تناقض شديد ولعب على الحبال، يعيشه يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، ففى الوقت الذى يدعم فيه بكل قوة جماعة الإخوان، ويحرض شبابها على العنف، ويتخذ من اتحاده منبرا لدعم التنظيم وحلفاءه، يخرج القرضاوى ليزعم أنه لا ينتمى للتنظيم ويحاول القفز من سفينته الغارقة، وهو ما فسره إسلاميون بمحاولة للمناورة بعد أن تم وضعه ضمن قائمة الـ 59 إرهابيا التى أعدتها الـ 4 دول عربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر.
وفى محاولة متأخرة للقفز من مركب جماعة الإخوان المسلمين، بث شيخ الإرهاب يوسف القرضاوى، تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، أكد خلالها عدم انتسابه لأى تصنيف، زاعمًا أنه لا ينتسب إلا للإسلام.
وكتب القرضاوى، فى تغريدته: أنا لا أنتسب لأحد إلا للإسلام وحده.. إلى القرآن والسنة وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العلمين".
القرضاوى تناسى تصريحاته التى تؤكد أنه ما زال متعلقا بالإخوان، بل إن الجماعة استعانت به مؤخرا للتدخل لحل أزمتها الداخلية التى نشبت بين جبهتى محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان وجبهة شباب التنظيم، إلا أن تدخله فشل واستمرت أزمة الجماعة، كما أنه شارك بقوة فى تمويل ودعم التنظيم وهو ما تكشف خلال الأزمة القطرية.
وتعليقا على تصريحات يوسف القرضاوى، قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن يوسف القرضاوى شخصية محيرة ولكن هذه التدوينة هامة لأنها تحمل رسالة، فهو يحاول التنصل من جماعة الإخوان.
وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية فى تصريح لـ"برلمانى": "ربما بالفعل يقفز القرضاوى من سفينة الإخوان، مما يدل على إنها شارفت على الغرق، خصوصا بعد كمية الانشقاقات و الخلافات الداخلية للجماعة، أو ربما تنبه أنه نما إلى علمه وجود تحول كبير فى سياسات و استراتيجيات الجماعة".
وأوضح مؤسس الجبهة الوسطية، أن الرسالة الأهم فى تصريحات يوسف القرضاوى، أنه ربما يكون هناك ضغوط داخلية على القرضاوى ليعلن مثل هذا الكلام لأن هناك ضغوط دولية بالفعل على دولة قطر لوقف دعمها للإرهاب، ومن أحد أهم أسباب هذه الضغوط هو تواجد يوسف القرضاوى نفسه وتصريحات من داخل قطر، وتواجد عناصر الإخوان أيضا داخل قطر.
من جانبه فتح الداعية السلفى، سامح عبد الحميد، النار على يوسف القرضاوى، مشيرا إلى أن تصريحاته التى يحاول فيها القفز من سفينة الإخوان، لها أبعاد أخرى مثل التخفيف من حِدة الانتقادات الدولية لقطر بسبب إيوائها لعناصر جماعة إرهابية محظورة ، فتنصُّل القرضاوى من انتمائه لجماعة الإخوان حتى يكون فردًا عاديًّا وليس إخوانيًّا.
وأضاف الداعية السلفى، أن المقاطعة العربية لا تحتملها قطر، وهناك حِراك داخلى يُؤكد حالة الغليان التى يُعانيها الشعب القطرى بسبب التضييق عليه فى السفر والطعام وغيره ، ومن المنتظر أن تُغادر شخصيات إخوانية قطر إلى تركيا حتى يهدأ الشارع القطرى وتهدأ الانتقادات الخارجية.