تحظى منظومة الصحة باهتمام بالغ من قبل نواب البرلمان، وذلك لأنها تتعلق مصير شريحة كبيرة من المجتمع المصرى، ولهذا شن عدد من أعضاء البرلمان هجوما على وزير الصحة، بسبب تدنى الخدمة الصحية المقدمة فى الوحدات الصحية، بل وصل الحد إلى أن العديد من هذه الوحدات عبارة عن هيكل خرسانى فقط، مطالبين بشن حملات تفتيش عليها ومحاسبة المتهاونين، ووضع خطة للنهوض بها وتطويرها على مستوى الجمهورية.
وفى هذا الإطار، تقدم النائب علي عبد الواحد، بطلب إحاطة لوزير الصحة، بخصوص الإهمال الموجود في الوحدات الصحية بدمنهور، بمحافظة البحيرة، قائلا: الأوضاع فى الوحدات الصحية بدمنهور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم والوزارة في غفلة عن ذلك.
وتساءل عبد الواحد، فى تصريح لـ"برلمانى"، أين دور الجهات الرقابية ولماذا لا تقوم بدورها في الرقابة على هذه الأماكن؟، ولماذا لا تقوم وزارة الصحة بعمل تفتيش دورى على هذه الوحدات؟ ولماذا لا تقوم هيئة الرقابة الإدارية بشن حملات تفتيشية على الوحدات الصحية التى تكلف انشاؤها ملايين الجنيهات ولا تقدم خدمة للمواطنين؟.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن الوحدات الصحية تعانى من عدم وجود أطباء وعدم النظافة العامة حيث يوجد العديد من الوحدات تحاصرها أكوام القمامة من جميع الجهات، بالإضافة إلى تدنى الخدمات الطبية المتوفرة وعدم وجود أدوية ومستلزمات طبية، حيث يوجد فى بعض الوحدات حيوانات "حمير وكلاب" داخلها، وبذلك فإن هذه الوحدات لا ترقى لآن تقدم خدمة صحية جيدة، مطالبا الوزارة بعمل خطة للوقوف على مدى الإهمال الموجود بها ووضع خطة شاملة لتطويرها ولتحسين مستوى الخدمة.
وفى نفس السياق تقدم النائب ممتاز الدسوقى، بطلب إحاطة لوزير الصحة أيضا بخصوص الإهمال الموجود في الوحدات الصحية بأسيوط، مشيراً إلى أن كارثة "وجود بطاطس وكوسة وفلفل" داخل ثلاجة الأمصال بالوحدة الصحية في قرية نجع سبع، ليست الكارثة الأولى فى سجل الوحدات الصحية في أسيوط بل هناك كوارث أخرى كثيرة لا أحد يلتفت إليها.
وأوضح الدسوقى، أن هذه الوحدات التى من المفترض أن تكون مستشفيات مصغرة تقدم خدمة جيدة للمواطنين، ما هي إلا مستشفيات مع إيقاف التنفيذ، حيث تفتقر توفير الأمصال والتطعيمات، كما أنه لا يوجد اهتمام بالنظافة وتعقيم الأدوات المستخدمة للمرضى حفاظا علي صحة المواطنين، بالإضافة إلى غياب العاملين بالوحدات الصحية دون إذن ودون اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم.
وطالب عضو مجلس النواب، وزارة الصحة بعمل حملات تفتيشية على كل الوحدات الصحية الموجودة بمراكز وقرى محافظة أسيوط لوقف أى إهمال حفاظاً على صحة المواطنين المصريين .
وبالنسبة لمحافظة القليوبية، اشتكى النائب حاتم عبد الحميد، من إغلاق عدد من الوحدات الصحية فى وضح النهار، بالإضافة إلى عدم وجود أطباء بالعديد من الوحدات، كما تعانى من نقص تام لجميع المستلزمات والخدمات الأولية الطبية، وبالتالى فهى مجرد مكان فقط لا يقدم أدنى إسعافات للمواطنين فى حالات الخطر.
وأوضح عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن تدنى مستوى الخدمة فى الوحدات الصحية انعكس على المواطنين بشكل عام، حيث أصبح الجميع يتوجهون للمستشفيات الخاصة أو للقرى المجاورة للحصول على أدنى نصيب من الرعاية الطبية وفى جميع الأحوال يعانى المريض ويصبح فريسة للقطاع الخاص.
وأشار عضو مجلس النواب بمحافظة القناطر، إلى أن المستشفى العام بالمحافظة غير مؤهل لتقديم الخدمة الصحية للمواطنين أيضا، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد اهتمام بالوحدات الصحية، متابعا: "الوزير وعد بزيارة القناطر من عام ولسه ما جاش..بس احنا منتطرينه".
ومن جانبه انتقد النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب بمحافظة المنيا، الأوضاع الصحية فى الوحدات بالمحافظة، وإنها أصبحت مبانى خاوية وبعضها مغلق بالجنازير.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن العديد من الوحدات الصحية بمحافظة المنيا بشكل عام وبمركز ملوى بشكل خاص عبارة عن هيكل إدراى فقط وتعانى من عدم وجود أطباء أو حتى تركهم للعمل فى الثالثة عصرا، وتظل الوحدة الصحية طوال اليوم بلا طبيب ولا يوجد بها سوى عامل واحد فقط، وهذا الأمر يؤكد أن المنظومة الصحية تحتاج إلى إعادة دراسة وهيكلة بالكامل وليس على صعيد الوحدات الصحية فقط.