اتفق موقع "ناشونال إنترست" الأمريكى، مع موقف الدول العربية الضاغط على قطر لإنهاء دعمها للتنظيمات الإرهابية مثل والإخوان، مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة فى ضغوطها على دول أخرى لوقف دعمها لـ"داعش" والقاعدة.
وفى تقرير كتبه نواف عبيد، الباحث بمركز "بيلفر" للعلوم والشئون الدولية بكلية "هارفارد كيندى"؛ قال إن قطر تلعب لعبة خطيرة ذات وجهين، ففى حين يدعم القطريون مساعى الإخوان للوصول إلى السلطة من خلال ادعاء الإيمان بـ"الديمقراطية" والحديث عن أن الديمقراطية هى مستقبل العالم العربى؛ فإنها لم تفعل شيئًا لتعزيز تلك الديمقراطية فى قطر نفسها.
وأشار "عبيد" إلى أن الدول العربية الرافضة لدعم الدوحة للإرهاب ترى أن القطريين يحاولون أن يكسبوا نفوذًا فى العالم العربى، من خلال كسب دعم الإخوان للسيطرة على الحكومات فى المنطقة.
وقال التقرير إن على الرغم من المطالب العديدة التى طرحها الرباعى العربى من قطر؛ فإن هناك قضية رئيسية تظل قائمة وتتعلق بدعم قطر للإخوان، فالسعودية والإمارات ومصر والبحرين تعرف ما أثبتته تجارب العديد من الحكومات التى تمثل الإسلام السياسى، وهى أن الإخوان حركة معارضة لا تمثل شكل مستديم من الحكم، ولا تقدم برامج سياسية أو اجتماعية، وبعض أعضائها على صلة بالعنف السياسى والإرهاب.
وأوضح التقرير أن الأزمة الحالية لها سياق جيوسياسى وتاريخى، فقطر الصغيرة التى لا يتجاوز عدد سكانها 2.5 مليون نسمها، منهم 10% فقط يحملون جنسيتها، طالما شعرت بتبعيتها للدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية، وتجد أسرتها الحاكمة "آل ثانى" جذروها فى رجل الدين السلفى محمد بن عبد الوهاب، الذى تحالف مع العائلة المالكة فى السعودية لتأسيس المملكة.
وفى ظل رغبة قطر فى أن يكون لها نفوذًا ضخمًا، أوت الدوحة قيادات الإخوان، ودعمت محاولاتهم للاستيلاء على السلطة فى عدد من الدول العربية، فأمير قطر تميم ووالده حمد مقربين للغاية من الداعية الإخوانى يوسف القرضاوى.
وأكد التقرير أن الإخوان أثبتوا فى كل الدول العربية أنهم غير قادرين على العمل بشكل ناجح وبشكل سلمى داخل النظم السياسية القائمة، وكان هذا بسبب 3 عوامل: الأول أن تأكيدها أهمية الأيديولوجية الدينية عن الاقتصاد التنموى الذى نفر الشعوب العربية التى فضلت الحكم العلمانى، والثانى عدم قدرتها على السيطرة على فروعها مما خلق تصورًا بأن الصراعات الداخلية تسودها بشكل لا يجعلها قادرة على الحكم بشكل متسق ومتماسك، والثالث أنها لم تتمكن من القضاء على الشكوك المتعلقة بصلتها بالعنف المباشر.
وفى مصر، قال الموقع إن خلال الفترة القصيرة التى قضاها الإخوان فى الحكم؛ أثبت التنظيم أنه غير كفء.
وأوضح التقرير أن الإخوان فشلوا على مدار ما يقرب من قرن فى تقديم شكل حكم قابل للحياة، وهو ما يؤكد ضرورة أن تنهى قطر دعمها الطويل والممتد للتنظيم، فمثلما تملك الولايات المتحدة الحق فى مطالبة دول بالتوقف عن دعم "داعش" والقاعدة، فإن الدول العربية محقة فى الضغط على قطر لإنهاء دعمها للإخوان، فالجماعة ليس لديها فقط سجل من العنف، لكن محاولاتها لتقديم نفسها كحزب سياسى قابل للاستمرار تتناقض مع سنوات فشلها مدنيًا وهدفها المعلن للإطاحة بكل الحكومات العربية التى لا تدعم رؤيتها.