"النقاب" يضع "النور" فى مرمى نيران المرشحين
برز "نقاب المرأة" كقضية شغلت المهتمين بالشأن السياسى خلال الفترة الماضية، الأمر الذى لم يتوقف عند حد المرشحات المنتقبات وكيفية آداء دورهن الرقابى والتشريعى داخل مجلس النواب المقبل، وكيفية تواصلهن مع الناخبين، بل امتد إلى الناخبات المنتقبات، عقب قرار اللجنة العليا للانتخابات بضرورة كشف المنتقبة وجهها لتتمكن من الإدلاء بصوتها بعد التحقق من هويتها.
والمثير للجدل هنا، هو تصريح الدكتور شعبان عبد العليم، المتحدث باسم حزب النور، الذى أشاد فى تصريحات سابقة له بقرار اللجنة ووصفه بـ"الكلام الجيد"، وهو ما انتقده عدد من المرشحين البرلمانيين الممثلين للتيار المدنى، والذى أكدوا أن حزب النور، يمارس بهذه التصريحات ما أسموه بـ"النفاق السياسى" والتلاعب بالدين من أجل مصالحهم الشخصية.
رأت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، ومرشحة قائمة "فى حب مصر" بقطاع الصعيد، أن هذه التصريحات تعبر عن الوجه "البراجماتى" لحزب النور، مؤكدة أن جميع تصريحات وحديث الحزب "نفعية بحتة".
وقالت أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن الوجه هو عنوان الإنسان، وحزب النور يتاجر بالدين، مشيرة إلى أن الحزب يصدر الدين للمشهد وقتما يريد، ويسحبه عندما يكون هناك مصلحة له فى ذلك، واصفه ذلك بأنه "تلاعب بالدين".
من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية، فاطمة ناعوت، مرشحة حزب الوفد، بدائرة النزهة ومصر الجديدة، إن إشادة حزب النور، بضوابط اللجنة العليا للانتخابات، بشأن الناخبات المنتقبات، يتفق مع نهج حزب النور فى النفاق والمداهنة وتغيير الرأى بين الدقيقة والأخرى، مؤكدة أن حزب النور يتعمد الاستهانة بذكاء الآخرين، ولا يعتبر أن للبشر ذاكرة.
وأضافت ناعوت، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الأمور المشينة والمخزية التى يقوم بها حزب النور لم تعد تثير دهشتها، مؤكدة أنه سيظل حزب "عاش الملك.. مات الملك"، مشيرة إلى أن مواقف الحزب دائمًا متغيرة بين الحين والآخر، فنجده وصف ترشح المسيحى لرئاسة الجمهورية بـ"الكفر"، بينما أباح ذلك الآن، بل وضم لعضويته أقباط، رغم صدور فتاوى عن قياداته وصفت من يضبط نفسه يشعر بالمحبة تجاه مسيحى فهو كافر.
بدوره، أكد حيدر بغدادى، المرشح البرلمانى عن دائرة الجمالية ومنشأة ناصر، أن تصريحات حزب النور، بشأن النقاب ما هى إلا تمويه ونفاق للحكومة حتى يتمكنوا من السيطرة على السلطة التشريعية كما فعل الإخوان من قبل، محذرًا من أن يعيد حزب النور نفس التجربة السابقة للجماعة الإرهابية بالانقضاض على مفاصل ومؤسسات الدولة بالكامل.
وقال المرشح البرلمانى عن دائرة الجمالية ومنشأة ناصر، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن حزب النور ونوابه أخطر من الإخوان على مصر، لأنهم يختلقون مواقف وهمية مغايرة لآرائهم الحقيقية، كما أنهم يضمون على قوائمهم مرشحين ممثلين لجماعة الإخوان.
وشدد على أن الرهان فى هذه المنافسة على وعى الشعب المصرى لفضح أمرهم وعدم التصويت لهم، خاصة أن تاريخهم ملوث بالدماء، مضيفًا "كنا نتمنى ألا يسمح لحزب النور بخوض الانتخابات وحظر عمل الحزب، ولكن القانون سمح لهم بالاستمرار ويجب أن نحترمه".
