السبت، 23 نوفمبر 2024 12:42 ص

3 شهادات لسجناء سابقين تكشف محاولات التكفيريين لاستقطاب عناصر جديدة خلف القضبان السجون.. وكتب سيد قطب وأراء محمد عبد المقصود المراجع الأساسية للإرهابيين

صناعة المتطرفين خلف الأسوار

صناعة المتطرفين خلف الأسوار صناعة المتطرفين خلف الأسوار
الإثنين، 31 يوليو 2017 03:00 م
تحقيق - سماح عبد الحميد - محمد سالمان
نقلا عن اليومى
 
فى 15 فبراير عام 2015، عقب الإعلان عن ذبح 21 مصريًا مسيحيًا فى ليبيا على يد تنظيم الدولة «داعش» يستيقظ السجناء فى أحد عنابر سجن طرة على أصوات تكبير وتهليل زملائهم ابتهاجًا بتلك العملية المشينة.. هذا المشهد عايشه «ط.ر» شاب قُبض عليه فى قضية الاتحادية فى فترة حكم المعزول محمد مرسى برفقة عدد من الشباب، وتم ترحيلهم إلى طرة، لكن الصدمة الكبرى، التى تعرضوا لها وغيرت حياة بعضهم تمثلت فى وضعهم فى عنبر يضم تكفيريين!. 
 
 
المشهد المُشار إليه أعلاه، ليس سوى جرس إنذار لخطر قادم من مكان يعتقد الكثيرون أن كل شىء انتهى على أبوابه، لكنه فى الواقع ليس سوى بداية لما هو أسوأ بكثير فى هذا التحقيق تكشف «اليوم السابع» روايات لشباب مُفرج عن بعضهم بقرارات عفو رئاسية تدور حول محاولات التكفيريين استقطاب العناصر الجديدة من داخل السجن، خاصة الشباب غير المُسيس. 
 
 
القصة كما رواها الشاب «ط.ر»، الذى خرج مؤخرًا من السجن فى ضمن قرارات العفو الرئاسة تعود إلى أربع سنوات مضت، واصطدامهم بحدث غير متوقع عندما تم تسكينهم عنبر مُقسم إلى أربعة أجزاء، قد نُقل منه جميع متهمى جماعة الإخوان قبل مجيئهم، مما أزاح عنهم القلق من الوجود مع إسلاميين مؤقتًا، لكن سرعان ما اكتشفوا وجود تكفيريين معهم فى العنبر المسمى بـ«الدواعى» نسبة إلى كلمة دواع أمنية. 
 
 
ويضيف: «الصدمة والذهول سيطرا على الشباب المحتجزين وبدأت الأيام تكشف لهم خطورة الموقف، خاصة أن العناصر الجهادية كان محكوما على بعضهم بالإعدام، والمفارقة أن تلك العناصر ذكرت أن سبب حبسهم هو الاعتداء على ضباط ولم يفصحوا عن أكثر من ذلك، وبعد ذلك تكشف للجميع انتماءهم إلى محافظة شمال سيناء وبالتحديد جماعة التوحيد والجهاد ومُتهمين بمهاجمة بنك وقسم العريش». 
 
 
وتابع: «تساؤلات الشباب للحراس لم تنقطع حول منطقية إيداع شباب متهمين فى قضايا تظاهر بجوار عناصر بتلك العقلية، وفى النهاية تم الرضوخ للأمر الواقع، وجمع العنبر النقيضين، وبدأت الحوارات تدور بين الجميع»، مضيفًا: «تلك العناصر كانت تتعامل مع أعضاء جماعة الإخوان رغم شماتتهم فى سقوط محمد مرسى فى بادئ الأمر، ثم بدؤوا فى تكفير الجميع دون استثناء سواء منتمين للتيار الإسلامى أو غيره».
 
 
 ويحكى الشاب أن الأحاديث كشف عن أميرهم بالسجن «محمد .ج» شاب أسوانى اعتنق الفكر التكفيرى فجأة رغم عدم التزامه الدينى، مضيفًا: «محاولات التكفيريين استقطاب الشباب الموجودين فى العنبر لم تنقطع إلا بعد خلاف عميق نشب بين الطرفين فى أحد أيام شهر رمضان بعد سؤال أميرهم محمد لأحد الشباب هل زملائك صائمون؟، ليجيب لا أدرى.. كل شخص حر.. وهنا جاء الرد سريعًا أنتم كفرة!.. ومن تلك النقطة بدأت العلاقات بين الطرفين تأخذ منحنى العداء ليس لباقى المحتجزين فحسب إنما التيارات الدينية المختلفة أيضًا وأبرزهم الإخوان الذين كانوا يرفضون الأكل أو الصلاة معهم». 
 
 
ويضيف المحتجز فى قضية الاتحادية: «مرت الأيام وفوجئ المتهمون فى قضايا التظاهر نجاح التكفيريين فى اجتذاب عناصر من المتهمين معهم فى نفس القضية خاصة الشباب الصغير، الذى لم يكن له أى خلفية سياسية وعدد من السلفيين أيضًا، وقال المتحولون الجدد إن سبب اقتناعهم بهذه الفكر امتلاك أصحابه أدلة شرعية لكل ما يفعلونه». 
 
 
ويذكر «ط.ر» أنه دخل فى مناظرة مع أمير الجماعة ذات مرة أكد له أن الديمقراطية واللجوء إلى الشعب كفر، وإعانة للحاكم الظالم على عصيان أوامر الله، موضحًا: «من هذا النقطة بالتحديد تبدأ فكرة التجنيد للعنصر الجديد بإشعاره بالذنب الشديد تجاه أفعالهم السابقة وطريقة حياتهم فى المجتمع الجاهلى والكافر، ويلعبون أحيانًا على وتر شعور الشباب بالظلم والقهر خلف أسوار السجون حتى المحبوس جنائى منهم وليس سياسيا، وبعد إتمام عملية غسيل المخ يتحول الشباب الهادئ لكوارث تمشى على الأرض، كما يستعينون بآراء كل من سيد قطب، منظر جماعة الإخوان، والشيخ السلفى الهارب محمد عبد المقصود». 
 
 
وتابع الشاب: «أكبر دليل على نجاح عمليات غسيل المخ فى أقصر وقت ما حدث فى أحد أيام شهر نوفمبر عندما وقت حالة من الهياج داخل العنبر بعد عودتى من استقبال زيارة، والسبب أن شابا محجوزا حديثًا تم تجنيده بمعرفة أمير الجماعة بعد الجلوس معه لمدة عشرة أيام فقط، وأثناء مناقشته مع أحد الشباب قام بتكفيره فردوا عليه بالشتائم مما دفع أمير الجماعة للقيام بفك قطبان الباب الحديد وسنه على شكل سيف مستخدمًا الحائط وشهره فى وجه المحبوسين مطلقًا عبارات التهديد والوعيد». 
 
 
وأكد: «ظلت الأوضاع على هذا النحو ما بين التكفيريين وباقى التيارات الموجودة حتى صدور العفو عن شباب التيار المدنى، لكن الأيام التى لن تُمحى من الذاكرة تتعلق ببزوغ نجم داعش فى سماء الإرهاب ومبايعة كافة العناصر التكفيرية خلف أسوار السجن للتنظيم سواء التوحيد والجهاد أو أنصار البيت المقدس أو غيرهم». 
 
 
وتابع: «ظهور داعش والإعلان عن دولة الخلافة المزعومة فى عام 2014 تبعه حالة من النشاط فى عملية التجنيد والاستقطاب خلف أسوار السجن، وكان اللعب على وتر إشعار المسجونين بالظلم والقهر كمرحلة أولى ثم يبدأ بإقناعه أن القاضى الذى حكم عليه ليس مسلمًا والحال نفسه بالنسبة لرجال الجيش والشرطة، ويجب محاربتهما، وللأسف تلقى تلك الأفكار رواجًا كبيرًا فى السجن، وتتركز عملية التجنيد فى الغالب على الشباب غير المُسيس، وتحديدًا الشباب غير الإخوانى، ويعتبر أتباع الجماعة الإسلامية والمقتنعين بمبادئ السلفية الجهادية صيد ثمين بالنسبة لهم». 
 
 
ويضيف: «فى النهاية فإن ضغط أبناء التيارات المدنية على إدارة السجن جعلهم يقتنعون فى النهاية بالقيام بوضع أصحاب الفكر المُتشدد فى عنبر منفصل، لكن الحقيقة التى اتفق عليها أغلب شباب التيار المدنى أن اختلاط مثل هذه العناصر مع الآخرين فى سجن تحقيق يُعد كارثة بكل المقاييس، لأنهم يعتبرونها فرصة ذهبية لاستقطاب عناصر جديدة بكل سهولة، بل آمنة لأنهم لا يحتاجون للتخفى فى المساجد أو الزوايا والقيام بالمناورات مع الأمن مثلما يحدث فى الخارج، إنما كل شىء يتم فى السجن بهدوء ودون مضايقات». 
 
الحالة الثانية.. سجين أبو زعبل شاهد على تجنيد 20 شخصًا فى 3 أشهر 
 
لم يختلف الأمر كثيرًا مع «س.ع» الذى قبض عليه فى قضية ذكرى الثورة فى 2015 هو 80 آخرون، وتم ترحيلهم إلى سجن أبو زعبل حيث قضى هناك 3 أشهر حبس احتياطى شهد خلالها طريقة وجود هذه التنظيمات داخل السجون، وما تقوم به لجذب مزيد من المسجونين للانضمام إليها.
 
 
وبشكل عام يوضح «س.ع» موقف التنظيمات الإرهابية داخل السجون، قائلا: «تلك الجماعات لا تتعامل مع السجن على أنه انتقاص من حريتها أو انتقاص من دورها فى الجهاد، بالعكس يعتبرونها مساحة أكبر لاستقطاب المزيد من العناصر»، مضيفًا: «التنظيمات الإرهابية لا تعتبر القبض على أعضائها خسارة، إنما أحيانًا مكسب أفضل من وجودهم خارج السجون، لأن وجودهم داخل السجن يهيئ لهم بيئة صالحة وتجمع بشرى كبيرة مهيأ نفسيًا على كل المستويات للاستقطاب». 
 
الفصل داخل السجون
 
ويضيف «س.ع»: «لا يوجد فصل بالمعنى الحقيقى داخل العنابر ما بين الجنائيين والسياسيين، ومن المفترض وفقًا للائحة السجن أن الفترة الوحيدة المسموح فيها بالاختلاط بين المساجين فى مختلف العنابر، هى فترة التريض والكشف الطبى والزيارات، دون ذلك غير مسموح بالخروج من الزنزانة، ولكن تتم أحيانًا بشكل غير قانونى ويسمح لهم بالخروج إلى أى زنزانة أخرى يرغبون فى دخولها لفترة للتواصل مع الموجودين فيها وبداية اختيار من سيتم استقطابهم». 
 
كيف يبدأ الاستقطاب؟ 
 
ويتابع: «هذه التنظيمات الموجودة داخل السجون تتواصل مع الموجودين خارجها مع وصول كل دفعة جديدة من المساجين فى البداية تكون من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وعرض المساعدة فى توفير محام للترافع فى القضايا أو إرسال أموال لأهل السجين، حتى تتوطد علاقتهم بالشخص المستهدف للاستقطاب»، مضيفًا: «فيما بعد يبدأ الحديث عن الدين والأحاديث التى تثبت أهمية دولة الخلافة، والظلم الذى يتعرض له المواطنون من قبل الدولة، وبالتالى لا يمكن أن يقام العدل إلا بالقضاء تمامًا على هذه الدولة بكل مؤسساتها، وإعلان دولة الخلافة». 
 
 
ويقول «س .ع» : «الجماعات تسعى لاستقطاب من داخل السجون لتنفيذ العمليات الإرهابية داخل المحافظات المختلفة، والانتشار داخلها بعيدًا عن سيناء»، متابعا: العمليات التى تتم فى القاهرة أغلبها ليس عبر قوات تحركت من سيناء حتى العاصمة، وإنما غالبًا أشخاص تم استقطابهم داخل السجون ليكونوا أذرع لهذه الجماعات فى مختلف المحافظات. 
 
مواجهة الفكر بالفكر 
 
على مدار 3 أشهر قضاها «س .ع» داخل السجن، وصل عدد من نجحت هذه الجماعات فى استقطابهم إلى 20 شخصا على الأقل، بعضهم كان من ضمن من قبض عليه فى نفس القضية والبعض الآخر كان من الموجودين فى السجن. 
 
 
لكن التجربة الخاصة بـ«س. ع» كانت مختلفة فقد حاول برفقة زملائه تكوين جبهة مضادة لجبهة الاستقطاب داخل السجن، أطلق عليها «جمهورية 65 طرة»، موضحًا: «قررنا عمل شىء لمواجهة فكرة الاستقطاب وهو عبارة عن شكل وهمى للدولة لمواجهة الاستقطاب، تتمثل فى حكومة مكونة من وزير للصحة، كانت مهمته متابعة الحالات المصابة داخل العنبر، بصفته طالب طب فى الأساس، وكان يتولى التواصل مع إدارة السجن فيما يخص العلاج، الذى تحتاجه الحالات، وأنا كنت وزيرًا العدل لأنى محامى كما كان هناك من يمثل وزير للتموين، ويتولى التعامل مع إدارة السجن فى دخول الأكل ووزير ثقافة دوره توعية السجناء، والوقوف ضد تجمعات التنظيمات الإرهابية فى محاولاتها التأثير على عقول المساجين واستدراجهم باسم الدين».
 
 
وحول نجاح تلك الفكرة قال: «إلى حد كبير كانت جيدة، خاصة أننا حاولنا تقديم المساعدات للسجناء والخدمات حتى لا يحتاجوا لأحد منهم، ولكن بعض زملائنا لم يكن لهم أى توجه سياسى، لكن كان لديهم ميل لأى شخص يتحدث بصيغة «قال الله وقال الرسول»، وهذا ما دفع إلى سهولة استقطابهم، وبعد فترة بدأنا نتعرض لتهديدات مباشرة من هذه الجماعات لإثنائنا عن ما نقوم به داخل السجن».
 
التجمع الأكبر للجماعات فى استقبال طرة 
 
بينما الحالة الثالثة كانت لـ«ن. م» الذى تم ترحيله إلى ثلاثة سجون مختلفة وهى وادى النطرون، أبو زعبل، استقبال طرة، وفقا لما أكده أن وجود هذه الجماعات يختلف ما بين سجن وآخر، قائلًا: «فى بعض السجون أعدادهم ضئيلة مثل وادى النطرون، وأبو زعبل بينما فى سجون تكون الأعداد ضخمة مثل استقبال طرة وتختلف طريقة الاستقطاب باختلاف عددهم وقوتهم»، موضحًا: «فى السجون التى يكون عددهم صغيرا فيها يعملون فى صمت وتقتصر اللقاءات فى فترة التريض واستبدال الكتب، بينما فى استقبال طرة الوضع مختلف، ولهم دور كامل فى بعض العنابر، ونشاطهم أوسع مثل عقد حلقات نقاش أو خطب».
 
 
هل يمكن للدولة القضاء على الاستقطاب داخل السجون بشكل كامل؟ 
 
الحالات السابقة تثير كثيرا من المخاوف حول المستقبل فى ظل الحياة فى مجتمع يُعانى من سوء أوضاع التعليم يسهل توجيه شبابه لحدود التطرف، وتزداد سهولة العملية إذا كان هؤلاء يمرون بأزمة مالية أو اجتماعية أو حتى يقضوا عقوبات خلف أسوار السجن، فالأبواب المغلقة دائمًا ما تحوى خلفها الكثير، وقد يتحول مصطلح التهذيب والإصلاح إلى النقيض، فهذا ما أكدته التجارب عبر العقود، والشهادات الحديثة أيضًا. 
 
 
تجارب استغلال الجماعات التكفيرية للسجون، أمر معروف فى مختلف الدول، وليس فى مصر فقط، آخر التجارب المريرة لاستقطاب عناصر ودمجها ليشكون نواة تنظيم متطرف كان ما حدث مع تنظيم الدولة «داعش» ووفقًا لتأكيد عدد من قياداتها لصحف أجنبية أنه لولا سجن بوكا فى العراق الذى سُجن به أبو بكر البغدادى، خليفة داعش المزعوم فى عام 2004، لما قام لداعش قائمها، وبنفس المنطق بات اجتذاب سواد كبير من العناصر يتم على نفس النهج، والشهادات الواردة من بعض السجون المصرية تؤكد خطورة الوضع إذا لم يتم الانتباه لما هو قادم.. والشروع فى خطوات القضاء على عملية الاستقطاب خلف أسوار السجون؟.
 
 
نبيل نعيم، القيادى الجهادى السابق، يؤمن أن فكرة القضاء على الاستقطاب بشكل كامل داخل السجون صعب تحقيقها، قائلا: «خلال تجربتى داخل السجن عادة ما يتم عزل الجنائيين عن السياسيين، ولكن دائمًا ما يسمح للجنائيين للدخول إلى العنابر للقيام بأعمال خدمية من ضمنها تنظيف العنبر، وفى هذه الحالة يسمح بالاختلاط، بالإضافة إلى الاختلاط أثناء التريض، وفى العيادات أثناء الكشف بما يسمح للجهاديين بالتواصل مع السجناء لمحاولة ضمهم إلى صفوفهم».
 
 
وأشار القيادى بتنظيم الجهاد السابق إلى الاختلاط بين الجنائيين والسياسيين يتم بشكل أوسع فى السجون فى حالة أن يكون عدد السياسيين صغير فيسمح بضم العنابر، وهذا يعد خطأ لأنه يسمح بتسهيل المهمة بشكل أكبر، متابعًا: «الأمر لا يقتصر على السجناء فقط فأحيانا ما يسعى هؤلاء لتجنيد أمناء شرطة أو أفراد من السجن نفسه». 
 
 
بداية الاستقطاب كما يشير نبيل نعيم تتمثل فى الدعوة للصلاة والالتزام، وفيما بعد ينتقل إلى مرحلة التبغيض من الحكومة والدولة ومؤسساتها، لافتًا إلى أنهم يركزون بشكل مبدئى على من يرون فيه التزام دينى إلى حد ما وفترة التجنيد أو غسيل المخ لا تتجاوز شهر بالكثير، مضيفًا أن اتجهيز السجين ليكون عنصرا إرهابيا كاملا لا يتم داخل السجن، فخلف الأسوار يتوقف على مرحلة الاستقطاب فقط، وبعد خروجه يرسلوه إلى الجماعة نفسها، التى تتولى باقى عملية تجنيده لعنصر إرهابى. 
 
القضية من المنظور الأمنى 
 
فيما قال اللواء رشيد بركة، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع مصلحة السجون، إن المتهمين فور دخولهم السجون بشكل عام يتم تقسيمهم إلى جنائى وسياسى، وحتى القضايا السياسية يتم التقسيم فيها إلى خطر وشديد الخطورة، وتلك قواعد متعارف عليها فى السجون، مضيفًا بالنسبة للعناصر التكفيرية فإن فصلهم عن باقى التيارات واجب حتى فى السجن الواحد داخل العنابر كى لا يختلطوا مع الباقين ويحاولون التأثير فى أفكارهم، موضحًا أن هناك سجونًا للعناصر شديدة الخطورة مثل العقرب. 
 
 
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع مصلحة السجون إلى أن الشهادات القائلة بعدم وجود فصل بين العناصر التكفيرية، وباقى التيارات السياسية تحدث فى بعض الأحيان - إن صحت- فهى خطأ، ولا بد من تلافيها مستقبلًا، مستدركًا أنه فى نفس الوقت لا يمكن إغفال الدور الكبير، التى تلعبه المباحث داخل السجن من أجل حفظ الأمن. 
 
 
وأوضح بركة أن العناصر التكفيرية شديدة الخطورة بالتحديد يكون لها معاملة محددة خاصة من قبل المباحث الذين يرصد تحركاتهم والزيارات، التى تأتى لهم من أجل منع العديد من العمليات، التى يمكنهم المساعدة فيها عبر الإرشاد العناصر فى الخارج على مصادر تمويل، أو أماكن تخزين سلاح. 
 
 
وبالنسبة لجزئية تجنيد العناصر الجديدة، أكد الخبير الأمنى أن التكفيريين والجهاديين يلعبون على وتر الفقر كثيرًا، لذا فى كثير من أوقات يقومون بمساعدة العنصر المراد تجنيده ماديًا، ومن هذا النقطة يبدؤون فى تغذيته بالأفكار المسمومة تجاه المجتمع والوطن، لافتًا إلى أن محاربة ذلك الفكر ليس مسؤولية الداخلية فحسب، إنما كل مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمى منه، مستدركًا أن وزارة الأوقاف تنظم ندوات وعظ داخل السجون، متمنيًا تكثيفها من أجل مواجهة تلك الأفكار الهدامة وحماية الشباب من التطرف.
 
 
 

 


print