موقف أوروبا من قطر
على مدار ثلاثة أسابيع منذ اتخاذ الدول الخليجية قرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لإجبارها على تغيير سياستها الداعمة للإرهاب، جاءت مواقف الدول الأوروبية تجاه الأزمة محايدة، أو تتضمن مطالبات على استحياء لمطالبة الإمارة بإعادة النظر فى مواقفها .
مواقف الدول الأوروبية التى قررت عدم اتخاذ موقف واضح تجاه الأزمة حتى الآن، بالتأكيد أضفت مزيدا من القوة لموقف قطر، وساعدها فى تحويل القضية من كونها مطالبات واضحة لقطر بتغيير سياسة دعم الإرهاب إلى تعرضها لحصار .
أكد أنور قرقاش وزير خارجية الإمارات، أكثر من مرة أن أزمة دول الخليج ومصر مع قطر تتمثل فى دعمها للإرهاب ، ولا تتعلق بأى شىء آخر، وأن على قطر أن تتوقف عن سياستها الداعمة للإرهاب لإعادة العلاقات مرة أخرى .
الإمارات تطالب الغرب بوضع آلية لمراقبة سياسات قطر
وطالب قرقاش الغرب بوضع "آلية مراقبة" من أجل التحقق من ان الإمارة ستلتزم بتعهداتها. وقال "الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أو ألمانيا لها ثقل سياسي وخبرة تقنية تخولها وضع مثل هذه الآلية".
موقف الإدارة الأمريكية
ورغم ذلك لم نجد ردًا أو موقفًا من هذه الدول باستثناء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، الذى أعلن صراحة أن قطر تدعم وتمول الإرهاب، رغم تباين موقف الإدارة الأمريكية نفسها خاصة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، ، فى حين فضلت باقى الدول الأوروبية إما اتخاذ موقف داعم لقطر مثل ألمانيا، أو اتباع سياسة النصح مثل بريطانيا وفرنسا .
العرابى: ميوعة موقف الدول الأوروبية تجاه قطر ساعد فى تشددها والاستمرار فى سياستها
قال السفير محمد العرابى ، وزير الخارجية الأسبق ، عضو لجنة العلاقات الخارجية ، إن ميوعة المواقف الدولية تجاه قطر ساعد فى تطور أزمة قطع العلاقات مع دول الخليج .
وأضاف العرابى لـ"برلمانى" أن قطر استطاعت أن تبنى موقفا تفاوضيا جيدا من ناحيتها، واحتمت بنفوذها المالى وتغلغلها فى اقتصاديات بعض الدول المهمة، وخاصة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن وألمانيا.
واعتبر العرابى أن موقف دول مثل ألمانيا وانجلترا وفرنسا أضفى شرعية وقوة للاستمرار فى سياستها، وتحويل القضية من دعمها للإرهاب لفرض حصار اقتصادى ضدها .
وأشار العرابى إلى أن الدول الأوروبية اختزلت القضية فى أنها مجرد خلاف خليجى ، للحفاظ على مصالحها مع قطر .
رضوان: وقوف الدول الأوروبية على الحياد فى أزمة قطر ساعد فى تحويل مسار القضية
قال طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، إن وقوف الدول الأوربية على الحياد فى أزمة قطر والخليج، ساعد فى تحويل مسار القضية من دعم قطر للإرهاب وتغيير سياستها إلى تعرضها لحصار اقتصادى .
وأضاف رضوان لـ"برلمانى" أن معظم الدول الأوربية لم تتخذ موقفًا واضحًا، لافتا إلى أن حتى تصريحاتهم حول دعم قطر للإرهاب جاء على استحياء.
وأشار رضوان إلى أن هذه الدول تعى جيدًا الدور الذى لعبته قطر فى دعم الجماعات الإرهابية فى مختلف الدول العربية فى سوريا ومصر ، ومختلف الدول ، ورغم ذلك جاءت مواقفهم فى الازمة غير واضحة واقتصرت على مطالب ضعيفة لإعادة قطر النظر فى سياستها تجاه الإرهاب.
وأوضح رضوان أن حتى الإدارة الأمريكية نفسها لم تكن واضحة فى التعامل مع هذه الأزمة باستثناء الرئيس الامريكى دونالد ترامب ، الذى سمى القضية بمسماها الحقيقى وهو دعم قطر للإرهاب والجماعات الإرهابية ، بينما اتخذت الخارجية الأمريكية موقفًا متبيانًا .
واعتبر رضوان أن ضغط الدول الأوروبية على قطر، والمجتمع الدولى بشكل عام، هو الضمانة الوحيدة لتغيير سياستها الداعمة للإرهاب.
باشات: بدون ضغط دولى ستستمر قطر فى المماطلة
قال اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن تجاهل الدول الأوروبية لاتخاذ موقف واضح تجاه قطر متعلق بالمصالح الاقتصادية لهذه الدول مع قطر.
وأضاف باشات، فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه بدون موقف واضح لهذه الدول سنظل فى دائرة من المماطلة داخل الأزمة، وتحويل مسار ومفهوم القضية .
وأشار باشات إلى أن بعض الدول تتعامى بشكل واضح عن مواقف قطر الداعمة للإرهاب، والتى لم تعد خافية على المجتمع الدولى كله .
وأوضح أن موقف مصر ودول الخليج واضح، وهو وقف دعم وتمويل الإرهاب، فى حين أن قطر تسعى إلى الترويج خارجيًا أن الأمر كله يتعلق بفرض حصار عليها .
وأشار باشات إلى أن بعض الدول الأوروبية ساهمت أيضا فى دعم الجماعات الإرهابية، وراهنت على هذه الجماعات فى فترة ما، لافتا إلى أن ذلك يبرر موقفهم الحالى تجاه الأزمة مع قطر .
