وظهر أمير قطر فى أول خطاب له منذ الأزمة مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب المدعوم من قطر، شاحب الوجه ومرتبكا، مؤكدا وجود خلافات بين دول مجلس التعاون الخليجى والدوحة فى عدد من القضايا، وعلى رأسها موقف قطر الداعم لحركة حماس فى قطاع غزة.
وفى تحد واضح لدول مجلس التعاون الخليجى ودعم الانقلاب الذى قاده حمد بن خليفة ضد والده عام 1995، استهل أمير قطر خطابه بتوجيه الشكر لأحد أعضاء تنظيم "الحمدين" الإرهابى، زاعما أن والده قاد الدوحة للنهوض والتطور فى البلاد، مدعيا أن قطر فاعل رئيسى فى العديد من المجالات ولها دور دولى وإقليمى.
وركز أمير قطر تميم بن حمد على دور والده فى النهوض بالاقتصاد القطرى ورفع مستوى معيشة المواطن، وتغافل دعم نظامه لتنظيمات إرهابية متطرفة تشكل تهديدا على أمن واستقرار المنطقة، مشيرا لوجود أزمات فى عدد من القطاعات بالبلاد .
وتأكيدا على تمسكه بعلاقات الدوحة مع طهران، زعم أمير قطر تميم بن حمد أن علاقات بلاده مع إيران تأتى فى إطار ما وصفه "سيادة واستقلال القرار"، وتغافل عن الدور التخريبى لطهران فى دول مجلس التعاون الخليجى والمنطقة العربية.
وحاول أمير قطر تصوير الأزمة الأخيرة بين نظامه الداعم للإرهاب مع دول الرباعى العربى على كونه "أزمة مع الشعب القطرى"، داعيا القطريين للصمود أمام ما وصفه "الحصار" الذى فرضته دول الرباعى العربى.
وغازل تميم بن حمد النظام التركى بقيادة رجب طيب أردوغان لدعمه نظام الدوحة عسكريا، متوجها بالشكر إلى طهران لفتحها مجالها الجوى أمام الخطوط الجوية القطرية.
وتناول أمير قطر خلال 11 دقيقة خلال خطاب مدته 16 دقيقة الجانب الاقتصادى فى قطر والأزمة الداخلية التى تعصف ببلاده، مؤكدا عمله على تطوير المؤسسات والقطاعات التى تعانى منها الدوحة، موضحا أن البلاد تعانى من عدة أزمات فى عدد من القطاعات المختلفة وأنه سيعمل على حلها.
وحاول أمير قطر فى خطابه تصوير الأزمة مع دول الرباعى العربى على كونها أزمة مع الشعب القطرى، مضيفا "وقف الشعب القطرى تلقائيا وبشكل طبيعى وعفوى دفاعا عن سيادة واستقلال وطنه، لقد أصبح كل من يقيم على هذه الأرض ناطقا باسم قطر، وأشير هنا بكل اعتزاز إلى المستوى الأخلاقى الرفيع الذى يتمتع به هذا الشعب".
وفى تناقض واضح لخطابه الذى اعترف فيه بوجود خلافات مع دول مجلس التعاون، قال أمير قطر تميم بن حمد إن نظامه الحاكم بالدوحة يرتبط بعلاقات تعاون وأخوة مع دول مجلس التعاون الخليجى، زاعما أن الدوحة تحترم سيادة واستقلالية الدول العربية كافة.
وفى محاولة لتبرير احتضان بلاده لعدد من قيادات الإرهاب العالمى والمعارضين الخليجيين فى الدوحة، زعم أمير قطر أن بلاده ستبقى "كعبة المظلوم" وستعمل على نصرتهم، مؤكدا دعم بلاده لثورات الربيع العربى التى ضربت عددا من الدول العربية واصفا "الدعم القطرى" لتلك الثورات بأنها دعم للحرية.
وأكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، إن الدوحة جاهزة للحوار والتوصل لتسوية لكل القضايا، وقال: "آن الآوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات".