منذ نجاح الحكومتين المصرية والروسية بوساطة تيار الغد السورى فى توقيع اتفاقى لخفض التصعيد فى ريف حمص الشمالى والغوطة الشرقية، تحاول وسائل الإعلام القطرية التى يديرها عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة شن حملة شرسة على التحرك المصرى لوقف نزيف الدم السورى.
وبدأت الحملة الشرسة منذ أيام على عدد من وسائل الإعلام المدعومة بشكل مباشر وغير مباشر من قطر، لإفشال الجهود المصرية فى إنجاز وساطة خفض التصعيد فى ريف حمص الشمالى والغوطة الشرقية، إضافة لمحاولة تشويه رئيس تيار الغد السورى أحمد الجربا الذى قاد عملية التوسط مع الفصائل بالداخل السورى.
التحرك الذى شارك فيه الجربا لوقف نزيف الدم السورى أزعج قطر وأذرعها الإعلامية التى بدأت فى بث عدد من المقابلات والبرامج التى تناقش الأوضاع فى سوريا ومحاولة تشويه الدور المصرى، فالإعلام القطرى المشبوه بدأ فى توجيه سهامه تجاه الجربا.
وخصصت عدد من القنوات التى تبث من لندن وأنقرة والتى يشرف عليها مستشار أمير قطر عزمى بشارة، عددا كبيرا من ساعات البث لمناقشة تطورات الأزمة السورية ولا سيما عقب التحرك المصرى الذى قاد عملية خفض التصعيد فى ريف حمص الشمالى والغوطة الشرقية، إضافة لتشويه صورة الجربا الذى حرصِ منذ توليه قيادة الائتلاف السورى فى فترته الذهبية، أن يعبدَ الطريق لقرارٍ سورى معارضٍ ومستقل، ومارس بدوره سياسة الانفتاح لا الانبطاح مع جميع الدول الفاعلة إيجابيًا فى الملف السورى، وبنى جسورًا من التواصل الرصين مع روسيا.
ويذكر أن أحمد الجربا قد قاد سفينة المفاوضات الأولى عام 2014 نحو شواطئ جنيف رغم معارضة أيتام قطر فى الائتلاف السورى المعارض واستقالاتهم النابعة من خطاب "تعلاية السقوف" دون حلٍ يذكر، وحاول "الجربا" تنقية الأجواء السياسية، فيما يخص الشأن السورى، وجلس فى البيت الأبيض على طاولة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، عام 2014 ، حاملاً فى يده حقيبة مطالب الثورة السورية بدعم "الجيش الحر" كضمانة أساسية لحماية المدنيين وإنجاح أهداف الشعب السورى بالحرية والديمقراطية والخلاص من الإستبداد والإرهاب، فى الوقت الذى دعمت فيه قطر مشروع "الفصائلية" وعززت من نفوذ أمراء الحرب المتشددين الذين تتساقط أوراقهم يوما بعد يَوم.
وقد عمل أحمد الجربا، على ترسيخ مفهوم الشراكة لا العمالة فى ماهية تحركات المعارضين السوريين الذين يقودهم، وسعى بكل ما أُوتى من دعمٍ ونفوذ على تدعيم أركان البيت السورى المعارض أمام عواصف التقلبات الدولية والإقليمية والعربية، وحين غادر الإئتلاف السورى المعارض وانتهى به المطاف مقيماً فى القاهرة وأسس تيار الغد السورى ضمن منظومة إعلاء صوت المنطق والواقعية السياسية وتقبل النقد البناء وتصحيح الأخطاء.
وعمل الجربا على الحفاظ على كرامة المواطن السورى ووقف سياسات التهجير والتغيير الديموجرافى المقيت من قبل قطر وأذرعها حين كانت وكانوا عرابين لإتفاقية "البلدات الأربع" وغيرها، ليركب المدنيين بعدها الباصات الخضر فى إطار خطة جديدة تستهدف النيل من الطوائف العرقية بالمجتمع السورى.
الهجوم القطرى غير مبرر على مصر ومحاولة النيل من شخصية سياسية سورية معارضة شاركت فى ووقف نزيف الدم تكشف مدى رغبة قطر فى استمرار التصعيد العسكرى فى سوريا، والأسلوب الذى تتبعه وسائل الإعلام القطرية من محاولة الإساءة تأتى تعبيرا عن الغضب القطرى من الاتفاقات التى توسطت القاهرة لانجازها بعيدا عن التهجير القسرى والتغيير الديموجرافى.
يبدو أن الاتفاقات التى توسطت مصر لوقف نزيف الدم السورى عبرها شكلت إزعاجا كبيرا لإمارة قطر التى تسعى للعب دور إقليمى على حساب دماء الأبرياء، حيث رعت الدوحة اتفاقات هجرت المدنيين السوريين وأعلنت الحرب مؤخرا على الشخصيات التى تعمل على وقف نزيف الدم السورى بعيدا عن التآمر القطرى، وهو ما يثبت إصرار الدوحة ممثلة فى حاكمها وحاشيته على سياساتهم التخريبية فى سوريا ومحاولة إفشال أى تحركات لإقرار هدنة سواء بأذرعها الإعلامية أو تحركاتها السياسية أو دعمها لفصائل متشددة تحمل أجندة من يدفع أكثر على حساب الأبرياء.