رفضت مصر استخدام مصطلح التطرف الإسلامى الذى انتشر مؤخرًا فى وصف العمليات الإرهابية التى تحدث، وفى تعليق بعض القادة على الأوضاع المتعلقة بملف الإرهاب، حيث استغلت مصر انعقاد جلسة مجلس الأمن أمس الخميس أثناء مناقشة التقرير الخامس للسكرتير العام حول داعش.
"الإسلام دين حنيف لا يعرف التطرف"
وفى ختام بيان أمام مجلس الأمن قال "أخيراً، السيد الرئيس، يرجو وفد بلادى تحرى الدقة والموضوعية فى استخدام بعض المصطلحات والمفاهيم... فلقد لاحظنا اليوم وخلال الأيام الماضية استخدام البعض لمصطلح لا وجود له فى أدبياتنا وهو "التطرف الإسلامي"...أرجو من الجميع إدراك أنه لا يوجد "تطرف إسلامي"... الإسلام دين حنيف لا يعرف التطرف، هناك افراد وتنظيمات تتخذ من الأديان ذريعة لتبرير تبنى الفكر الإرهابي. ومن هنا نرى أن المجلس قد اتخذ مؤخراً خطوة هامة لمواجهة هذا الفكر من خلال اعتماد القرار رقم 2354 والإطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابى بناءً على مبادرة مصرية.
طارق الخولى : اعتراض مصر فى محله
طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، قال إن اعتراض مصر فى محله فيما يتعلق باستخدام لفظ التطرف الإسلامى وإلصاق الإسلام بالتطرف والإرهاب.
وأضاف الخولى لـ"برلمانى" أن الدول يجب أن تعى المصطلحات التى تطلقها، ولا يمكن أن الأمة الاسلامية والتى يصل تعدادها إلى مليار و200 مليون حول العالم يتم وصمها بالإرهاب، لخروج بضعة آلاف منها وانحرافهم عن الإسلام .
وتابع الخولى "الرسول عليه الصلاة والسلام وقف احتراما لجنازة يهودى عبرت من أمامه فلا يمكن أن يكون هذا المثال سوى انعكاس لدين متسامح عكس ما تم تصويره .
وأشار الخولى إلى أن بعض قادة العالم أصيبوا بحالة من الإسلاموفوبيا بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكن إذا نظرنا للتاريخ سنجد أن فى فترة ما فى العصور الوسطى كانت الكنيسة متهمة بمعليات قتل وتعذيب، ولكن هل كان هذا يعنى أن الامر مرتبط بالمسيحية، بالتأكيد لا لأن التطرف لا يتعلق بالأديان وإنما بالمتطرفين أنفسهم .
داليا يوسف: يجب على الدول العربية رفض المصطلح
وفى السياق ذاته قالت داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إننا لا يجب أن نوافق على تمرير مصطلحات مثل التطرف الإسلامى، والإرهاب الإسلامى الذى سعت الولايات المتحدة الأمريكية لترسيخه خلال الفترة الماضية .
وأكدت داليا يوسف لـ"برلمانى"، أنها تحترم الموقف الذى اتخذته مصر فى مجلس الأمن بالتركيز على هذه الملاحظة الهامة، لافتة إلى أن كل الدول العربية لا يحجب أن توافق على ترسيخ هذه المصطلحات، لأن الإرهاب لا يتعلق بدين معين بدليل الحوادث التى تقع فى مختلف دول العالم، وبدليل انضمام العديد من الجنسيات المختلفة لجماعة داعش الإرهابية.
وأشارت داليا يوسف إلى أن الإرهاب يجب أن يتم توصيفه كإرهاب، بحيث لا نلصق الإرهاب بأى ديانة أيا كانت، لان هذه الجماعات الإرهابية لا تعبر عن أى ديانة، حتى وإن حاولت أن تلصق نفسها زورًا بالإسلام.
نائب: التركيز على إلصاق التطرف والإرهاب بالإسلام توجه يجب التصدى له
ومن جانبه قال طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، أن التركيز على إلصاق التطرف والإرهاب بالإسلام توجه يجب التصدى له .
وأضاف رضوان لـ"برلمانى" أن كل دول العالم شهدت خطابات الرئيس السيسى التى طالب خلالها بتجديد الخطاب الدينى، وتقديم النموذج الاسلامى المعتدل، لافتا إلى أن الإرهاب لا يتعلق بدين معين، وإنما يتعلق بالفكر .
وأشار رضوان إلى أن الجماعات الإرهابية تضم أشخاص من كافة أنحاء العالم، ولذلك فلا يمكن ربطه بدولة بعينها أو ديانة بعينها .