كتب محمود العمرى
رغم ما حملته الانتخابات البرلمانية بمرحلتيها وجولاتها الماضية من مفاجآت على صعيد النتائج والأرقام وعدد المقاعد التى حصدها حزب النور السلفى، إلا أن النتيجة التى أسفرت عنها انتخابات إعادة الدوائر الأربعة الموقوفة من المرحلة الأولى: الرمل فى الإسكندرية، ودمنهور بالبحيرة، ومركز بنى سويف والواسطى بمحافظة بنى سويف، مثّلت مفاجأة ضخمة ولا تقل عن قائمة النتائج السابقة للحزب، وربما تفوقها، نظرًا لأنها أسفرت عن خسارة كوادر ووجوه بارزة من أعضاء الحزب وقياداتها ورجال الدعوة السلفية البارزين، وذلك فى دوائر محسوبة نوعًا ما الحزب السلفى، سواء فى محافظة الإسكندرية المعقل الرئيسى للدعوة السلفية، أو فى محافظتى البحيرة وبنى سويف المعروفتين بميولهما المحافظة ودعمهما للتيارات الدينية، ولهذا مثلت خسارة مرشحى "النور" الخمسة فى هذه الدوائر، ضربة جديدة قاضية للحزب السلفى، وصفرًا لا يقل عن الأصفار التى حصدها من قبل، والتى أطفأت "النور" فى أغلب محافظات الجمهورية، وأوقفت رصيده عند 11 نائبًا فقط، بعدما كان وصيف البرلمان فى انتخابات 2012 خلف حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية.
الحزب السلفى يخسر آخر معاركه الانتخابية
شهدت العملية الانتخابية فى الدوائر الأربعة الموقوفة منافسة عدد من كوادر ورموز الحزب على 13 مقعدًا يجرى السباق عليها، من إجمالى 226 مقعدًا فرديًّا بالمرحلة الأولى و448 مقعدًا فرديًّا بالمجلس بشكل عام، وشملت قائمة الخسارة الجديدة للحزب السلفى، خسارة الأمين العام المساعد للحزب، الدكتور شعبان عبد العليم، ومساعد رئيس الحزب السلفى، المهندس عمرو المكى الذى نافس فى دائرة الرمل بمحافظة الإسكندرية، وهو أحد أهم الشخصيات القيادية داخل الحزب ويتولى مهام العلاقات الخارجية، كما خسر السباق أيضًا الشيخ حسنى المصرى، وهو من الشخصيات المعروفة فى الدعوة السلفية وحزب النور بالإسكندرية، وإبراهيم راغب المرشح فى دائرة دمنهور وأحد الشخصيات السلفية المعروفة بالدائرة، وأخيرًا أسفرت الانتخابات فى الدوائر الأربعة الموقوفة عن خسارة على أبو طالب فى دائرة الواسطى بمحافظة بنى سويف.
12 نائبا للحزب السلفى تحت قبة البرلمان
اللافت أن هذه النتائج توالت، وذلك بعد أن خسر حزب النور السلفى كل معاركه الانتخابية فى المرحلتين الأولى والثانية، وحصوله على 11 مقعدًا فقط فى المرحلتين، بنسبة ما يقرب 2% من البرلمان المقبل، إذ خسر الحزب السلفى فى المعركتين بعدما دفع بما يقرب من 180 مرشحا فرديا وقائمتين بغرب الدلتا والقاهرة، بواقع 60 مرشحا على القوائم.
عقب نتائج الانتخابات وتأكد خسارة "النور" لحصة كبيرة من المقاعد التى نافس عليها، أعلن الحزب السلفى عن ضم صلاح عياد، الفائز بمقعد مجلس النواب عن محافظة مرسى مطروح، ليصبح إجمالى عدد الهيئة البرلمانية للحزب 12 نائبًا تحت قبة مجلس النواب 2015.
شعبان عبد العليم: البرلمان الحالى لا يختلف عن انتخابات مبارك
أما على صعيد رؤية الحزب السلفى لهذه النتائج وتعليقه عليها، قال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين العام المساعد للحزب، والمرشح الخاسر فى دائرة بندر ومركز بنى سويف، إن المال السياسى سيطر على الانتخابات فى الدوائر الموقوفة بقوة ووضوح، مؤكّدًا أن خسارته فى البرلمان نتيجة لترشح أصحاب رؤوس المال فى الدائرة.
وأضاف "عبد العليم" - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الثلاثاء - أن الانتخابات البرلمانية الحالية لا تفرق كثيرا عن انتخابات 2005 و2010، مشيرًا إلى أن سيطرة المال السياسى إمّا أن تسقط النظام أو تسقط الدولة بأكملها.