1. بدأت أزمة ما يعرف بـ"خلية العبدلى" فى يوم 13 أغسطس من العام قبل الماضى 2015، بعد أن أعلنت دولة الكويت عن ضبط عدد من المتهمين مع كمية كبيرة من الأسلحة عثرت عليها قوات الأمن الكويتية فى مزرعة بمنطقة العبدلى قرب الحدود العراقية.
2. أعلنت السلطات الكويتية، أن المضبوطات شملت 19 طنًا من الذخيرة، و144 كيلو جرامًا من المتفجرات، و68 سلاحًا متنوعًا و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية، ونشرت صور للمضبوطات عبر وسائل الإعلام، ويرى مراقبون أن هذه الكمية الهائلة من السلاح كانت كفيلة بإحداث هزات عنيفة فى الأمن الكويتى.
3. فى اليوم الأول من سبتمبر 2015 وجهت النيابة الكويتية مجموعة من التهم إلى المتهمين بالقضية، وهم 25 مواطنًا كويتيًا وعنصر إيرانى واحد، وأبرز هذه الاتهامات السعى والتخابر مع إيران وحزب الله اللبنانى، بالإضافة إلى حيازة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
4. فى 15 سبتمبر بدأت محكمة الجنايات الكويتية محاكمة المتهمين فى القضية، بتهم متنوعة تشمل القيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت من خلال جلب وتجميع وحيازة وإحراز مفرقعات ومدافع رشاشة وأسلحة نارية وذخائر وأجهزة تنصت بغير ترخيص وبقصد ارتكاب الجرائم بواسطتها.
5. بعد الاتهام الكويتى القضائى الرسمى لإيران بتأسيس خلية إرهابية فى الكويت سارعت السفارة الإيرانية فى العاصمة الكويتية إلى نفى هذا الاتهام وأصدرت بيانا يوم 3 سبتمبر 2015 قالت فيه: "تعرب السفارة الإيرانية لدى الكويت عن استيائها الشديد من بيان النيابة العامة، الذى زج باسم طهران فى خلية العبدلى، وتعتبر أن استهدافها مبنى على تهم واهية فى قضية لم تثبت صحتها لدى المراجع القضائية".
6. واجهت الكويت حكومة وبرلمانا البيان الإيرانى بعاصفة من الانتقاد، وقالت الخارجية الكويتية فى بيان لها: "تعرب الخارجية عن أسف الوزارة الشديد ورفضها بيان السفارة الإيرانية، لتجاوزه أبسط القواعد والأعراف الدبلوماسية". كما رفض نواب البرلمان البيان الإيرانى وطالبوا بتصنيف حزب الله جماعة إرهابية وتوقيع أقصى عقوبة على أفراد الخلية.
7. سميت الخلية باسم منطقة العبدلى التى تعد إحدى مناطق محافظة الجهراء فى الكويت، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل من بنى عبد الله من مطير، وفى هذه المنطقة تكثر المزارع، ويسهل إخفاء السلاح وسط الزراعات، وهى منطقة حدودية وعرة تقع فى شمالى الكويت على بعد 80 كيلو مترا من الأراضى العراقية، وتكتسب المنطقة أهميتها من وجود عدد من حقول النفط والغاز بها.
8. أطلقت وسائل الإعلام على الخلية اسم "خلية حزب الله الكويتية" لاشتراك عناصر من حزب الله اللبنانى بالخلية وإمداد عناصر الخلية بالمال والسلاح المنقول برا عن طريق الحدود العراقية التى تسيطر عليها قوات وميليشيات موالية لإيران.
9. يلزم الدستور الإيرانى نظام الحكم بإيواء كل الشيعة فى كل مكان بالعالم والدفاع عنهم؛ ولذلك سارعت إيران إلى فتح أراضيها للمدانين الأربعة عشر الذين فروا من الكويت وذلك وفقا لنص المادة 154 من الدستور التى تقول: "تدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين فـى أية نقطة من العالم". كما تنص المادة 155 على أن "حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمنح حق اللجوء السياسى إلى الذين يطلبون ذلك".
10. تعتبر قطر أكبر الرابحين من الأزمة، إذ كانت تعتبر من المتضررين من حفاظ الكويت على علاقات وسط مع إيران تمكنها من لعب دور الوسيط النزيه فى أى أزمة عربية تكون إيران طرفا فيها، وبالنظر إلى الانتهاك الإيرانى الصريح للقانون الدولى وإيواء مطلوبين للعدالة وقرار الكويت قطع ما تبقى من علاقتها مع طهران؛ فإن مكسب الدوحة الأكبر يتمثل فى إبعاد الكويت عن إيران وبالتالى الانفراد بعلاقات مع طهران بدون تدخل من أى طرف عربى يعصمها من مواصلة الانزلاق نحو المنحدر الفارسى.