اندلعت أزمة قطر مع جيرانها فى وقت باكر من صباح الخامس من يونيو الماضى أى قبل نحو 3 أشهر، ووقتها تظاهرت السلطات القطرية بأن المقاطعة العربية الشاملة لن تؤثر على قطاعات اقتصادها، غير أن البيانات الصادرة عن المنظمات المتخصصة تشير بوضوح إلى أن الدوحة دخلت العيد الثانى لها بفنادق خاوية على عروشها بعد أن فقدت أحد أهم موارد تمويل اقتصادها الذى طالما تباهت بقوته.
السياحة السعودية
فى السنوات السابقة رأت قطر أن السياحة السعودية إلى أراضيها تتجاوز ما نسبة 75%، خاصة فى فترات الأعياد والإجازات الرسمية؛ وحتى تستفيد من هذا الرقم الضخم أنشأت منتجعات عائلية لاستقطاب السعوديين، كما هو الحال أحد المنتجعات والذى تكلف إنشاؤه مليارات عدة، غير أن هذه الاستثمارات عادت بالخسارة الفادحة على الاقتصاد القطرى بعد أن قرر السعوديون مقاطعة المنتجعات القطرية والبحث عن وجهة أخرى مثل المنامة والقاهرة ودبى.
وقالت تقارير إخبارية إن قطاع السياحة القطرى فقد أهم ركائزه المتمثل فى قطاع الفندقة منذ الأزمة التى افتعلتها الدوحة مع جيرانها العرب، وهنا إشارة إلى المنتجع العائلى الضخم الذى يشهد ركودا آنيا ليس له مثيل.
كما أن سوق واقف الجديد فى الوكرة التى تعد نسخة من سوق مماثلة فى الدوحة والتى كانت تستهدف السياح السعوديين بالدرجة الأولى فقدت زبائنها، هذا فضلا عن أن الفنادق دخلت مرحلة الخسائر، حيث لم تعد الإيرادات تغطى حتى تكاليف التشغيل الأمر الذى دفع بعض الفنادق إلى تسريح معظم عمالتها، خاصة أولئك القادمين من بلاد آسيوية بعيدة مثل بنجلاديش.
قطاع الفندقة القطرى
فى السياق، قال رئيس غرفة الشرقية والرئيس السابق لمجلس الأعمال السعودى القطرى عبد الرحمن العطيشان إن قطاع السياحة القطرى أصبح فى مهب الريح بعد فقدان ركيزته الكبرى المتمثلة فى السياح السعوديين، لافتا إلى أن إشغال الفنادق القطرية لا يتجاوز 20% بدون مبالغة بل أقل مع تسريح العاملين، الذين عملوا أصلا فى أجواء مهنية وإنسانية غير مواتية.
وأوضح العطيشان، فى تصريحات صحفية، أن السياح القادمين من وجهات أخرى إن وجدوا ستكون تكاليف رحلاتهم باهظة بسبب عدم السماح لطائراتهم بالمرور فى أجواء المملكة والإمارات والبحرين الأمر الذى يفاقم خسائر القطاع، ويجعل من الدوحة وجهة سياحية غير مقبولة.
وهناك تقارير اقتصادية أشارت بوضوح إلى أن المملكة العربية السعودية وحدها كانت تمنح قطر ما نسبته 15 بالمئة من سياحها وهو ما كان ينعش قطاع الفندقة القطرى لاسيما فى مواسم الأعياد والعطلات الرسمية الوطويلة مثل عطلة عيد الأضحى وموسم الحج إلى بيت الله الحرام.
فنادق قطر فى لندن
بموازاة انتقلت خسائر قطر من الدوحة إلى خارجها إذ من المعروف عن تنظيم الحمدين (مصطلح يشار به إلى رأسى النظام القطرى اللذين يحكمان الدوحة من الباطن والد الأمير تميم حمد بن خليفة، ووزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم) تفضيله الاستثامر فى قطاع الفندقة خارج البلاد لأسباب يطول شرحها.
ومن ضمن البلاد والعواصم الكبرى التى يفضل الحمدين الاستثمار فيها العاصمة البريطانية لندن، غير أن الوقائع الأخيرة تؤكد أن هذا القطاع يعانى هو الآخر على خلفية السلوك القطرى الداعم للإرهاب، خاصة بعد التقرير الذى أوردته جريدة "ديلى ميل" اللندنية اليومية، عن مقاطعة أثرياء دول الخليج الفنادق المملوكة لقطريين فى عاصمة الضباب.
وأكد التقرير الذى نشرته الجريدة البريطانية أن قرار الأثرياء العرب بمقاطعة فنادق تابعة لقطر فى لندن، راجع إلى قرار الدول الأربع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر علاقاتهم الدبلوماسية بقطر لدعمها وتمويلها الإرهاب فى الخامس من يونيو الماضى.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من رجال الأعمال، والسياسيين، والدبلوماسيين أعدوا وروجوا لقائمة سوداء غير رسمية للفنادق التى تملكها قطر، ومن بين تلك الفنادق كلاريدج، وكونوت، وبيركلى، الذين تصل تكلفة الليلة فيهم إلى آلاف الجنيهات الإسترلينية، وفقا للصحيفة.
وهكذا تدخل قطر إلى عيد الأضحى بفنادقها الفارهة لكنها خالية من النزلاء ما يعنى أحد أمرين، إما تحمل الدوحة خسائر لا طاقة لها بها أو مواصلة تسريح العمالة، وتقليص الاستثمار فى القطاع الذى كان قبل قرار الدول العربية مواجهة الإرهاب الممول من قطر، واحدا من أهم أسباب ثروة آل ثانى.