تشهد محافظة بورسعيد أزمة على خلفية تطوير حديقة الأميرة فريال التى شهدت حفل افتتاح قناة السويس الأولى، بطل هذه الأزمة النائبة رانيا السادات عضو مجلس النواب، التى تتهم المحافظ اللواء عادل الغضبان، بتدمير وهدم الحديقة لإقامة مشروع استثمارى سياحى، فيما يؤكد المحافظ أن ما يتم هو تطوير للحديقة وليس هدم.
تفاصيل الأزمة بدأت عندما أعلنت النائبة المستقلة رانيا السادات، عضو مجلس النواب، عن إرسالها 4 طلبات إحاطة موجهة إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الآثار والسياحة والتنمية المحلية؛ بشأن نية لهدم حديقة فريال بالمحافظة لإنشاء مشروع استثمارى وجراج سيارات فى تلك المساحة تحت اسم تطوير المنطقة "على حد قولها"، هذا وقد صرح المحافظ بإعادة التراث لهذه الحديقة العريقة التى شهدت احتفال قناة السويس عام 1869 مع تطويرها.
وقالت "السادات"، إنها قد أرسلت 4 طلبات إحاطة من خلال مجلس النواب موجهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزراء الآثار والسياحة والتنمية المحلية، بالإضافة إلى إرسال مذكرة شارحه للمهندس شريف إسماعيل بشأن ما عقده اللواء أركان حرب عادل الغضبان، محافظ بورسعيد من نية لهدم حديقة فريال بالمحافظة لإنشاء مشروع استثمارى وجراج سيارات فى تلك المساحة تحت اسم "تطوير المنطقة" .
وطالبت النائبة المستقلة، بوقف أية إجراءات طرح أو بيع أو تخصيص أو مزايدة من شأنها المساس بتلك المنطقة الأثرية والتاريخ المصرى والبورسعيدي، بل دعم تطوير المنطقة والحديقة، وتخصيص مبلغ مالى من ميزانية المحافظة المخصصة لتطوير الحدائق بالشكل الذى يليق بتلك المنطقة والحديقة الأثرية وما يتواءم مع حجم القيمة التاريخية لها وفتحها للجمهور بشكل متميز دون المساس بأى أثر تاريخى بتلك المنطقة .
ومن جانب آخر رفع المحامى هانى الجبالي، دعوى قضائية ضد المحافظ، مؤكدا إنه تم اليوم قيد الطعن الخاص بدعوى إلغاء قرار محافظ بورسعيد الصادر بشأن تدمير حديقة فريال التاريخية، وبالشق العاجل لإيقاف التنفيذ تحت رقم 5185 لسنة 5 ق قضاء إدارى مجلس الدولة ببورسعيد "على حد قوله".
وأضاف "الجبالى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه من المرجح تحديد جلسة فى الشهر الجارى لاسيما يوم 21، لنظر الطعن على وجه عاجل لخطورة تنفيذ القرار على هذا الأثر التاريخى والجمالى الفريد .
وجاءت الدعوى القضائية ضد كل من: رئيس مجلس الوزراء بصفته، ووزراء الثقافة، السياحة، الآثار، الزراعة بصفتهم، محافظ بورسعيد، والسكرتير العام لمحافظة بورسعيد بصفتهما.
وأوضح فيها، أن حديقة فريـال، تعد أثراً تاريخياً مهماً وفريداً فى عمر مدينة بورسعيد منذ نشأتها بالتزامن مع افتتاح قناة السويس فى 16/11/1869 فهى من الآثار الراسخة الواضحة التى ألزم الدستور الدولة بحمايتها ورعاية مناطقها؛ بل واعتبر الاعتداء عليها جريمة متكاملة لا تسقط بالتقادم من فرط خطورتها وفداحة آثارها على النحو المقرر بنص المادة ( 49 ) .
وفى هذا الصدد، أفاد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، أنه سيتم إنشاء جراجين تحت الأرض الأول موازى لشارع البازار والآخر موازى لشارع الجيش بتكلفة 70 مليون جنيه، بالإضافة إلى أن الحديقة ستتحول لمزار سياحى بخلفيتها التاريخية؛ حيث أن هذه المنطقة شهدت حفل افتتاح قناة السويس.
وأكد "الغضبان" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه سيتم افتتاح الحديقة بعد تطويرها يونيو القادم بالصوت والضوء، وسيتم إنشاء "بازار" سياحى للأكشاك الموجودة على سور الحديقة حالياً بشكل يليق مع عملية التطوير؛ وذلك دون المساس بالطابع التاريخى للحديقة .
ولفت إلى أن التطوير سوف يحافظ على الشكل الأثرى والتاريخى للحديقة، وجعل المنطقة واحدة من المناطق ذات الجذب السياحي، كما يأتى ذلك استمرارية لخطة محافظة بورسعيد فى تطوير الحدائق والتى بدأت بحديقة السلام ثم التحرير وحاليا العمل فى حديقة سعد زغلول .
يذكر أنه كانت قد أعلنت الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد، عن تطوير حديقة فريال لجعلها مزار سياحى وإنشاء جراج ومسجد على أعلى مستوى، جاء ذلك خلال جولة تفقدية للمحافظ والسكرتير العام للحديقة والمنطقة المحيطة بها .