· المصابون: شعرنا بزلزال والعربة الأخيرة لم ينجُ منها أحد
· الأهالى منعوا كارثة انفجار الديزل فور وقوع الحادث
شهدت محافظة الإسكندرية حادثا مأساويا راح ضحيته حوالى 41 وإصابة 172 مواطنا، تصادم قطارين لحظة لم يتوقعها ركاب القطارين ولكنهم شاهدوها قبل وصولهم للمحطة النهائية بمنطقة عزبة الشيخ الصغرى بخورشيد بالإسكندرية، وتحديداً بعد صلاة الجمعة فى الساعة الواحدة والنصف ظهراً يتجمع الأهالى فى تلك الفترة أمام المنازل ليجلسوا ويتسامروا، وفى لحظة سمعوا انفجار ضخم اهتزت له الأرض وصراخ وفرار مواطنين من شباك القطار، أسرعوا إليهم لتقديم الإسعافات الأولية، انتقل "برلمانى" لرصد الحادث ومعرفة أسباب وقوعه.
بطولات أهالى عزبة الشيخ
قال رمضان على، أحد شهود العيان، إنه فور تصادم القطار وسماع دوى انفجار كبير أسرعوا إلى طريق السكة الحديد لينقذوا الأهالى فوجئوا بانفجار ديزل القطار الذى اصطدم فيه فأسرعوا بتغطيته بالماء وقاموا بإنزال جميع الحمولة إلى الأراضى الزراعية حتى يتم التخلص منها تماماً لعدم انفجار القطار.
وأكد أنه إذا كان انفجر القطار لكان توفى جميع المواطنين بالقطارين الذى يصل عددهم إلى 2000 شخص، بالإضافة إلى تضرر المنطقة السكنية المجاورة التى تبعد أمتار قليلة عن طريق السكة الحديد.
بينما قال إبراهيم إمبابى، أحد الأهالى، إنهم عندما شاهدوا تصادم القطارين فأسرعوا إليهم بالإسعافات الأولية وزجاجات المياه ومحاولة إخراج الجثث التى كانت فى العربة الأولى من القطار القادم من دمنهور والعربة الأخيرة من قطاع بورسعيد المتعطل.
وأضاف أن المشاهد مأساوية وكانت أصعبها هو عدم تمكنهم من إخراج فتاة لا تتجاوز 12 عاماً بسبب أن قدميها معلقه تحت العربة المتصادمة ومحايلات الأب وانهياره لإنقاذ ابنته وفور وصول الإسعاف طالبهم بقطع قدميها لإنقاذها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وقال أحمد يوسف، 30 عاما وأحد سكان عزبة الشيخ، أن لحسن حظ الركاب أن الحادث وقع بجانب منطقة سكنية لأن انقاذ المصابين تحت عجلات القطار كان بسبب الأهالى.
واستاء من قيام قوات الأمن من منع المواطنين من دخول الكردون الأمنى واستكمال المساعدات بسبب وجود جثث ومصابين أسفل عجلات القطار كان من الممكن إنقاذهم فى تلك اللحظة كما أن تأخر الإسعاف ساعة ونصف بعد وقوع الحادث تسبب فى وفاة عدد كبير من الركاب المصابين.
شهود عيان بالقطار
ويقول رمضان خليفة، من محافظة القليوبية أحد شهود العيان الذى كان متواجدا بالقطار، إن القطار كان يسير بشكل طبيعى ولكن فجأة اصطدم بقطار أمامه مما سبب قوة ارتداد أثرت على أول 3 عربات خلفية للقطار.
وأضاف أنه لحسن حظه أنه كان فى العربات الخلفية التى لم تشعر بصدمة القطار بشكل كبير، قائلا: "شفت الناس بتجرى من الأبواب والشبابيك خايفة القطار ينفجر وأنا جريت من خوفى مكناش عارفين نعمل إيه وأصعب مشهد شفته لما رحت اساعد اخواتى المصابين لاقيت سيدة حامل بطنها انفجرت وأحشاؤها كانت بالخارج وتوفيت فى الحال".
بينما قال حسن رياض، 18 سنة، أحد ركاب القطار، إنه شعر بصدمة قوية اتبعها صراخ الركاب شعروا بالرعب لحظات لا يمكن أن ينساها وكأن ملك الموت ينادى على الجميع دون استثناء ويلبون النداء فى صمت.
وأضاف أن معظم الجثث التى قام بانتشالها أطفال عمرهم لا يتجاوز الـ10 سنوات، وشباب فى عمر الزهور فى بداية حياتهم معظمهم يسافرون للحصول على قوت يومهم.
وكانت المفاجأة لأحد شهود عيان القطار القادم من بورسعيد هو إعطال القطار، وتوقفه أكثر من مرة على الطريق وعندما سألوا الركاب عن السبب أكدا أنه عطل وجارى إصلاحه حتى وقف بالقرب من الإسكندرية واصطدم به القطار من الخلف.
وأضاف شاهد العيان أن القطار حالته كانت سيئة وغير قادر على السفر نهائياً والكراسى كانت غير مجهزة يستقله المواطنين يومياً ولكن بدون رقابة من هيئة السكة الحديد حتى حدثت المأساة.
مأساة أم تبحث عن أطفالها لتجدهم أشلاء
أم تصرخ وتبحث عن أبنائها وسط أشلاء الركاب وهى مغطاة بالدم لشدة إصابتها، وهى كلمات وصفتها نجيه عطا، أحد سكان عزبة الشيخ بخورشيد أن أصعب مشهد شاهدته هو اثناء محاولة انقاذ الركاب شاهدت أم تبكى وتصرخ وتبحث عن أبناءها لتجدهم جثث وأشلاء وسط حطام القطار.
وأضافت أن الأم دخلت فى حالة إغماء وتم نقلها إلى سيارة الإسعاف فور وصولها ونقل جثث أبناءها إلى المشرحة.
برلمانى انتقل إلى المصابين للاطمئنان عليهم، والاستماع إلى حقيقة ما حدث فى الحادث
يقول محسن زكى محمد عثمان:" كنت قادم فى القطار من الزقازيق إلى الإسكندرية، وفجأة وقع الحادث ولم أشعر بنفسى، وشفت حاجة ضلمة نزلت على دماغى وعندما استعدت الوعى وجدت الأهالى يحاولون إخراجى من داخل القطار وأصبت بإصابات بالغة فى جميع أنحاء الجسم، وبدور على ابنى محمد رجاء طمنونى عليه".
فيما يقول حامد محمد حامد قادم من الزقازيق فى الطريق إلى الاسكندرية: "كنت مع أسرتى متجهة إلى محافظة الاسكندرية، وفوجئنا بصدمة كبيرة جدا وكأنه زلزال وكانت المفاجأة للجميع أن القطار اصطدم بقطار آخر، وقد قام الأهالى بمساعدتى وإخراجى من القطار وجميع المصابين وأنا حالتى أفضل من ناس كتير، رأيت جثث كثيرة فى موقع الحادث والحمد لله أصبت بجرح قطعى فى الرأس وكدمات بأنحاء متفرقة بالجسم.
ويقول أبو بكر على أحمد راكب من محطة السنطة محافظة الغربية: كان يوجد قطار راكن لا نعلم عطلان أم لا، وفوجئنا بالصدمة بين القطارين فى الجزء الخلفى، وكانت الاصابات مروعة، قليل ممن نجا فى العربيتين اللتان كانتا فى مؤخرة القطار، وأنا كنت فى العربات الأمامية فكانت الاصابات أهون ما بين كسر وكدمات.
من جانبه أكد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية على أنه فور وقوع الحادث توجه برفقة اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية، واللواء شريف عبد الحميد مدير المباحث الجنائية، واللواء نائل رشاد الحكمدار، واللواء هشام شادى السكرتير العام المساعد للمحافظة، وجميع القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة، وذلك للوقوف على تبعيات الموقف على الطبيعة.
وشدد المحافظ على كافة الجهات المعنية التواجد بمكان الحادث لمتابعة الموقف والتعامل معه لحظيا، مؤكدا على رفع حالة الطوارئ بجميع مستشفيات ومرافق المحافظة، كما شدد على جميع الجهات بضبط النفس وتقديم كل الدعم لأهالى الضحايا، وأوجه الرعايا الطبية للمصابين.