>>إقامة حفلات فنية ودورات رياضية وممارسة الأنشطة الترفيهية والمواهب داخل المؤسسة العقابية للأحداث بالمرج
>> مكتبة تضم كتب وقصص مختلفة لتثقيف الأحداث
>>ورش لتدريبهم على الحرف المتنوعة (ترزية وأحذية وصيانة كهرباء وتبريد وتكييف ونجارة ودهانات ولحام وتصنيع مفارش وميداليات وأدوات زينة)
>>النزلاء يشيدون بالمعاملة داخل المؤسسة العقابية..وبعضهم يطالب الرئيس بالعفو عنهم
>>قضايا تجارة المخدرات والقتل الخطأ والسرقة تتصدر التهم الموجهة للأحداث
دائما ما نسمع عن قصص مثيرة خلف الأسوار وفى عالم الجريمة، مع انتشار الجرائم فى المجتمع بشكل كبير سواء بفعل الظروف القاسية والبيئة التى ينشأ فيها المجرمون أو بفعل عوامل أخرى كأن يكون قدر شخص أن يرتكب جريمة فى حالة غضب وانفعال فى لحظة يغيب فيها عقله ويتحكم فيه الشيطان، إلا أنه بين الأطفال فى المؤسسات العقابية للأحداث يكون الأمر أكثر غرابة، ما يجعلك تتساءل عن السبب الذى يدفع طفلا لارتكاب جريمة قتل أو سرقة أو خطف أو غيرها!.
"برلمانى" قامت بجولة داخل المؤسسة العقابية للأحداث بمنطقة المرج، برفقة وفد برلمانى من لجنة التضامن الاجتماعى أمس الثلاثاء، استغرقت أكثر من ثلاثة ساعات، تفقدنا فيها كل جوانب وأقسام وعنابر المؤسسة، لنرى عالم آخر داخل المؤسسة، فمن الخارج ترى مبنى صامت مساحته كبير وأسواره عالية وحراسة وتأمين مشدد، ولا تستطيع الدخول إلا بتصريح، لكن عندما تدخل وتتجاوز الأسوار تجد عالما آخر يدب فيه النشاط والأمل رغم السواد وشدة المصاب، فتشاهد ملاعب كرة قدم وأماكن للترفيه وحدائق مليئة بالأشجار، وورش لتعليم النزلاء الحرف والمهن المختلفة وكأنك فى مدينة الحرفيين، فالأطفال الصغار الذين دخلوا المكان مجرمين أصبحوا فى شهور قليلة "صنايعية"، فتجد منتجهم فى كل ورشة من "أحذية وأقمشة وزخارف وميداليات ومفارش وأبواب وشبابيك نجارة وغيرها"، لتتأكد من الدور الهام الذى تلعبه المؤسسات العقابية التى تشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعى لتقوم الدولة بدورها فى تأهيل هؤلاء الأحداث وتدريبهم ليخرجوا للمجتمع أسوياء وينخرطوا فيه ويعملوا ويكونوا أسر مثل أى مواطن عادى، فالأجواء داخل المؤسسة العقابية تساعد على التأهيل النفسى والعلمى والعملى ليتم تهذيب السجين الطفل، ولم يخلو الأمر من القصور الذى يتطلب دعما أكبر لتلافيه، مثل ضرورة تطوير ورش التدريب وتسويق منتجاتها، وتوفير دورات مياه آدمية للنزلاء فى العنابر.
هؤلاء الأطفال عندما تتقرب منهم وتتحدث معهم تأخذك الحيرة فى الإجابة على السؤال "هل هؤلاء جناة أم مجنى عليهم؟، ومن المسئول عن تدمير مستقبلهم..الأسرة أم المجتمع أم الاثنين معا؟"، فمنهم من دفعته البيئة والظروف التى نشأ فيها إلى أن يكون مجرما فإذا به يصبح سجينا خلف الأسوار، وهناك أطفال أبرياء نشأوا فى ظروف جيدة أسريا وماديا لكن الظروف أجبرتهم على ارتكاب جريمة ليلعب القدر لعبته ويتحول الطفل لمجرم ويقبع فى السجن سنوات، مثل طفل اسمه "مدحت"، وقعت مشاجرة بينه وبين بعض زملائه فى معهد ثانوى أزهرى وقام أحدهم برفع "مطوة" ليجهز بها على أحد الطلاب تربطه به صلة قرابة فيمسك "مدحت" بخشبة لضرب زميله قبل أن يقوم الأخير بالاعتداء على قريبه بالسلاح الأبيض، ليشاء القدر أن تكون الضربة على رأس قريبه ويتوفى على أثرها بعد احتجازه فى المستشفى 13 يوما، ليتم الحكم عليه بعشر سنوات خفضت إلى 3 سنوات فى الاستئناف.
وهؤلاء الأحداث منهم من يخرج من المؤسسة العقابية أو من سجنه إذا استمر حبسه بعد بلوغه الـ18 عاما مؤهلا لحياة طبيعية والاندماج فى المجتمع وممارسة وظيفة بعدما أكمل تعليمه أثناء قضاء مدة حكمه فمنهم من يلتحق بكليات قمة وغيرها أثناء حبسه ويؤدى امتحاناته وينجح ويتفوق ـ بحسب تأكيدات القائمين على المؤسسة العقابية فى المرج، أو يمارس مهنة أو حرفة ما تعلمها داخل المؤسسة، فيصبح إنسان سوى، ومنهم من يخرج إلى المجتمع ويتحول إلى قنبلة موقوتة فيصير أكثر إجراما، إذا لم يتم تأهيله جيدا وإعادة بنائه نفسيا.
تفقدنا خلال الجولة أماكن مخصصة لورش لحرف مختلفة، بدأنا بقسم الترزية لنجد نزلاء اتقنوا الحرفة تماما وجاهزون للخروج وفتح محل "ترزى" بعد خروجهم، ثم قسم الأحذية ورشة عمل نظام التحكم ومركز تدريب المصرية للاتصالات لتدريبهم على الصيانة والكهرباء والتعامل مع لوحات وغرف التحكم الالكترونية، ثم ورة نجارة ودهانات ولحام، وورشة تبريد وتكييف، ثم عيادة داخلية للإشراف الصحى، وغرفة كبيرة للترفيه مليئة بأجهزة حاسب آلى وفرش وأدوات رسم وألعاب مختلفة، وقسم لتصنيع المفارش المزخرفة وميداليات وحظاظات وأدوات زينة وغيرها، علاوة على وجود مكتبة فيها كتب وقصص ومجلدات لتثقيف النزلاء .
محو الأمية لغير المتعلمين والسماح للنزلاء باستكمال دراستهم
هكذا الوضع داخل المؤسسة العقابية للأحداث، التى تقوم على رعاية الأبناء المحكوم عليهم والاحتياطى اجتماعيا ونفسيا، توفر فصول لمحو الأمية لغير المتعملين، وكذلك تعليم من يدرسون فى مدارس ليستكملوا دراستهم وإجراء امتحانات لهم داخل المؤسسة العقابية باستثناء الشهادات العامة يتم امتحانهم فيها بمحافظاتهم، بحسب ما أكدته العميد دكتورة هبة أبو العمايم أحد المسئولين فى المؤسسة، التى قالت: "عندنا مراحل التعليم كلها، من ابتدائى حتى الثانوى، وهناك طلاب نجحوا فى الثانوية ودخلوا كليات".
وقال محمد يوسف المشرف على محو الأمية، إن المؤسسة بها 3 فصول محو أمية وبها حاليا 45 نزيل كل فصل فيه 15 نزيل، وذلك يتم تحت إشراف الهيئة العامة لتعليم الكبار، والدورة مدتها 6 أشهر.
فيما قالت الدكتورة فاطمة عبد الباسط، الوكيل الاجتماعى للمؤسسة، إن المؤسسة بها اخصائيين للدعم والتأهيل النفسى، وكشفت أن هناك نزلاء من ذوى الإعاقة، لديه 17 سنة، وروت قصة أحدهم كان متهما فى قضية هتك عرض طفل وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، قضى منها فترة داخل المؤسسة، وتم تأهيله نفسيا حتى أدرك أنه أخطأ وقرر الإقلاع عن الجرم الذى ارتكبه مرة واحدة، واستكمل دراسته بالثانوية العامة ونجح فيها وتم ترحيله إلى السجن عند بلوغه 18 سنة.
محاربة الإدمان ..صور محمد صلاح تتصدر مداخل المؤسسة "انت أقوى من المخدرات"
مشهد آخر داخل المؤسسة العقابية..صور محمد صلاح نجم منتخبنا الوطنى لكرة القدم ونجم فريق ليفربول الانجليزى، تتصدر مداخل المؤسسة العقابية مكتوب "انت أقوى من المخدرات"، وذلك فى إطار حملة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى تحت شعار "اختار حياتك، كما نظمت المؤسسة دورات فى كرة القدم للنزلاء و ارتدوا تيشرتات مكتوب عليها "انت أقوى من المخدرات"، وذلك فى إطار حملة تشجيع الشباب على البعد عن الإدمان وتعاطى المخدرات التى تدمر صحتهم وتقودهم إلى عالم الجريمة من قتل وسرقة اعتداءات واغتصاب غيرها، خاصة أن هناك عدد كبير بين النزلاء محكوم عليهم فى قضايا اتجار فى المخدرات وتعاطى.
إقامة احتفالات فنية ورياضية:
ولا تتوقف أنشطة المؤسسة العقابية التى تقدمها للنزلاء عند هذا الحد، بل تقوم بإقامة حفلات فنية ورياضية، حيث توفر لهم مسرح وملاعب كرة قدم، مما يساعدهم على التعبير الإيجابى عن أنفسهم، وتقوم المؤسسة بتوزيع جوائز رمزية لإدخال الفرح والبهجة عليهم.
نزلاء سياسيين:
كان من اللافت أثناء جولتنا داخل المؤسسة العقابية، وجود أطفال سجناء فى قضايا سياسية، متهمين بالانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية وقضايا تظاهر بدون تصريح، وعلمنا أن عددهم نحو 15 نزيلا، ويتم فصلهم عن النزلاء العاديين والجنائيين، بوجودهم فى عنبر مستقل، وقال أحد المشرفين إن بعضهم يثير مشاكل وشغب داخل المؤسة، ويتم التعامل معهم لتأهيلهم وتثقيفهم ومحاولة توصيل الفكر الصحيح إليهم للقضاء عل الفكر المتطرف، وتحدث بعضهم عن القبض عليهم أثناء اشتراكهم فى مظاهرات للجماعة الإرهابية، وأنهم قرروا عدم تكرار الأمر بعد خروجهم.
"برلمانى"، تحدثت مع عدد من الأحداث داخل المؤسسة العقابية بالمرج، عن اتهاماتهم ومدة حكمهم وماذا سيعمل بعد خروجه:
حسين مدحت محمد عبد الحليم: "قتل خطأ"
"أنا أصولى من أسيوط لكننا عايشين فى المنصورة، وانا فى سنة تالتة ثانوى أزهر علمى بمعهد أبو زاهر بالمنصورة، أنا متهم فى جريمة ضرب أفضى إلى الموت، اتحكم عليا بالسجن 10 سنوات فى الحكم أول درجة، وفى الاستئناف الحكم اتخفض لـ3 سنوات، والحكاية إنى مكنتش قاصد والله والقتل كان عن طريق الخطأ، ضربت واحد زميل لى كنا فى مشاجرة وضربته بخشبة واتحجز فى المستشفى بتاع 13 يوم ومات، وزميلى دا فى صلة قرابة من بعيد بينا وبينهم، ووالدته ووالده راحوا اتنازلوا لأنهم عارفين إنى مش قاصده، لكن القاضى ادانى 3 سنوات بتهمة ضرب أفضى إلى موت، وأنا هنا فى المؤسسة العقابية ليا 3 أيام، وقضيت 16 شهر فى مركز بلقاس بالمنصورة".
ماهر مبروك الوكيل: "تجارة مخدرات"
"عندى 17 سنة من المحلة بالغربية، قضية تجارة مخدرات ومحكوم عليا بخمس سنين قضيت منهم 13 شهر لحد دلوقتى، والمعاملة هنا كويسة معانا محدش بيسىء لينا ولا بيهينا، وأتمنى الرئيس السيسى يطلع قرار عفو عنى، وانا بعد ما اخرج من هنا هجيب مكنتين خياطة وهشتغل ترزى زى ما اتعلمت هنا لانى حبيت الصنعة واتعلمتها".
محمد ماهر "تجارة مخدرات"
"عندى 17 سنة من المنيا، مدخلتش مدارس بس هتعلم هنا فى محو الأمية، ليا هنا أسبوع، وقضيتى تجارة مخدرات محكوم عليا بـ15 شهر، قضيت منها 11 شهر، ولما هطلع من هنا هشتغل مع اخويا فى معرض سيارات".
كريم صالح "سرقة بالإكراه"
"أنا من المنيا، ووكنت قاعد فى مصر هنا عند عمى فى العاشر من رمضان، ومحكوم عليا بـ3 سنين سجن فى قضية سرقة بالإكراه، ثبت واحد وسرقته، وهنا فى المؤسسة اتعلمت الخياطة والترزية، ولما اخرج هفتح ورشة ترزية وافصل ملابس".
الصباحى محمد رجب "شروع فى قتل"
"أنا من المنصورة 17 سنة، محكوم عليا بعشر سنين سجن فى قضية شروع فى قتل، أنا وزمايلى خطفنا واحد من المنصورة وضربناه بسلاح أبيض ومات، قضيت سنة وشهرين من المدة، وهنا اتعلمت صنعة الأحذية ولما أطلع هستقيم ومش هعمل كدا تانى وهشتغل".
مصطفى منصور "تجارة مخدرات وسلاح"
"اسمى مصطفى منصور، من المنيا وعندى 16 سنة، محكوم عليا بسنة و3 شهور فى قضية تجارة مخدرات وسلاح، واتعلمت هنا الصح من الغلط ومش هعمل كدا تان وهطلع اشتغل بالصنعة اللى اتعلمتها".
أحمد وائل"سرقة"
"انا من دمياط، عندى 17 سنة، متهم فى قضية سرقة، وأنا مظلوم مسرقتش، اللى سرق واحد صاحبى كان ماشى معايا، وحد بلغ عننا احنا الاتنين وزميلى التانى هربان وخد سنة غيابى، وهخرج من هنا اشتغل فى ورشة لحام".
خالد حسن عبادة "سرقة":
"انا من قنا، عندى 17 سنة، ومحكوم عليا فى سنة فى قضية سرقة موتسيكل، وفاضلى 25 يوم واطلع، وانا معملتش حاجة واتهمونى ظلم".
على محمود: "قتل خطأ"
"من اسكندرية، عندى 17 سنة ومحكوم عليا بـ6 شهور فى قضية قتل خطأ، كنت سايق متوسيكل وخبطت راجل كبير فى السن مكنتش قاصده الفرامل فوتت، وفضل 5 شهور فى العناية المركزة، وأول ما هطلع من هنا هشتغل فى السباكة اللى اتعلمتها فى المؤسسة".
يوسف حماد "تجارة مخدرات"
"أنا من جنوب سيناء عندى 17 سنة، محكوم عليا بـ6 سنوات فى قضية تجارة مخدرات وقضيت منها سنة ونص، واتعلمت هنا شغلة الكهرباء ومش هرجع للتجارة فى المخدرات تانى".
محمود محمد سيد :
"أنا متهم فى سرقة حاجات محسوبة أموال عامة ودا ظلم، ومحكوم عليا سنة قضيت منها 6 شهور واتعلمت نجارة خشب باب وشباك وهخرج اشتغل فيها".+