فى الوقت الذى ينشغل فيه العرب بالكثير من الخلافات على كل المستويات، تعبث إسرائيل داخل قارة أفريقيا ودولها كيفما تشاء، وتعمل بشكل مكثف على جميع الأصعدة لإثبات تواجدها فى القارة، مستغلة المشكلات المتعددة التى تعانى منها معظم الدول الأفريقية، فى تقديم المساعدات مقابل ضمان ولاء تلك الدول وشعوبها، وللتواجد الدبلوماسى المؤثر فى قارة هامة وتاريخية بحجم أفريقيا.
البداية، عندما ذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن "جى فلدمان" السفير الإسرائيلى فى أبوجا قام بتوزيع الهدايا بمناسبة مرور 69 عاما على إقامة إسرائيل وذلك على الأطفال الناجين من المناطق التى سيطر عليها تنظيم "بوكو حرام" فى نيجيريا
وقالت الصحيفة، إن السفير الإسرائيلى نظم بطولة رياضية لكرة القدم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام وحتى 12 عاما، لحشد أكبر عدد ممكن من الأطفال ليتم إجبارهم على حمل الأعلام الإسرائيلية بعد توزيع هدايا رمزية عليهم.
وأوضحت الصحيفة أن السفارة الإسرائيلية فى أبوجا وزعت كذلك مبالغ مادية على الأطفال الذين يعربون عن حبهم لدولة إسرائيل.
عضو لجنة الشئون الأفريقية يضع أولويات التعامل
"برلمانى" طرح أسئلة فى تقريره عن الواقعة، على النائب محمود يحيى، عضو لجنة الشئون الأفريقية، ووكيل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، مفاده لماذا تمدت إسرائيل بهذا الشكل فى أفريقيا، ولما يظل تواجدنا حتى الآن ليس على قدر الاهتمام الذى تستحقه القارة، وما هى الخطوات المناسبة لعودتنا للقارة السمراء، وكيف نبدأ، وما هى الأولويات.
محاولة إصلاح ما أفسدته العهود المنصرمة
فى البداية أكد عضو لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، أن مصر تجنى حصاد إهمال السنوات للقارة، كاشفا عن مناقشة اللجنة لهذه الظاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، وكيفية إصلاح ما أفسدته العهود المنصرمة.
وقال وكيل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إن الطريق ممهد الآن للعودة إلى القارة، خاصة أن دول أفريقيا تحترم مصر، وترها بحجمها الطبيعى، لذا لا ينبغى أن تشغلنا الأوضاع الداخلية عن أوضاع القارة وهمومها، لأننا نمتلك ما لا يمتلكه غيرنا، كوننا دولة لها عمق وامتداد تاريخى "إسلامى وعربى وأفريقي"، يسهل علينا الغزو الثقافى على كل المستويات بالقارة.
محمود يحيى يشرح أولويات الاهتمام بأفريقيا فى الوقت الحالى
واختتم محمود يحيى تصريحاته لـ"برلمانى"، مؤكدا أن الأولوية الآن تتمثل فى التعامل مع القارة السمراء من محاور عدة، بينها تدريس اللغات الأفريقية وكل ما يتعلق بالقارة وتاريخها القديم والمعاصر، لخلق جيل يعرف أهمية القارة التى ينتمى إليها.
وذكر نائب بنى مزار بالمنيا، أن مصر تدرس لطلابها لغات ليس لنا علاقات بدولها مثل "ألعبرية والفارسية"، ومن ثم تتمثل الأولوية فى تدريس كل ما يتعلق بلغات القارة التى ننتمى إليها، معلنا عن خطوات عملية جادة خلال الفترة المقبلة للتواجد فى القارة بشكل ملموس.
سعيد حساسين: لا وزراء ولا نجوم كورة ولا فنانين شغالين
قال النائب سعيد حساسين عضو لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، إن الرئيس السيسى يعمل منفردا فيما يتعلق بالتوجه لقارة أفريقيا، مشيرا إلى أن الحكومة لا تستغل نشاط السيسى وزياراته داخل القارة السمراء.
وفى تعليقه على توزيع سفير إسرائيل هدايا على أطفال نيجيريا، مقابل رفع علم الدولة العبرية، أكد عضو لجنة الشئون الأفريقية فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن الأفارقة يحبون مصر بشكل فطري، غير أن الأمر لا يلقى اهتماما عند التنفيذيين، سواء الوزراء أو مسئولى المؤسسات الثقافية فى مصر.
وتابع "حساسين": " كان عندنا بطولة أفريقيا كنا طرفا فى النهائى ولم يستغل أحد الحدث، ووزارة الخارجية لا تقوم بدورها على الوجه الأكمل، ولا الثقافة ولا الرياضة، حتى التحركات اللى بيعملها الرئيس مش بتلاقى حد يستفيد منها، بأى شكل دبلوماسى، ولا على أى مستوى".
وعن دور لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، أوضح سعيد حساسين، أنها تقوم بدورها على أكمل وجه، فيما يتعلق بوضع خطط غزو أفريقيا ثقافيا ودبلوماسيا، غير أن كل جهودها فى هذا الشأن ينتهى عند قرارات المسئولين التنفيذيين، لعدم تعاونهم مع اللجنة بأى شكل، مشيرا إلى أن الأموال ليست كل شئ فيما يتعلق بالفاعلية الدبلوماسية، لأننا نمتلك نجوم كرة وغناء وغيرهم من رموز القوى الناعمة التى تعتبر أكثر تأثيرا من الأموال.
وكشف عضو لجنة الشئون الأفريقية، عن نيته فتح مسألة التواجد الإسرائيلى المكثف فى دول أفريقيا خلال اجتماعات اللجنة بالبرلمان خلال المرحلة المقبلة، وذلك للوقوف على الأمر بشكل مدروس، ومحاسبة الوزارات المقصرة فى أداء عملها فى هذا الشأن.