نواب"السياحة" غاضبون من الحكومة

أصدر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أمس، تقريرا أكد فيه ارتفاع عدد السائحين فى شهر مارس 2017 مقارنة به فى مارس 2016، حيث وصل عدد السائحين 654 ألـــف سـائح مقابل 440 ألف فى نفس الشهر من العام الماضى، بزيادة قدرها 84.6%.

يدعو التقرير للتفاؤل، لكنه على عكس ذلك لم يجد صدى له فى لجنة السياحة بالبرلمان، التى عبر نوابها عن الغضب من أداء وزارة السياحة عموما، ومن هيئة تنشيط السياحة خصوصا، والذين اعتبروا أن مصر من الممكن أن تحقق أرقاما أكبر من هذه بكثير، رغم عوامل كثيرة قد تبدو معوقة.

محمد عبده: مجهودات الدولة لا ترتقى لطموحاتنا وعقلية "الموظفين" تحكم الصناعة

علق النائب محمد عبده على التقرير، قائلا إنه غير متأكد من هذه الأرقام، وما تحاول الحكومة فعله لتحسين السياحة لا يرتقى إلى طموحات ما تستحقه مصر على الخريطة السياحية فى العالم، ومحاولاتها محاولات مقارنة بأنها تملك أهم آثار العالم،والموقع الفريد.

وضرب النائب مثالا بالشقيقة تونس، والتى لا تملك آثارا مثل آثارنا، لكنها تملك العقلية وتملك الإرادة وتعرف كيف تسوق ما تملك، لأنها تملك العقلية والإدارة، وهو ما ينقصنا، لأن كل ما لدينا داخل الأجهزة الحكومية المسؤولة عن السياحة، مجموعة من الموظفين الذين لا يهمهم سوى أن يتقاضوا راتبهم فى نهاية الشهر، سواء نجحوا أو فشلوا.

وأضاف النائب فى تصريحه لـ "برلمانى"، أنه لا يمانع من أن تتولى شركة أجنبية دور تنشيط السياحة، نظرا لأهمية هذا القطاع، والذى لا يجب أن نضعه فى يد "مجموعة من الموظفين"، مؤكدا أن ما يأتى لمصر من السياحة سنويا لا يجب أن يقل بأى حال من الأحوال عن 100 مليار دولار.

وعن الإرهاب وتأثيره عن السياحة، قال النائب، إن الإرهاب لم يصبح حدثا مقتصرا على مصر، ولكنه أصبح أمرا عالميا، يحدث فى عمق أوربا نفسها، ولم يعد الحدث المؤثر بشكل كبير على السياحة، فمثلا تركيا تعانى من الإرهاب، ولا تمتلك أصلا آثارا كآثارنا، أو شواطئ مثل شواطئنا، لكن دخلها السنوى من السياحة 60 مليار دولار، لأنها تملك العقلية التى تسوق للعالم ما تملكه.

سميح: هيئة تنشيط السياحة لا تقوم بدورها

بدوره قال النائب أحمد سميح، عضو لجنة السياحة بالبرلمان، إن هذا الارتفاع ليس مؤشرا على دور هيئة تنشيط السياحة، والتى أكد أنها ليست فعالة بأى شكل من الأشكال، لكن هؤلاء هم نفس السياح الذين اعتادوا على القدوم إلى مصر فى المواسم السياحية دوما.

وأكد النائب فى تصريح لـ"برلمانى"، أن مشكلة السياحة، متفرق دمها بين وزارات عدة، وهيئات عدة، منها وزارات النقل والداخلية وبالقطع السياحة، كما أننا نفتقد أيضا فى مصر لثقافة التعامل مع السائح

وتابع النائب إنه رغم وجود طفرة تطوير فى بعض المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ، سواء على مستوى المبانى، أو حتى شبكة الطرق، لكن الهيئات المسؤولة عن الترويج لم تنجح حتى الآن فى عملية جذب السائحين، ومن الممكن أن نعطيها أقل درجة ممكنة.

زينب سالم: لا توجد خطط لإنقاذ الوضع

وفى السياق ذاته، أكدت النائبة زينب سالم، عضو لجنة السياحة بالبرلمان، إنه لو صحت تلك الأرقام، فسيكون ذلك قد تم دون تدخل من القائمين على هيئة تنشيط السياحة، لأن كل أمر له معطيات، وهذه المعطيات غير موجودة؛ على حد تعبيرها.

وقالت النائبة إن هيئة تنشيط السياحة حتى لم يكن لها دور فى تنظيم زيارات الشخصيات الشهيرة التى زارت مصر خلال الفترة السابقة، واصفة مجهودها بالضعيف.

وطالبت النائبة وزير السياحة، بمحاولة حل مشاكل القطاع، لأن الوزارة حتى الآن لم تضع خططا فعلية وأسسا لحل مشكلة صناعة السياحة والقيام بها.