تخشى جماعة الإخوان، من إعادة طرح ملف التحقيقات البريطانية التى أجرتها الحكومة اللندنية فى عهد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، والتى انتهت إلى وجود ارتباط وثيق بين الإخوان والتطرف، وقد أغلق هذا الملف تمامًا فى نهايات عام 2015، مع بدايات قدوم تريزا ماى، رئيسة الوزراء البريطانية الحالية، وخروج كاميرون من الحكومة.
وفقا لمصادر مقربة من الإخوان، فإن الجماعة سعت خلال الفترة الماضية، للتقرب من صناع القرار فى الحكومة البريطانية المقربين من رئيسة الوزراء تريزا ماى، سواء عبر اتصالات أو عقد مؤتمرات فى بعض المعاهد ومراكز الأبحاث البريطانية، ودعوة مسئولى الحكومة البريطانية لحضورها، لقطع الطريق أمام أى محاولات لإعادة فتح التحقيقات البريطانية حول نشاط الإخوان، بعد حادثة مانشستر التى جددت الكلام حول هذه التحقيقات.
الجماعة خلال الفترة الماضية سعت للقاء تريزا ماى مرتين عبر توجيه وفد من أعضاء بالمجلس الثورى التابع للجماعة، ولكن كشفت الحقائق فيما بعد أنهم كانوا يلتقون مدير مكتب رئيسة الوزراء البريطانية ويقدمون له تقارير عن التنظيم، لإرسالها إلى رئيسة الوزراء البريطانية، وجميع هذه اللقاءات كان الهدف الأول منها هو تحسين صورة الجماعة أمام السلطات البريطانية.
إلا أنه بعد واقعة مانشستر، وسقوط عشرات الضحايا، أصبح الإخوان ينتابهم قلق من فتح ملف التحقيقات البريطانية الذى تم إغلاقه منذ ما يقرب من عامين، خاصة بعدما كشفت وسائل إعلام عالمية أن المتورط فى واقعة مانشستر كان يتردد على مسجد يتبع جماعة الإخوان، وهو ما يزيد من مخاوف الإخوان، من مستقبلها داخل بريطانيا، مما يدفعها لمحاولة توطيد العلاقات بينها وبين رئيسة الوزراء البريطانية.
المصادر كشفت لـ"برلمانى" أن الجماعة تعتمد على استمرار بقاء وضعها داخل لندن، بحيث تواجه به مساعى واشنطن لاعتبارها جماعة الإرهابية، وتستند إلى الموقف البريطانى من جماعة الإخوان، وهو ما يدفع الجماعة لتكثيف محاولات توثيق العلاقات مع مسئولين بريطانيين.
ما يعزز هذا التوجه، ما قاله إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، ونائب مرشد الجماعة، الذى دعا فى رساله له، نشرها المركز الإعلامى للإخوان فى لندن، مركز اعتدال أن يرجع إلى الحكومة البريطانية والتحقيقات التى أجرتها حول نشاط الإخوان، زاعمًا أن ترامب لن يعتبر الإخوان منظمة إرهابية.
من جانبه يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن جماعة الإخوان تعتبر بريطانيا أحد الملاذ الأمن لها الذى تلجأ إليها فى ظل التحولات الأمريكية ضدهم خاصة أن بريطانيا لا تظهر الجدية والقناعة الكاملة فى مسار اتخاذ اجراءات رادعة ضد الجماعة او حظر انشطتها.
وأضاف الباحث الإسلامى، فى تصريحات لـ"برلمانى" أن الإخوان حريصون على غلق ملفات التحقيقات البريطانية بشأن ملف الجماعة وعدم حدوث اى تطور فى تعاطى بريطانيا فى هذا الملف.
وفى ذات السياق قالت داليا زيادة، مقررة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، أن ملف التحقيقات البريطانية فى كون الإخوان تنظيم إرهابى مستمر، طالما استمر الإخوان على وجه الأرض، كما أن المخابرات البريطانية تضع عناصر الإخوان فى بريطانيا تحت مراقبة شديدة طول الوقت.
وأضافت مقررة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، أن تريزا ماى باقية فى الحكم لفترة محدودة، وانجلترا هى الأرض الوحيدة فى العالم الغربى الآن التى يستطيع الإخوان العمل والتواجد فيها، حتى أن إبراهيم منير، المرشد الفعلى للجماعة يقيم فيها الآن، لهذا سيفعلون كل ما يستطيعون لبقائهم هناك أطول فترة ممكنة لحين يجدوا لأنفسهم متسع فى بقعة بديلة داخل قلب أوروبا.