل تتمثل فى التراجع عن الإجراءات التى اتخذها فريق عواجيز الإخوان ضد من خالفه فى الرأي، والتنظيم الدولى لم يعد موجودا على أرض الواقع.
وفى السياق ذاته فتح عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، النار على قيادات الإخوان، ووجه فى تصريح نشره عبر صفحته على "فيس بوك" رسالة إلى قيادات الإخوان قائلا: أعطوك صفا من الرجال العاملين والمنتظمين والمؤيدين يسمعون ويطيعون، وحلفاء دوليون داعمون موزعون على قارات العالم (تركيا . قطر . البرازيل . فنزويلا . جنوب افريقيا . تونس . السودان . الاتحاد الأفريقى)، واستقبال رسمى لساستك ومبعوثيك فى الفعاليات الدولية والبرلمانات الأوروبية واجتماعات الاتحاد الأفريقى لعام ونصف بعد عزل مرسى.
وأضاف فى رسالته: احتضان ودعم رسمى علنى لأبناء قضيتك الهاربين واللاجئين لدول العالم وصلت لأن استخرجت لبعضهم جوازات دبلوماسية وفتحت القاعات والمقرات والشاشات، ومع كل هذا توفر لك دعم مادى هائل ومستمر بمليارات الدولارات من دول وكيانات ورجال حول العالم بجانب موارد اشتراكات مضاعفة من أبناء جماعتك فى بلاد العالم.
واستطرد: فإذا بك وأنت الذى تقود صف كهذا أخذت كل هذا حيث تفكك الصف وانقسم وتفلت البعض وانصرف البعض، وأخذت القضية فعجزت حتى عن الحفاظ على حلفائها فصارت الدول تتبرأ منها وصار أنصارها الهاربين فى بلاد الاغتراب تتخطفهم الأجهزة الأمنية لتلك الدول وتطردهم، وعجزت عن تدويل القضية، عجزت حتى عن تحريك دعوى قضائية واحدة.
وتابع: كلنا يعلم لأين وصلت القضية والصف، حتى إذا قام الصف فاختار غيرك لقيادته تجاهلت كل فشلك وإخفاقاتك وجرائمك وتفرغت لتمزيق صفك على قاعدة الولاء لك وانتفضت لعقاب مخالفيك وحصارهم وفصلهم وتشويههم.
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم الدولى لم يعد له وجود بعد انصراف التنظيمات الإخوانية إلى المحلية وآخرها حركة حماس التى أكدت فى وثيقتها الجديدة أنها حركة وطنية وأن فضت ارتباطها التنظيمى بجماعة الإخوان .
وأضاف حبيب فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن الجماعة تواجه أزمة النهايات كشأن كل حركة اجتماعية وكشأن حتى كل دولة أو امبراطورية ومنها الإمبراطورية العثمانية دولة الخلافة الأخيرة وقد انتهت، ومن ثم فإن ما أشار إليه التميمى من الأطر والتنظيمات هى مسألة بيد البشر، وأن أحدا لم ينجح حتى اليوم فى حل الإشكال الانقسامى داخل الجماعة.
وتابع حبيب: الجيل والقيادات العجوزة والقديمة هى التى تسيطر على مقدرات الجماعة وهى قيادات تفتقر للخبرة والقدرة على تسيير الجماعة ومن ثم فإن الجماعة تواجه اليوم محنة النهايات وعليه فإنه فى مراحل ما نطلق عليه أفول الحركات الاجتماعية لا يتوقع التميمى أن ينتصب أحد للرد على طلبه بإعلان إنهاء التنظيم الدولي، كما لم ينتصب أحد من قبل لدعوته إلى المصالحة بين فريقى الشقاق فى الجماعة، فنحن أمام جماعة تودع العالم ولا تستقبله، انتهت غاية قيامها، ولم يعد لديها ما تقدمه ومن ثم فهى تنتهي.
وفى ذات السياق، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الخطوات التى تم اتخاذها مؤخرا داخل الإخوان تعتبر مفصلية وضخمة وهى بطبيعة الحال ستخلق انقساما فى الرأى الداخلى للجماعة حولها.
وأضاف النجار، أن هذا الأمر سيعززه فك ارتباط حماس بالاخوان وما ورد بالوثيقة الاخيرة فضلا عن الجدل والاختلاف حول استمرار التنظيم الدولى من عدمه فى ظل انفصال واستقلال الفروع لان هناك فى المقابل مصالح للبعض وراء استمرار التنظيم الدولى وهناك من يرى أن حله فى ظل أزمة الجماعة فى مصر سيؤثر سلبا على حضور الجماعة ويرونه بديلا يحاولون من خلاله تعويض فشل الجماعة فى مصر.