وضمت كتب الجماعة المحظورة مؤلفات الشيخ سيد عسكر، عضو مكتب الإرشاد؛ والنائب الأسبق بمجلس الشعب 2005، ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة وقتها، التى ضمت 88 عضوًا من بينهم 10 نواب عن محافظة الغربية وحدها.
كما ضمت الكتب المعروضة مؤلفات يوسف القرضاوى، وسعيد حوى، والكتور حلمى محمد القاعود، ومحمد على الصلابى، وأحمد القطان.
وكان أبرز الملاحظات فى معرض الكتاب التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة الاحتفاء بكتب سعيد حوى حيث تم عرض أخطر كتبه وهو جند الله تنظيما، والذى يتناول فيه الطرق التى يجب اتباعها تنظيميا للوصول إلى الحكم ويعد أحد سلاسل كتب حوى التى عنونها بـ"جند الله"، وذلك فى جناح دار نشر ابن خلدون.
ويعد "حوى" أشهر كاتب إخوانى وتناول في مؤلفاته فكر الجماعة الإرهابية، وله العديد من المؤلفات، التى تدعو إلى التنظيم الفكرى للحركة عند الإخوان والاستفادة من تجارب الجماعة المحظورة مع الأنظمة السابقة، بغرض تحقيق الهدف بإقامة الدولة الإسلامية.
كما كان غريبا أن يتم عرض كتاب بذات الجناح، يتحدث عن أبرز وأهم مؤلفات الهارب يوسف القرضاوى، وهو كتاب فى ظلال كتب العلامة القرضاوى، لمؤلفه الإخوانى البارز محمد الأنصارى، على الرغم من أن القرضاوى، يعد أخطر منظرى جماعة الإخوان، الذى يدعو هذه الأيام إلى الوقوف ضد المصالح المصرية، والصادر مؤخرا حكما قضائيا بالتحفظ على أمواله وأموال عدد من أفراد أسرته، فى إطار تجفيف منابع تمويل الجماعة الإرهابية، والتصدى للعمليات التى حاولت النيل من الأمن القومى.
ورصدت "برلمانى" فى نفس الجناح عدة كتب للدكتور حلمى محمد القاعود أستاذ البلاغة والنقد بجامعة طنطا وأبرز كتبه مجلة الاعتصام الناطقة باسم الجماعة المحظورة قبل توقفها، ومن بين الكتب المعروضة كتاب بعنوان التمرد الطائفى فى مصر أبعاده وتجلياته.
أما السيد عسكر، الذى تنوعت كتبه فى الجناح نفسه من المعرض فكان أبرزها كتابه" بستان الدعوة" الذى يوصى فيه أتباعه من الإخوان بالصبر والتجلد وتحمل المشاق للوصول إلى أهدافهم.
يذكر أن "عسكر" كان رئيسا للجنة الفتوى والدعوة بالأزهر الشريف، والمسئول تنظيميا عن منطقة وسط الدلتا؛ للجماعة المحظورة، وكان ضمن مجموعة الخمسين من قيادات الإخوان، الذين حوكموا بتهمة محاولة قلب نظام الحكم عام 1995م، وله أكثر من ١٥ مؤلفا، أبرزها بستان الدعاة ؛ وسبيل الفلاح، طريق المعاصى، آثار المعاصى والذنوب فى هلاك الأفراد والشعوب، وصيحة الحق، والمختار من فضائل القرآن للإمام ابن كثير.
وغير بعيد من تلك الكتب يتم عرض كتاب للإخوانى البارز أحمد القطّان، بعنوان للعبرة والتاريخ.
وعن المنهج السلفى المتشدد، يعرض كتاب لـ"محمد على الصلابي" بعنوان صفات رب البرية، وهو كتاب فى العقيدة، على حسب منهج السلفيين.
وفى جناح دار التوفيقية للنشر، تعرض موسوعة الفتاوى الكبرى لابن تيمية وهى إحدى الكتب التى عارضها الأزهر بشدة لما تحويه من أفكار تكفيرية، وطالب علماء الأزهر بتنقية جميع المكتبات من مؤلفات ابن تيمية وبخاصة كتاب الفتاوى الكبرى، الذى كان مرجعا لاغتيال السادات ورفاقه فى حادث المنصة الشهير.
الغريب أن المشرف على عرض وبيع الكتب بجناح ابن خلدون لم ينف وجود كتب للإخوان، أو السلفية قائلا: كل ما يعنينا هو عنوان الكتاب المعروض دون مضمونه، أو مؤلفه، مضيفا أنه ليس هناك ما يسمى بالكتب الممنوعة لأى فئة فنحن نعرض فكرا وعلى القارئ أن يتخير ما يريد.
وفى نفس السياق قال المشرف على عرض وبيع الكتب عن دار نشر التوفيقية، أن هناك إقبالا كبيرا من قبل أساتذة الجامعات والباحثين على كتب الفتاوى وبخاصة موسوعة فتاوى ابن تيمية التى تقع فى ٣٧ مجلدا.
فى الوقت الذى نفى فيه مسئول نشاط الطفل والمشرف على النشاط الثقافى والفنى من قبل الهيئة العامة للكتاب بالمعرض، وجود أى كتاب لأفكار متشددة، لافتا إلى أنه تم حظر تلك الكتب من قبل المصنفات الفنية ووزارة الثقافة التى من المستحيل أن تسمح بعرض هذه الكتب، إضافة إلى الأجهزة المعنية التى باشرت عملها فى هذا الإطار.
وقال عاطف عبد الحميد، أحد الرواد: يبدو أن هذا المعرض مخصص للسلفية والأخوان فى غياب الرقابة على المعروض من الكتب.
وأبدى حسن الصاوى، أحد المترددين على المعرض، استغرابه من ظهور تلك الكتب فجأة فى الوقت الذى افتتح فيه الوزير، المعرض وتفقد دور النشر، مبديا إعجابه الشديد بدار النشر التى تعرض الكتب بخمسة جنيهات للكتاب الواحد، ويكتشف حاليا أن غالبيتها كتب لأعضاء بارزين بجماعة الإخوان المسلمين، لافتا إلى دس تلك الكتب عقب انتهاء الافتتاح، مؤكدا أنه زار جناح الهيئة العامة للكتاب لرخص سعر الكتب وأنه من هواة الكتب السياسية التى تدعو لبناء الوطن.
من جانبه قال جابر سركيس، وكيل وزارة الثقافة بالغربية، أن مهمته لا تتعلق بما تقدمه دور النشر للجمهور، لافتًا إلى أن مراجعة محتوى ما يقدم من خلالها له جهات أخرى منوط بها هذا الأمر، مؤكدا أن المعرض يضم 50 دار نشر تعرض الآلاف من الكتب والموسوعات المتنوعة.