وفى محافظة أسيوط بعد أن وصل سعر جرام الذهب إلى ٦٥٠ جنيها وكان ذلك سببا فى تأخر الزواج وعدم الإقبال عليه، خاصة وأن محافظة أسيوط تتمسك بعادات وتقاليد عديدة أهمها شبكة العروس والتى لا تقل عن ١٥٠ جراما، إلا أن هناك فتيات فضلن شراء الشبكة بالكامل من الفضة أو تكملة جرامات الذهب المتفق عليها بين أهل العروسان من الفضة وتوفير المبلغ المدفوع لقضاء أمر آخر للعمل على تسهيل إجراءات الزواج.
مروة عروس من مركز القوصية قالت: "اشترط والدى على خطيبى أن يقدم لى شبكة ١٥٠ جراما من الذهب إضافة إلى تجهيزات الشقة، بدأنا فى الخطوبة بدبلة وخاتم على أن يؤجل باقى الذهب حتى كتب الكتاب وبالفعل قبل كتب الكتاب اتفقت مع خطيبى على شراء ٤٠ جراما فقط إضافة إلى ١٠ جرامات تم شراؤها قبل الخطوبة ليصبح اجمالى المبلغ الذى اشترينا به جرامات الذهب ٣٥ ألف جنيه وهو مبلغ غير قليل نظرا لظروف خطيبى الذى لا يزال فى مقتبل حياته وتحدثت إلى أبى عن فكرتى فى شراء باقى الشبكة فضة.
وتكمل: فى البداية اعترض والدى وأكد لى أن الذهب ضمان لحقى فى الزواج ولكنى أقنعته أن الذهب هو مجرد مظاهر أمام الناس وفِى النهاية الأمر يخصنى أنا وزوجى فقط واستجاب والدى بعد محاولات كثيرة لإقناعه وبالفعل ذهبت إلى محلات الفضة وانتقيت ١٠٠ جرام من الفضة من أشيك وأرقى الأشكال بل إنها تفوقت على الذهب فى الشياكة والأناقة وكان إجمالى المبلغ الذى اشتريت به الفضة لتكملة الشبكة ٥٠٠٠ جنيه فى حين أن ذلك المبلغ كان سيتحول إلى ٧٠ ألف جنيه فى حالة شراء الذهب .
وأكدت أن الفارق بين الذهب والفضة ٦٥ ألف جنيه استطعنا من خلالها شراء حجرة النوم والصالون وبعض الأغراض المهمة لتجهيز الشقة وتم تحديد موعد الزفاف فى اقرب وقت فى حين كان يمكن الانتظار لعام أخر فى حالة شراء الـ١٥٠ جرام ذهب إضافة إلى تجهيزات الشقة .
وقالت "نورهان" متزوجة منذ ٣ أشهر كنت على اقتناع شديد أن تكون الشبكة فضة خاصة بعد أن وصل سعر جرام الذهب إلى ٧٠٠ جنيه بالمصنعية، كما أن الفضة اختلفت الآن عن الماضى فكانت قديما عبارة عن شكل واحد وليست بها أشكال ولكن بعد ظهور الفضة الإيطالى والسويسرى أصبحت أشكالها أرقى من الذهب.
وأضافت كنت صاحبة الاقتراح على زوجى بشراء شبكتى بالكامل من الفضة وبالفعل اشتريت ٢٠٠ جرام فضة كانوا وقتها بحوالى ٨٠٠٠ جنيه، وكنت سعيدة جدا بذلك وأقنعت الجميع أن الشبكة من الذهب الأبيض.
وقالت إيناس طالبة بكلية الآداب بجامعة أسيوط: إن الفضة لها شكل خاطف للبصر خاصة وأن التشكيلات التى ظهرت منها فى السنوات الأخيرة تشبه الذهب الأبيض والألماس كما أن الفضة عملية فى لبسها وغير ملفتة مثل الذهب وغير مشجعة على السرقة فتستطيع الفتاة ارتداءها أثناء الدراسة أو العمل بكل أريحية وأمان بالإضافة إلى أنها فى الفترة الأخيرة ساعدت على إتمام الزيجات المتوقفة على الشبكة فسعرها فى متناول اليد ويمكن للعروس شراء أكثر من ٢٠٠ جرام بمبلغ قليل جدا وفِى الفترة الأخيرة ظهرت منها أشكال كثيرة مطعمة بمعادن اخرى مثل التيتانيوم والتنجستين جعلها تتميز بأشكال راقية.
وقال محمد بدير طاهر صاحب محل فضة بأسيوط، إن سعر جرام الفضة يبدأ من ٢٥ جنيها حتى ٦٠ جنيها، كما أن زبون الفضة مختلف تماما عن زبون الذهب فمعدن الذهب يفضله ناس بينما يفضّل الفضة آخرون، مضيفا من حيث التشكيل فمعدن الفضة من أكثر المعادن القابلة للسحب والطرق وهو ما ساعد فى استخراج أشكال لا مثيل لها فى الروعة والرقى أكثر بكثير من الذهب كما أن هناك عدة ألوان منها كدرجات الأصفر والتى تشبه الذهب إلى حد كبير بالإضافة إلى أن الألوان ثابتة ولا تتغير ويمكن طلائها بنفس اللون أو تغيره .
وأوضح طاهر أن فى الفترة الأخيرة وبعد ارتفاع سعر الذهب بدأ يتزايد الإقبال على طلب الفضة فى الشبكة فبشكل شبه يومى تأخذ العرائس عدد من الجرامات المختلفة لاستكمال شبكتها فى شكل انسايلات وخواتم وغوايش وأساور وتوينزات كما أن الفضة بأشكالها الجديدة وبرانداتها المختلفة تميل إلى الشبه مع الذهب الأبيض بالإضافة إلى أنه ليست جميع الفضة رخيصة كما يشاع فهناك الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة المختلفة والتى يتعدى سعر القطعة الواحدة منها آلاف الجنيهات وهناك ايضا من يفضّل شرائها لعشقه لتلك المقتنيات، ومن جهة أخرى رفضت بعض الفتيات ذلك الأمر واعتبروه إهدارا لحق الفتاه فى مهرها وهدية الزوج لها .
وقالت منال على إحدى الفتيات بمركز الفتح، لا أوافق على الإطلاق على هذا الامر وشراء شبكة من الفضة يجعلنى رخيصة فى عين زوجى، كما أن العرف السائد والمتعارف عليه منذ مئات السنين هو شراء شبكة من الذهب فما اعلى وليست الاقل.
وأضافت أميرة فوزى أن "غلاوة الزوجة فى اللى ادفع فيها والفضة رخيصة" واذا ما شعر الزوج انه لم يتكبد مبلغا من المال فى زواجه فسيهدر حقها بعد الزواج فى كل شيء فقيمتها دائما تكمن فيما تكبده من اجل زواجه منها وكلما دفع اكثر من اجل الارتباط بها كلما تمسك بها اكثر اما الفضة فهى رخيصة مقارنة بسعر الذهب فكيف أوافق على ارتداء شبكة ب ٥ الاف جنيه فى الوقت الذى يمكن أن أرتديها بأكثر من ٥٠ الف جنيه وهى حقى فى الزواج فكيف أتنازل عن حق من حقوقى الشرعية فاقل ما يمكن أن يفعله الزوج هو أن يثاقلها بالذهب وليس بالفضة .
وفِى نفس السياق طالب أحمد عمار بتنفيذ تلك الفكرة وتعميمها عن طريق مبادرة يتبناها الشباب والفتيات تحت عنوان " لو الشبكة فضة كله هايتجوز" فارتفاع سعر الذهب بالاضافة لغلاء الاسعار وقف حائلا امام زواج الشباب والفتيات وبذلك هدم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بحصن الشاب بالزواج اذا استطاع الباءة اى تكاليف الزواج ونادى عمار بان تصبح الشبكة مجرد شكليات وان تعتبر الفتيات أن جرام الذهب ثمنه ٥٠ جنيها الان مثلما كان منذ ١٢ عام وتستبدله بالفضة وبذلك ستقل وتنتهى نسبة العنوسة وتقل مشاكل التحرش والاعتداءات الجنسية والمشاكل الاجتماعية البشعة التى أصبحنا نعيش فيها الان لتدبير ثمن ١٠٠ جرام من الذهب واستبدالهم بالفضة سيساعد على تجهيزات الشقة والعفش وإتمام الزواج .