"تركيا وقطر" سياساتهما واحدة، كلاهما يدعم ويمول تسليح الجماعات، والرئيس التركى يدعم نظيره القطرى، حتى لا يتعرض لنفس السيناريو.. هذا هو ملخص دراسة إخوانية، فسرت دعم رجب طيب أردوغان الرئيس التركى لتميم بن حمد، الأمر الذى يظهر حالة من الخوف تنتاب الإخوان وتنظيمها الدولى جراء تضييق الخناق على الجماعة والدول الداعمة لها.
وأكدت الدراسة الإخوانية، المنشورة على الموقع الذى يشرف عليه القيادى الإخوانى عمرو دراج "المعهد المصرى للدراسات السياسية والاستراتجية"، أن قطر وتركيا تربطهما علاقة قوية بجماعات الإسلام السياسى وخاصة جماعة الإخوان.
وأشارت الدراسة التى أعدها "سعيد الحاج" وحملت عنوان "تركيا بعد قطر: سردية الاستهداف والمؤامرة" إلى أن أنقرة لا تدعم تنظيم الحمدين بقطر بسبب علاقاتها المميزة معها، لكن أيضًا لأنها ترى الكثير من المشتركات بينها وبين الدوحة على صعيد الاتهامات الموجهة للأخيرة، لاسيما العلاقة مع حركات الإسلام السياسى والمقاومة الفلسطينية وفصائل المعارضة السورية المسلحة، وبالتالى ستكون مستهدفة كذلك بعد الدوحة إذا ما تركتها لوحدها.
وأضافت الدراسة: "تشارك كل من تركيا وقطر فى نظرة التقييم والمواقف السياسية إزاء معظم قضايا المنطقة وملفاتها، وهو ما يعنى أن مسوغات اتهام الأولى هى نفسها مسوغات اتهام الثانية إذا ما توفرت الإرادة السياسية لذلك"، مشيرة إلى أن عددًا من الأشخاص الذين وردت أسماؤهم فى "قائمة الإرهاب" الخليجية الثلاثية إما مقيمون فى تركيا أو يترددون عليها كثيرًا، وهو ما قد يفتح بابًا للضغط على تركيا متى ما اتخذ القرار.
وقالت: "إذا ما وصل طرفا الأزمة الحالية إلى حل ما يقضى بمغادرة بعض الشخصيات للدوحة، على غرار اتفاق 2014، فإن جزءاً منهم على الأقل سيتوجه لتركيا باعتبارها من الدول النادرة المتاحة لهم، وهو ما سيعنى أنها يمكن أن تقع تحت تهمة توفير الإيواء والدعم لـ"إرهابيين" مسجلين فى قوائم رسمية لتلك الدول، وفق السردية التى يمكن أن تـُفعّل متى أريد ذلك.
وحول إمكانية أن تشهد تركيا نفس سيناريو قطر من الغضب العربى ضدها، أكد محمد حامد، الخبير فى شئون القانون العلاقات الدولية، أن هذه الفرضية قائمة بشكل كبير، خاصة أن تركيا تدعم الإرهاب مثل قطر، وأنقرة ستسعى خلال الفترة المقبلة للوساطة للضغط على قطر لحل الأزمة وتقديم تنازلات للدول التى أعلنت مقاطعتها.
وأوضح الخبير فى شئون قانون العلاقات الدولية، لـ"برلمانى" أن هناك عدة وسائل للضغط على تركيا، وممارسة بعض المقاطعات ضدها، فقد يتم استخدام ورقة الأكراد ضد تركيا، خاصة أن الخلاف المصرى التركى سيزكى إمكانية حدوث مقاطعة عربية لأنقرة، كما أن توثيق العلاقات العربية مع اليونان وقبرص سيستفز أنقرة بشدة، مما يمهد لإمكانية حدوث مقاطعة عربية شاملة لها.
من جانبه قال الخبير فى الشأن الدولى أحمد العنانى، إن حدوث أى ضغط من جانب الدول العربية ضد تركيا لوقف تمويل الإرهاب، يتوقف على نتبجة التطورات والتفاهمات أيضا مابين مصر والثلاث دول، موضحا أن مصر من أكثر الدول تضررا من تركيا لدعمها للإرهاب واحتواء جماعة الإخوان كما هو الحال تجاه الدوحة.
وأوضح الخبير فى الشأن الدولى أن اتخاذ أى إجراءات ضد تركيا من جانب الدول العربية ستحسمها التفاهمات ما بين الأربع دول لأن المشهد الآن هو فى شكل تحالف جديد بالمنطقة يواجة قطر وتركيا وإيران.