جاء إعادة اختيار الجماعة الإسلامية، لطارق الزمر، لرئاسة حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة، ليقضى على أية آمال حول تغيير سياسة الجماعة الإسلامية، أو انفصالها عن تحالف دعم الإخوان، خاصة أن طارق الزمر، أحد أبرز القيادات المتمسكة باستمرار الجماعة الإسلامية داخل تحالفها.
وطرح إعادة اختيار الجماعة الإسلامية، لزعيمها الهارب فى قطر، سؤالا حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستساهم فى حذر نشاط الحزب، خاصة أن القيادات المحرضة على الإرهاب ما زالت تترأسه، بجانب وجود دعوى قضائية لسحب الجنسية من طارق الزمر.
قيادات داخل الجماعة الإسلامية، فتحت النار على انتخابات الداخلية لحزب البناء والتنمية، حيث شن خلف علام، القيادى بحزب البناء والتنمية، والجماعة الإسلامية، أن الخطير فى انتخابات الجماعة الإسلامية، واختيار طارقا لزمر رئيس للحزب، الذى لابد أنه سيؤثر سلبا على مسيرة الحزب وربما يؤدى إلى حله، لأن الدكتور طارق الزمر مستهدف أمنيا وصادر ضده حكم غيابى بالسجن لمدة خمسة عشر عاما فى قضية متصلة بالإرهاب.
وأضاف فى بيان له، أنه أيا ما كانت الأسماء التى ستعلن لجنة الانتخابات فوزها بعضوية الهيئة العليا، فلن يتغير شيئا فى وضع الحزب وطريقة إدارته، فلا الهيئة العليا ولا حتى رئيس الحزب ولا الأمانة العامة للحزب مخول لها اتخاذ القرارات حتى فى أتفه الشؤون، فهم يجتمعون ويتناقشون ويتشاورون ولا يقررون شيئاً فالقرارات لا تصدر إلا من مجلس شورى الجماعة الذى مازال متمسكاً بمنهج السلطة الأبوية سواء فيما يخص الجماعة أو الحزب.
وتابع: كان على جيل المؤسسين أن يتنحى عن المشهد تماما ويكفى أن يكونوا مجلس حكماء أو مستشارين يرجع إليهم عند الحاجة مع ضرورة مواصلة عطائهم للدعوة بعيدا عن المناصب الرسمية فى الحزب او الجماعة - كما يفعل الآن ناجح ابراهيم - بغض النظر عن آرائه المثيرة للجدل.
واستطرد: كنت أتمنى أن ينفصل الحزب ويكون كيانا فكريا وسياسيا ينطلق وفق رؤية مبدعة أكثر واقعية، بعيدا عن كيان الجماعة الإسلامية التى فقدت حتى مبرر وجودها أو بقائها، ليكون بداية جديدة لمشروع وطنى ذا مرجعية إسلامية وفقا لبرنامج الحزب وليس أجندة الجماعة التى لم يبق فيها سوى هيمنة أشخاص ووصاية مجموعة قليلة متشبثة بالقيادة، فعلى مدى التاريخ ورثت كيانات سياسية كيانات أخرى كانت فقدت صلاحيتها أو قدرتها على الوجود، فالكيانات تتحلل وتزول بنهاية مشروعها او فشله أو تجاوز الواقع له.
وتابع القيادى بالجماعة الإسلامية: من الواضح أن قيادة الجماعة لم تكن جادة حينما أعلنت عند تأسيس الحزب أن إدارتها له وتبعيته لها ستكون لفترة مؤقتة لحين قيامه وقدرته على تحمل مهامه، فلم تتخذ الجماعة خلال السنوات الأربع الماضية أى خطوات تمهيدية يكون من شأنها تحقيق هذه النتيجة ولكن القائمين على مجلس الشورى حريصين كل الحرص على أن يبقى الحزب مجرد لجنة تابعة لمجلس الشورى خلفا للجنة السياسية قبل تأسيس الحزب.
وفى هذا السياق قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن هذا الاختيار يؤكد أن الجماعة الإسلامية ما زالت تدعم العنف، خاصة أن طارق الزمر هو أخطر شخص يمكن أن يدر ذراعها السياسى، وهو ما سيساهم فى حذر هذا الحزب ونشاطه لأنه يدعم الإرهاب.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ"برلمانى" أن طارق الزمر أخطر من عبود الزمر، والجميع يعلم تصريحاته المؤيدة للتطرف والعنف وخطاباته فى رابعة، حيث ستتمسك الجماعة الإسلامية خلال الفترة المقبلة بارتباطها بالإخوان، وبالتالى سيكون لهذا الأمر انعكاسات خطيرة على الجماعة، وسياسهم فى عزلتها.
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن الحزب غير قادر على اختيار بدلا، بل يصر على أن يتزعمه من يدعمون الإرهاب وهاربون فى الخارج، وهناك دعوى قضائية بسحب الجنسية من طارق الزمر، بجانب أن هناك الزمر متورط فى قضايا إرهاب.
وفى ذات السياق قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن الاختيارات الأخيرة لحزب البناء والتنمية، استمرار بقاء طارق الزمر رئيسا للحزب، سيعقد ظروف الجماعة الإسلامية، ويؤكد أن هذه الجماعة ليس لديها جديد، وتصر على بقاء سياساتها المؤيدة للإخوان.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن هذه الاختيارات ستساهم فى عزلة الجماعة الإسلامية، وستصعب من فرص إعادة اندماجها، خاصة أن من يقودون الحزب فى التوقيت الحالى، هم الهاربون خارج البلاد، وهو ما سيجعل الحزب يستمر فى تحالفها، مما سيساهم فى حذر انشطة الحزب حال رفع قضايا ضده.