الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:05 م

كتب "برهامى" و"النفيس" وإسكات الكلب العاوى للرد على القرضاوى فى مساجد الدقهلية.. الأزهر صادر كتاب التوحيد ومسجد الصحابة يحتفظ به.. و"دينية النواب" تطالب بتشكيل لجان متخصصة لرفعها

"دينية البرلمان" تطهر المساجد من كتب المتطرفين

"دينية البرلمان" تطهر المساجد من كتب المتطرفين
الثلاثاء، 06 يونيو 2017 03:01 م
كتب إبراهيم سالم - محمد حيزة

شهر رمضان هو شهر العبادة، والذى يتجه فيه الآلاف من المصلين إلى المساجد للصلاة وقراءة القرآن وكتب التفاسير من مكتبات المساجد المختلفة.


"برلمانى"، أجرى جولة بعدد من مساجد مدينة المنصورة، والتى يذهب إليها المصلون للجلوس فيها بين الصلوات وقراءة القرآن، وكتب التفسير، حيث ظهر بالعديد من المساجد كتب مخالفة للمنهج الأزهرى المعتدل، والتى نبه شيخ الأزهر ووزير الأوقاف على مصادرتها وحجبها لما تحويه من أفكار غير صحيحة، وفتاوى متشددة، لا تناسب الزمان والمكان.

 

"السلفية المدخلية حاضرة بقوة"

بداية مسجد أهل السنة، بمدينة طلخا، وهو زاوية صغيرة، يذهب إليها كثير من المصلين، خاصة أنها قريبة من كتلة سكنية كبرى، وتحوى المكتبة كتب فكر "السلفية المدخلية"، وهو المنهاج السلفى الأكثر غرابة بين كل تلك المناهج، فهو الذى يحكم ببدعة كل الشيوخ الغير متبعين له، ويدعوهم للتوبة ما لم يتبعوا ذلك المنهج، باعتبار أن هذا المنهاج هو منهاج الطريق الصحيح دون غيره، ومع ذلك فهم يجرمون ويحرمون المظاهرات، والخروج على الحكام، بل يخطأون ويأثمون أحزاب المعارضة، والمعارضين لكافة الأنظمة، باعتبار أنهم يثيرون البلبلة والفوضى فى البلاد.


واكتظت المكتبة بالكتب التى ألفها وصنفها، الشيخ ربيع بن هادى المدخلى، وهو مؤسس الفكر، من المملكة العربية السعودية، ومن أهمها كتاب الإصابة فى ما فات الحاجورى من الأحاديث فى كتابه مغاريد الصحابة، وكتاب شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث، ومجموعة كتب من 15 مجلدا، وهى "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيح ربيع بن هادى المدخلى، ولكن من أهم الكتب التى كانت فى هذه المكتبة هو كتاب بعنوان "إسكات الكلب العاوى للرد على يوسف القرضاوى، وهو لمؤلفه الشيخ مقبل بن هادى الوادعى، مفتى اليمن السابق، والذى حكم فيه بكفر يوسف القرضاوى".

 

الكتب التراثية المسيطرة على مساجد المنصورة

وقد سيطرت الكتب التراثية على مكتبات مساجد المنصورة، حيث ينتشر تفسير بن كثير، وتفسير الطبرى، باعتبارهما أشهر التفاسير التراثية بمكتبات المساجد، ولكن الكتاب الذى ظل حاضرا بقوة فى جميع المكتبات الخاصة بجميع المساجد، هو كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، وهو من تأليف الشيخ أبو زكريا يحيى بن شرف النووى، وهو من أشهر كتب الأحاديث المنتشرة بالمساجد بالمنصورة، حيث يحتوى على مئات الأحاديث النبوية، مبوبة فى أبواب مختلفة.


فيما كان مسجد الصحابة، بمدينة المنصورة، من أكثر الكتب تمسكا بالكتب التراثية، حتى كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والذى يتبنى متبعو أفكاره العديد من الأفكار والآراء المتشددة، مثل كتاب "كتاب التوحيد"، والذى يعد من أشهر كتبه، وقد أمر الأزهر بمصادرته، لمهاجمته الفكر والعقيدة الأشعرية، واعتبار متبعيها من أهل البدع.


وامتلأت مكتب مسجد الصحابة أيضا بكتب "محمد بن عبد الوهاب"، مثل كتاب مفيد المستفيد فى كشف كفر تارك التوحيد، ومجموع رسائل التوحيد.

 

جماعة الدعوة والتبليغ 

تعد جماعة الدعوة والتبليغ، من أكثر الجماعات الإسلامية انطواء وأقلها شهرة فى الأوساط الإعلامية، بالرغم من أنها قائمة على توجيه الدعوة ودعوة الناس فى الشوارع، إلى الصلاة وترك المنكرات والأعمال المخالفة للدين، حيث يسيطر أصحاب فكر جماعة الدعوة والتبليغ، أو كما يطلقون على أنفسهم "الأحباب"، على العديد من المساجد، ومن أشهر تلك المساجد هو مسجد الفتح بالمنصورة، والذى يعد مركزا لانطلاقهم، ويعتكف أصحاب هذا الفكر، وأعضاء الجماعة، فى المساجد، لمدد معينة، طيلة أيام السنة، مثل 3 أيام وجابة كل شهر، والخروج والسفر إلى محافظات أخرى، ويتوجهون إلى القرى، والأحياء الفقيرة، لدعوة الناس للصلاة والخروج معهم فى اعتكافاتهم والحضور إلى الدروس التى يلقوها شيوخ تلك الجماعة.


وتسيطر الجماعة على المساجد بأكملها، للاعتكاف والقراءة فيها، وإن كان أنصار تلك الجماعة، أقل تعرضا للقراءة، ومشتهرين بعد اهتمامهم بالعلوم الشرعية، فلا يقرأون كثيرا، وليس لديهم الكثير من المصنفات والمؤلفات، ولكن لهم بعض الكتب المعروفة، مثل كتاب سواح من أجل الدعوة، حياة الصحابة، للشيخ محمد يوسف الكاندهلوى، وهو أحد شيوخ الهند، حيث يعتبر المركز الرئيس لتلك الجماعة فى دولة الهند، ويسافر الكثير من قيادات الجماعة إلى الهند، وكتاب حياة الشيخ الكاندهلوى للشيخ أبو الحسن الندوى، وكتاب ربانية لا رهبانية للشيخ أبو الحسن الندوى، وكتاب السيرة النبوية للشيخ أبو الحسن الندوى، وكتاب قصص النبيين للشيخ أبو الحسن الندوى.


مؤلفات "سلفية الإسكندربة" الأكثر انتشارا بالزوايا

وتمتلئ الزوايا والمساجد الصغيرة بالشوارع الجانبية، بمدينة المنصورة، خاصة التى تكثر فى منطقة حى الجامعة، بكتب ما يعرف بـ"سلفية الإسكندرية"، والتى يتزعمها ياسر برهامى، وكان يشاركه فى هذا المنهج العديد من الدعاة مثل أحمد فريد ومحمد إسماعيل المقدم.

 

وكان من أهم تلك الكتب شرح كتاب السياسة الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية، والذى أثار ضجة كبرى لوقوعه فى أصحاب الآراء السياسية المختلفة، ووصفهم بالضلال، وكتاب فقه الجهاد والذى يعد من أخطر مصنفاته الحديثة. 

 

المكتبات الإسلامية منبع كتب التطرف

تكثر المكتبات التى تبيع الكتب بكافة أنواعها الدينية والأدبية واللغوية، وكافة الفنون، فى مدينة المنصورة، شارع المجارى بعزبة عقل، بشارع عبد السلام عارف، هو أحد أشهر الشوارع الذى تكتظ به المكتبات التى تبيع الكتب الدينية، بكافة أنواعها، الأزهرية والتراث، والحديثة، والمتطرفة، ويكثر فيها كتب السلفية الوهابية، وكتب الدعوة السلفية والتى يتزعهما ياسر برهامى.


وتنتشر كتب ياسر برهامى، ومحمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، كأهم شيوخ فكر الدعوة السلفية، أو ما يطلق عليه سلفية الإسكندرية، ومن أهم تلك الكتب كتاب تناول فيه شرح المصطلحات السياسية لياسر برهامى، والذى يكفر فيه أصحاب الاتجاهات المختلفة مثل الإشتراكيين والشيوعيين، واليساريين ويصف هذه النماذج الاقتصادية بالنماذج الكافرة، والمخالفة للدين، بالرغم من ابتعادها تمام البعد عن أى مفهوم دينى.


 

وبدوره قال النائب اللواء شكرى الجندى، عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إن كثرة أعداد المساجد بمحافظات الجمهورية والتى تتخطى الـ40 ألف مسجد هى السبب فى ضعف الرقابة من الوزارة عليها، إلا أن المسؤول الأول والأخير عن مكتبة المسجد هو الإمامم المعين من قبل الوزارة بهذا المسجد، قائلا: "الإمام هو المسؤول لكن تدنى مستوى ثقافة الإمام والخطيب بالجامع هى السبب الرئيسى وراء انتشار مثل هذه الكتب بالمساجد".

 

وأضاف "الجندى"، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الوزارة سبق وأعلنت عن قيام لجان متخصصة برفع الكتب من المساجد، وتنقيتها من كتب الفكر المتطرف والتى تدعو إلى العنف، إلى جانب رفع كتب السنة والشيعة من الكتب التى تضمها المكتبة الخاصة بالمسجد، إلا أن المدة المحددة لها كبيرة جدا حيث تتراوح فيما بين ستة أشهر حتى عام.

 

وتابع "الجندى"، أنه سيتقدم بإقتراح لرئيس اللجنة الدينية الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة، بالتوصية على تشكيل لجنة عليا تندرج من تحتها لجان فرعية للعمل بالمحافظات المختلفة، على أن ترفع هذه اللجان تقرير أسبوعى للجنة العليا تقوم برفعه للوزارة التى تحيله بدورها للبرلمان لمناقشته، من أجل التعرف على مدى سير هذه العملية فى تنقية المساجد ومكاتبها من تلك الكتب.

 

وأكد النائب عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية لمجلس النواب، أن بلغت نسبة سيطرة وزارة الأوقاف على مكتبات المساجد إلى 90%، وفقا لما أعلنه الوزير، إلا أنه لابد من التباحث معه حتى تصل نسبة السيطرة المقررة من الوزارة إلى 100%، لافتا إلى أن المسؤول الأول والأخير عن المكتبة هو إمام المسجد وهو المعرض الأول للمساءلة عما تحتويه المكتبة من كتب.

 

وأضاف "حمروش"، أن الأزمة لا تكاد تكون ظاهرة كبرى، إلا أنه بمساعدة البرلمان والأوقاف والأزهر سيتم الإنتهاء من كل تلك ىالكتب فى أقرب وقت ممكن.


print