كشف تقرير حديث تعرض البرلمان البريطانى لهجوم إلكترونى على يد قراصنة مجهولين فى وقت متأخر من مساء يوم 24 يونيو، وقيل إن القراصنة يستهدفون كلا من البرلمان والشبكات التى تستخدمها رئيسة الوزراء تريزا ماى وأعضاء حكومتها، فيما أفادت التقارير أن الهجوم استمر لمدة 12 ساعة.
سبب الاختراق
وأشارت التقارير إلى أن عملية القرصنة ناتجة عن استخدام كلمات سر ضعيفة من قبل أعضاء البرلمان وموظفيهم، ويفترض أن ذلك جاء كمحاولة لسرقة سجلات السياسيين، وهو الأمر الذى أثار مخاوف حول إمكانية ابتزاز السياسيين من قبل القراصنة وفقا لما ذكرته صحيفة الجارديان.
إجراءات دفاعية
وعلى الفور قام الجهاز الأمنى بمنع النواب من الوصول عن بعد إلى رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بهم عبر الهواتف والأجهزة اللوحية كإجراء وقائى، وذلك فى محاولة للتصدى للاختراق، الأمر الذى جعل بعض أعضاء البرلمان غير قادرين على الدخول على رسائلهم البريدية إذا كانوا غير متواجدين بمقر البرلمان فى وستمنستر.
الاعتراف بعملية القرصنة
وأصدر مجلس العموم بيانا قال فيه إنه اكتشف "محاولات غير مصرح بها للوصول إلى حسابات مستخدمى الشبكة البرلمانية، وقال البيان إن المجلس يحقق فى الحادث بالتعاون مع المركز الوطنى للأمن السيبران، كما أكد البيان أن البرلمان لديه "إجراءات صارمة لحماية جميع الحسابات والنظم"، وقد جاءت هذه التهديدات بعد تقارير فى عدد من الصحف البريطانية عن قيام قراصنة ببيع كلمات مرور سرية تخص أعضاء البرلمان، وقد تم إبلاغ أعضاء البرلمان بهذا الأمر وفقا لصحيفة "تلجراف" البريطانية، مضيفة أن النواب اعتذروا لناخبيهم، وسط مخاوف من أن المعلومات الشخصية والحساسة قد تكون قد سرقها القراصنة وتسربت عبر الإنترنت.
هوية القراصنة
وعلى الرغم من أن هوية القراصنة وراء الهجوم لا تزال غير معروفة، فقد أشار بعض الخبراء إلى أن الهجوم الإلكترونى يمكن أن يكون من أعمال إحدى مجموعات القراصنة التى ترعاها الدولة التابعة لروسيا والصين أو كوريا الشمالية، خاصة وأنه من المعروف أن جميع الدول الثلاث لديها جماعات قراصنة ترعاها والتى تستهدف المنظمات فى جميع أنحاء العالم.
ردود فعل النواب
ومن جانبه قال "لنائب كريس رينارد" عن الحزب الليبرالى الديمقراطى عبر حسابه على تويتر : "هجوم إلكترونى ضد ويستمنستر.. البريد الإلكترونى لا يعمل عن بعد"، فيما قال "هنرى سميث" النائب المحافظ على تويتر: "عذرا، لا يوجد بريد إلكترونى، نحن تحت هجوم سيبرانى من كيم جونغ أون، بوتين أو طفل فى الطابق السفلى أمه أو شيء من هذا".
خطوات الهاكرز
ونقلت صحيفة الجارديان حول تنبيه عبر البريد الإلكترونى أرسل إلى جميع المتضررين من الهجوم، الذى ذكر أن "المتسللين كانوا يقومون بهجوم مستمر ومحدد على جميع حسابات المستخدمين البرلمانية فى محاولة لتحديد كلمات المرور الضعيفة".
فيما أصدرت اللجنة بيانا نصه كما يلى: "إن اللجنة على علم بوجود حادث وتعمل على مدار الساعة مع فريق الأمن الرقمى البرلمانى فى المملكة المتحدة لفهم ما حدث وتقديم المشورة بشأن الإجراءات اللازمة للتخفيف".
وقد جاء الهجوم بعد ساعات قليلة من اندلاع الأخبار حول تسجيل دخول أعضاء البرلمان على شبكة الإنترنت المظلم من قبل قراصنة روس، ولا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان بقدور القراصنة الوصول إلى البيانات بنجاح أم لا.
الجدير بالذكر أن الشهر الماضى شهد هجوما عالميا ببرانج الفدية "رانسوموير" الذى وصل إلى مئات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر، بما فى ذلك مستشفيات بريطانية اضطرت إلى إغلاق أبوابها وتحويل الحالات الطارئة وإرجاء العمليات الجراحية، حيث تمكن الفيروس الذى يعرف بـ "ونكراي" من قطع إمكانية الدخول إلى ملفات المستخدمين، ونشر على الشاشة رسالة تطلب 300 دولار "فدية" بعملة بيتكوين الافتراضية لتحرير الملفات.