لم يكن إعلان بريطانيا القبض على الإخوانى زهير خالد نصرات لتورطه فى أحداث مانشستر حادثا عابرا، إذ فضح طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان والتنظيم الإرهابى "داعش"، وهو الأمر الذى أثبتته دلائل أخرى فى حوادث متنوعة، إلا أن هذا الحادث الذى ضرب بريطانيا سيكون له تأثير من نوع خاص فى ظل اعتراف بريطانيا بجماعة الإخوان وتقاعسها عن إدراجها كمنظمة إرهابية حتى اللحظة.
زهير خالد نصرات المتورط فى الأحداث، هو نجل دبلوماسى ليبى يعمل فى تركيا وناشط إخوانى معروف، على خلفية هجوم مانشستر، بعد يوم من اعتقال ليبى آخر كان يتدرب ليكون طيارا ويدير موقعا للتجارة الإلكترونية يجرى التحقيق فى تعاملاته المالية خارج بريطانيا.
يقول طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريح لــ"برلمانى"، إن تورط ناشط إخوانى فى واقعة مانشستر، التى تبناها تنظيم داعش الإرهابى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن هناك علاقة وطيدة بين الإخوان وداعش، سواء فى مصر أو فى الغرب، خاصة أن والد الإرهابى الذى تم القبض عليه هو رفيق المفكر الإخوان على الصلابى وعلى الصلابى هو من قادة الإخوان رسميا، ورفيقه منضم معه فى التنظيم وليس مجرد معرفة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن انتماء إرهابى مانشستر إلى الجماعة المقاتلة الليبية هو أمر ثابت، وهذا يؤكد أن الإخوان تريد أن تقوم أى جماعة بالأعمال الإرهابية باسم الجماعات الجديدة (داعش - جبهة النصرة - جيش الإسلام - فجر ليبيا - أحرار الشام - أنصار بيت المقدس - ...... الخ ) على ألا تقوم هى بهذا الأمر بشكل رسمى لماذا؟، حتى تسمح لنفسها فرصة العودة من جديد ويبقى الوزر والذنب عند من قام بهذه العلميات، وإذا قلت لهم إنهم من نفس التنظيم؟ قالوا تصرفات فردية.
وأشار الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن العلاقة بين داعش والإخوان علاقة سرية، بينما فى العلن تسعى الإخوان إلى أن تنأى بنفسها عن داعش كمراوغة من مفكرى التنظيم حتى يظل ثوب الجماعة نظيف يسمح لهم بالتواصل مع الجهات الأمريكية والأوروبية والجهات الغربية وحقوق الإنسان، ويعطيهم المظلومية التى تعيدهم مرة أخرى إلى المجتمعات العربية والإسلامية.
بدوره قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن هناك تنسيقا بين داعش والإخوان فى العمليات الإرهابية التى تنفذها داعش، حيث تسعى الجماعة لزيادة هذه العمليات وتبنى داعش لها من أجل أن تظهر الجماعة نفسها للغرب أنها ستسعى لتحميهم من هذا الإرهاب.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تورط قيادة إخوانية فى الحادث الإرهابى الذى شهدته مدينة مانشستر يؤكد هذه العلاقة التى سعت الجماعة خلال الفترة الماضية لعدم ظهورها، عبر مزاعم أن داعش تكفر الإخوان ولكن الحقيقة أن كلاهما يساعد بعضهما سواء فى دول الغرب، أو فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن اكتشاف ارتباط الإخوان بداعش ليس من خلال حادث مانشستر فقط، ولكن أيضا من خلال البيانات التى كان يصدرها قيادات الجماعة تهيئ فيه المناخ المناسب لداعش لتنفيذ عملياتها الإرهاب، وتأييد بعض شيوخ الإخوان لتصرفات داعش وعلى رأسهم وجدى غنيم.
وفى الوقت الذى نشرت الصحف البريطانية اسم "نصرات"، أكدت وسائل إعلام ليبية صلته بالإخوان، وعمل والده فى تركيا ضمن الحكومة التى سيطر عليها المتشددون عقب الإطاحة بنظام القذافي.
وعمل والد المعتقل كملحق عمالى فى السفارة الليبية بتركيا، ليرقى كمراقب مالى للسفارة، ويكنى بـ"أبو اليقظان"، واتهم من أطراف فى الزاوية بتوريد الأسلحة إلى ليبيا سنة 2014 لغرفة الثوار، المحسوبة على الجماعة المقاتلة، وبأنه مقرب من السفير الليبى هناك عبدالرزاق مختار، وهما من جماعة الإخوان المسلمين.
وحسب ما نشرته صحيفتا "ديلى ميرور" و"ديلى ميل" قال أحد الجيران الذى كان أحد أولاده زميلا لأبناء نصرات فى المدرسة، إن الابن الأكبر عبده كان يعانى من إصابات فى ظهره جراء مشاركته فى القتال بليبيا، وعاد إلى مانشستر لتلقى العلاج ونزع الشظايا.
وقال الجيران أيضاً، إن عبده (البالغ من العمر 24 عاما) سافر إلى تركيا قبل 3 سنوات ليتعلم الطيران، ولكنه لم يعد منذ ذلك للوقت فيما عادت بقية العائلة، بمن فيهم زهير، إلى ليبيا مؤقتا وجروا منازلهم لأناس آخرين.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعى عبده رفقة شقيقه زهير مع سلمان العبيدى (منفذ هجوم مانشستر) وشقيقه هاشم المعتقل بطرابلس للاشتباه فى كونه جزء من خلية جهادية، ولا تزال تحقيقات الشرطة البريطانية جارية، ولا يعرف بعد إلى أين ستمتد فى غير ليبيا.