تسود حالة من الغضب وسط عشرات الفلاحين والمزارعين، بقرية منية محل الدمنة، التابعة لمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، بعد انسددا بعض "صحارى" مصرف قرية كفر عبد المؤمن المار بقرية كفر الباز وقرية منية محل الدمنة، وغرق الأراضى الزراعية المار بها المصرف، حيث أغرقت مياه الصرف الصحى، مساحة تزيد عن 100 فدان من الأراضى الزراعية، كانت مزروعة بمحصول الأرز.
قرية منية محل الدمنة، والتى تضم بين جنباتها عشرات الأفدنة الزراعية، والتى يعتمد سكانها على الزراعة اعتماد تام وكامل، أصبحت تعانى الآن من كساد زراعتها، وانهيار اقتصاد الأسر التى تعيش على الزراعة، لا سيما محصول الأرز أشهر المحاصيل الزراعية، فى الدقهلية، وأكثرها رواجا فى الزراعة، خاصة وأن معظم قرى محافظة الدقهلية، تشهد وفرة فى مياه الرى، عدا بعض تلك القرى فى المناطق البعيدة، أو فى أوقات الأزمات.
وعلت المياه فى مصرف القرية، المار بعد قرة، حيث تصرف ما يزيد عن 6 قرى فى هذا المصرف، مرور بقرية منية محلة الدمنة، والتى انسدت قبالتها بعض الصحارى، والصحارى كما أطلق عليها الفلاحون والمزارعون هى أنابيب مارة من أسفل الأراضى لنقل تلك المياه إلى محطات الصرف أو إلى مجارى مائية أخرى.
وقد أدى انسداد هذه الصحارى، إلى ارتفاع منسوب المياه فى الترعة الخاصة بالصرف، وزادت حتى غمرت الأراضى المحيطة بها بمياه الصرف غير المعالج، وأيضا به صرف صناعى، مما أدى إلى أن شقت المياه طريقها إلى ترعة الرى العذبة، وامتلأت ترعة الري، والتى تزود عشرات الأفدنة بمياه الرى، أصبحت مليئة بمياه الصرف الصحى، ومياه الصرف الصناعى، وانتشار الروائح الكريهة، حتى روت معظم الأراضى حول الترعة، والمحيطة بها، بمياه الصرف الخالصة دون تكرير مما أدى لكساد زراعة الفلاحين.
وقال أمين الإمام أحد ملاك الأراضى الزراعية، بزمام قرية منية محل الدمنة، التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، لـ "برلمانى" إن الصرف الصحى أغرق عشرات الأفدنة من الأراضى الزراعية، والتى تقدر بـ 75 فدانا كلها روت الأرز، بالصرف الصحى، ومشاتل الأرز امتلأت بمياه الصرف الصحى، بالرغم من أن القرية بها العديد من محطات الصرف الصحى.
ويضيف "إمام" لدينا محطتان صرف صحى بمنية محل الدمنة، وقرية كفر عبد المؤمن، ويوجد صرف مغطى، وفيه صحارى مكتومة لها أكثر من 17 يوما، ذهبنا لشركة مياه الشرب والصرف الصحى، ولمديرية الرى، ولكل المختصين، ورئاسة مركز ومدينة المنصورة، والرى، والصرف، وتلغرفات لكل المسؤلين، والأراضى الزراعية غرقت بمياه الصرف الصحى، أكثر من 17 يوم نروى بمياه صرف خالصة، واشترينا مواسير على حسابنا لإصلاح العطل، وعمل صحارى جديدة أو عايز "فايظ" لاستيعاب مياه الصرف الصحى، فلم يحدث أى شىء.
وتابع "إمام" لا أدرى أين نذهب، الفلاحون بدأو يتجمهرون، وأسر الفخلاين، والمزارعون وأسرهم، الجميع غاضب من توقف العمل فى الأراضى الزراعية، وتوعدوا بإغلاق طريق المنصورة دكرنس، والرى أحضرت لوادر للحفر وعمل سد بين المصرف والأراضى الزراعية، والأرض المزروعة بالبرسيم وتقاوى البرسيم حاليا، انتهت وكسدت وفسدت الزراعة كاملة، بتكاليف تزيد عن 200 ألف جنيه، والأراضى المزروعة بالأرز، تكلفة خسائر تزيد أيضا عن 250 ألف جنيه، زراعات كسدت وخسرت من أول منية محل الدمنة حتى قرية الريدانية، الجميع الآن يروى بمياه الصرف الصحى.
ويقول أحمد سعد، الترعة تروى مائة فدان أو يزيد، ونحن متضررون جدا من مياه الصرف الصحى، وتصل مياه الصرف لأبعد قرية وهى قرية كفر العلو، ومضى لنا 17 يوما نستغيث بالمسؤلين ولا أحد ينقذنا، والجميع متضرر والخسائر كبرى، والفلاح غير ناقص خسائر لا يحقق مكاسب كبرى حتى يتحمل الخسائر المستمرة الكبرى منها والصغرى، لذلك نرجو المسؤلين بسرعة التدخل وحل أزماتنا.
ويقول سعيد صلاح، نحن روى بالمجارى، وخسر الفلاحون أراضى كبرى، كثير جدا، ولم أحد مياه غذبة للرى أبدا، ومضى لى 4 أيام مياه الصرف الصحى غمرت الأرض، الأول كنا نروى مبياه مختلطة بالصرف الصحى، حاليا، أنا أروى بمياه صرف خالصة، بل غمرت تلك المياه أرضى، وأصبحت الأرض غارقة فى الصرف الصحى.
ويقول أحمد شكرى، أحد المزارعين، الصرف الصحى اختلط بمياه الصرف الصحى، وأكثر من 50 فدانا غمرتهم مياه المجارى، و50 فدانا أخرى روت بمياه المجارى، والصرف الصحى، والفلاحون لا يستطيعوا الرى، وكلمنا مسؤلى الرى قالوا حاضر طيب، ولم يحدث شئ، والصرف قالو حاضر طيب، ولم يحدث، شئ، وأنا أستغيث بمحافظ الدقهلية، عبرنا انت فين من منية محل الدمنة، هو لازم نتجمهر ونقطع الطريق ونعمل مشاكل، نحن نريد أن نمشى مع نهضة البلد، ونساعد فى بنائها، لك أن يصل الأمر لأن نأكل مجارى لا مش هناكل مجارى، ولا يوجد أحد يسأل عنا ولا عن الفلاحين، استغاثة للرى والصرف الصحى، ولمحافظ الدقهلية، وللزراعة أغيثونا، نحن سنأكل ونشرب من مياه المجارى إن استمر الأمر على هذه الحال.
ويقول أحمد شعبان مزارع، نحن الآن نأكل من المجارى بسبب الصحارى، وما يحدث حرام لا يرضى الله، مياه المجارى الآن ترد فى النيل من خلال ترعة الرى، والأراضى كلها غرقت فى مياه الصرف الصحى، نحن نعتبر الجانب المتخلف والمتأخر فى الدولة، والآن الناس يشربون من مياه المجارى، وفى منية محل الدمنة الرى قام بعمل بيارة علاها عن منسوب الطريق ما يزيد عن متر، لماذا حتى نغرق نحن فى مياه الرى، حاولنا الحديث إليهم واشتكينا قالوا هنحبسكم، نحن لن نظل ساكتين مكتوفى الأيدى حيال هذا الوضع.
وقال المهندس محمد عبد الله، بمديرية الرى بالدقهلية، نحن الآن نقوم بحفر الصحارى، لتسليكها، ووجدنا فيها ردم وسباخ، ورتش بناء والعديد من الملوثات التى أدت لسدها، ونقوم بتطهيرها، وسوف نقوم بعمل سد بين المصرف وبين الأراضى الزراعية، حتى لا تتكرر المشكلة، ونحن سنعمل فيها على مدار الساعة حتى نسيطيع إنقاذ ما تبى من الأراضى الزراعية فى القرية.
وبدورها أكدت النائبة آمال طرابية، عضو مجلس النواب بدائرة منية النصر بالمنصورة، أنها بالفعل تلقت العديد من الشكاوى من المواطنين من أبناء القرية بسبب طفح المجارى والصرف الصحى على الزراعات المنتشرة بالقرية، مما أدى إلى هلاك الزراعات وكساد المحصول الذى ينتظرونه نهاية كل فصل، حيث إنها تواصلت مع مديريتى الإسكان والرى بالمحافظة، إلا أنه لا يوجد جديد حتى الآن.
وأضافت "طرابية" فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنها ستتقدم بطلب إحاطة للدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان موجه لكل من وزير الرى وزير الإسكان المهندس مصطفى مدبولى، بشأن عدم التحرك وإيجاد الحلول الجذرية لمنع هذا التسرب من مواسير الصرف الصحى لهذه الزراعات، والعمل على إصلاح الكسور الموجودة بها.
وفى السياق ذاته قال اللواء محمد عقل، عضة مجلس النواب بدائرة المنصورة، أنه بالفعل سبق وتلقى شكاوى من أبناء الدائرة بشأن هذه الأزمة، وعلى الفور قام بمخاطبة وكيل أول وزارة الرى والصرف بالمحافظة والمنوط به حل المشكلة، وعلى الفور توجهت لجان من المحافظة لعمل معاينة لحل الأزمة.
واضاف "عقل" فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنه إن لم يستجب المسؤول الأول والأخير عن تلك الأزمة فإن نواب الدائرة سيتوجهون لوزيرى الرى والإسكان لماطبته لسرعة التحرك لحل الأزمة، وإنقاذ زراعات الدائرة من البوار وتشريد العديد من الفلاحين بعد كساد زراعاتهم.