اشتعلت مجددا الأزمة بين مجمع البحوث الإسلامية وبين أعضاء البرلمان، وذلك بعد إعلان النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، تقدمه بطلب إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، لمطالبته بإزالة أكشاك الفتوى من مترو الأنفاق، والتى تم تدشينها خلال الأسابيع الماضية، واصفا أن وجودها "عبث"، الأمر الذى رفضه مشايخ الأزهر ومجمع البحوث، مؤكدين أن من حق النواب الاعتراض، ولكن عليهم أن يقدموا البديل لذلك.
وقال محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، إنه سيتقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، موجه إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، حول أكشاك الفتوى الموجودة داخل مترو الأنفاق، موضحًا أن وجود هذه الأكشاك يعد عبثًا، وأنه لابد من إزالتها من مترو الأنفاق.
وأضاف وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن وجود هذه الأكشاك وتركها فى المترو يؤكد أن مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، ليس لديه خطة فى تجديد الخطاب الدينى، لافتا أن هذه الفكرة ليس لها أى علاقة بتجديد الخطاب، أو محاربة الأفكار التكفيرية، وهى مجرد أفكار تقليدية بدون وضع خطة حقيقية لمحاربة التطرف فى مصر، مشيرا إلى وجود هذه الأكشاك يؤكد أنه لا توجد رؤية فى المؤسسة لذلك، والعمل يتم بعشوائية.
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن أكشاك الفتاوى التى تشكل اعضاء مجمع البحوث الإسلامية، استطاعت تحقيق العديد من الأهداف، من بينها أنها تفاعلت مع الجماهير بشكل جيد، واستطاعت أن تخاطب عقولهم وأن تبين لهم الدين الصحيح، وأوقفت استغلال السلفيين للمواطنين ونشر الفتاوى الغريبة.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن أكشاك الفتاوى تعرفت على ماذا يهم الناس فى الوقت الحالى، واهتماماتهم، وبحث هذا الأمر خلال إعداد مشروع تجديد الخطاب الدينى فى الفترة المقبلة.
وحول مساعى بعض النواب للمطالبة لإلغاء الأكشاك تحت قبة البرلمان، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه من حق أى شخص أن يعترض على وجود الأكشاك، ولكن عليه أن يقدموا لنا البديل ويعلن كيف يمكن أن نتواصل بشكل مباشر مع المواطنين لتصحيح مفاهيم الدين المغلوطة والرد على شبهات الفتاوى، ومنع سيطرة السلفيين على الشارع، موضحا أن الاكتفاء بالمطالبة بوقف الأكشاك، هو أمر يضر بمشروع تجديد الخطاب الدينى.
وفى السياق ذاته قال الدكتور محمد عبد العاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، أن من يدعون من داخل البرلمان لإلغاء أكشاك الفتاوى فى المترو هم يحاربون تجديد الفتاوى، ويريدون أن ينحصر الدعوة فى المسجد فقط، موضحا أن الأكشاك نقلت الدعوة بدلا من أن يذهب المواطن إلى الشيخ، أن يذهب الشيخ إلى المواطن ويعلمه الدين الإسلامى الصحيح.
وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقليوبية، لـ"برلمانى"، أن من يدعون لإلغاء أكشاك الفتاوى، لا يقدمون بديل، وفكرة الفتاوى كانت فكرة أزهرية ومحاولة لمنع نشر الدين المتطرف ولجوء المواطنين للمشايخ التى ليس لديها علم بالدين وتصدر فتاوى شاذة، وهو جزء من تجديد الخطاب الدينى.
وأوضح، أن الأكشاك حققت جزءا كبيرا من هدفها وهو نشر الدين الصحيح ومخاطبة عقول المواطنين بطريقة بسيطة، حيث وجدت إقبال كثيف عليها وبالتالى لا يوجد مبرر للهجوم عليها، أو المطالبة بإلغائها.