بدورها، أعربت واشنطن عن قلقها إذ ترى أن الاستفتاء يشكل عائقا أمام جهود الحرب ضد تنظيم داعش الذى تقودها قوى كردية وعربية فى سوريا.
وفى مسعى لإرجاء الاستفتاء ودعم حوار شامل بين بغداد وأربيل، قدمت الولايات المتحدة ودول أخرى السبت، إلى بارزانى "مشروعا" يتضمن مقترحات "بديلة".
ومن جهته، أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، اليوم السبت، على أهمية تضافر الجهود لحل المشاكل عن طريق الحوار البنّاء، فيما عبر سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا لدى العراق عن استعداد بلديهما لدعم حوار شامل بين بغداد وأربيل للوصول إلى تفاهمات مشتركة.
وقالت الرئاسة فى بيان نقلته "السومرية نيوز"، إن "رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل، ظهر اليوم، سفيرى بريطانيا والولايات المتحدة لدى العراق فرانك بيكر ودوجلاس سيليمان"، مبينة أن "اللقاء ناقش سبل تعزيز العلاقات بين العراق وكل من بريطانيا والولايات المتحدة، فضلا عن بحث المستجدات السياسية والأمنية، لاسيما ملف استفتاء إقليم كردستان، والعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الارهابى".
وأكد معصوم، بحسب البيان على "أهمية تضافر الجهود لحل المشاكل عن طريق الحوار البنّاء"، مشددا على أهمية "حشد جميع الطاقات من أجل إيجاد حلول لجميع المشاكل الراهنة والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار فى البلاد".
من جهة أخرى، عبر السفيران، "عن استعداد بلديهما والمجتمع الدولى لدعم حوار شامل ومثمر بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان للوصول إلى تفاهمات مشتركة تضمن حقوق جميع الأطراف"، مجددان "إلتزام لندن وواشنطن لمساندة الشعب العراقى فى حربه ضد تنظيم داعش".
من جهته أفاد مصدر مطلع، بأن رئاسة البرلمان سترسل دعوة لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادى لحضور جلسة اليوم لمناقشة الاستفتاء.
وأضاف المصدر الذى طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه "فى حال تعذر حضورهما لجلسة اليوم، فتتحول إلى يوم غد كجلسة خاصة لمناقشة ذلك".
كما أفاد مصدر برلمانى، اليوم السبت، بأن رئاسة البرلمان اجتمعت مع الكتل الكردستانية بشأن إنهاء تعليق حضورهم لجلسات المجلس النواب.
وقال المصدر، إن "هيئة رئاسة البرلمان عقدت اليوم، اجتماعا مع الكتل الكردستانية فى مكتب نائب رئيس البرلمان ارام شيخ محمد من أجل إنهاء تعليق حضورهم لجلسات مجلس النواب"، وأضاف المصدر إن "هنالك ترطيب للأجواء ومن المتوقع عودة الكرد إلى جلسات المجلس".
وعلق نواب التحالف الكردستانى، حضورهم لجلسات البرلمان، على خلفية تصويت مجلس النواب على قرار يرفض إجراء استفتاء إقليم كردستان.
من جهتها، أكدت عضو اللجنة القانونية النيابية عالية نصيف، اليوم السبت، أن قرار برلمان إقليم كردستان بشأن إجراء الاستفتاء بدون "قيمة قانونية"، معتبرة أن سيناريو الانفصال معد مسبقًا بهدف إنشاء إمارة "آل بارزان" ليصبح مسعود البارزانى أميرًا لها.
وقالت نصيف فى بيان، إن "القرار الذى صوت عليه برلمان إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى لا قيمة قانونية له، وذلك استناداً الى (المادة 13/الفقرة 2) من الدستور العراقى والتى تنص على أنه لا يجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستور، ويُعد باطلاً كل نص يرد فى دساتير الأقاليم، او أى نص قانونى آخر يتعارض معه".
وطالبت نصيف رئيس الوزراء، بـ"تقديم رؤية واضحة للشعب العراقى تتضمن الموقف الفعلى للحكومة الاتحادية تجاه ما يقوم به مسعود البارزانى مستغلاً الظرف الأمنى الاستثنائى الذى يمر به البلد فى مرحلة ما بعد داعش"، دتعية الحكومة والدبلوماسية العراقية الى "تعريف العالم بأن ما يروج له البارزانى من عدم وجود شراكة للأكراد فى الحكومة لا أساس له من الصحة".
وأكدت نصيف، أن "الحكومة العراقية عبارة عن منظومة متكاملة ومتنوعة يشارك فيها ممثلون عن جميع أطياف الشعب العراقى فى صناعة القرار"، مبينة أن "الإقليم هو المستفيد الأول من هذه الشراكة بدليل وضعه الجيد جداً مقارنة بباقى مناطق العراق".
وتابعت نصيف، "أما بشأن ما يروج له البارزانى حول تجويع شعب كردستان، فالمتسبب بالأزمة المالية فى الإقليم هو السلطة الفاسدة التى تحكم الإقليم وتهرب نفطه وتعبث بمقدرات المواطن الكردى وتحرمه حتى من راتبه الذى هو أبسط استحقاقاته"، مبينة أن "سيناريو الانفصال معد ومدروس من قبل البارزانى مسبقاً، والهدف منه تأسيس إمارة آل بارزان وتنصيب نفسه أميراً على غرار آل سعود وآل نهيان".
وكان برلمان إقليم كردستان قد صوت بالإجماع خلال جلسته التى عقدت، أمس الجمعة، على إجراء الاستفتاء فى 25 سبتمبر الجارى، الأمر الذى يصطدم بإرادة بغداد والدول الإقليمية والكبرى التى أعلنت صراحة رفضها للاستفتاء وطالبت بإلغائه، فيما أكد أغلب النواب أنه يفتقر للغطاء القانونى.
ومن جهته، اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزانى، اليوم السبت، أن الحوارات لن تجرى للحصول على ما وصفها بأنها "مكاسب تافهة"، مشيرًا إلى إمكانية الانتقال من "المرحلة الفاشلة إلى الجيرة الناجحة"، فيما تعهد بتقديم ضمانات لأهالى سهل نينوى إذا اختاروا البقاء ضمن كردستان.
وقال البارزانى خلال لقائه بممثلى مكونات سهل نينوى، إن "الحوارات لن تجرى للحصول على مكاسب تافهة"، مبينا أن "حقوق الشعوب ليست بتعيين وزراء، وإنما هى منظومة متكاملة".
وأضاف البارزاني، "كنت أتنمى أن لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، وهناك مجموعة تتحكم بكافة الأوضاع فى العراق"، مشيرًا إلى "إمكانية الانتقال من المرحلة الفاشلة إلى الجيرة الناجحة، والكرد مستعدون لعقد حوارات واجتماعات جدية بعد الاستفتاء".
ورفض البارزانى "رسم حدود كردستان إلى الخط الأخضر الذى حدده بريمر"، مشيرًا إلى "ضرورة بقاء التنسيق والتعاون بين البيشمركة والجيش العراقى مهما حصل".
وقال البارزانى للحضور، "إذا اخترتم البقاء ضمن كردستان سنقدم لكم الضمانات المطلوبة"، موضحًا أن "دولة كردستان ستكون ديمقراطية وفيدرالية تتمتع كل المكونات فيها بحقوقهم".
وكان الأكراد تجمعوا فى أربيل، رافعين الأعلام الكردية، لدعم استفتاء انفصال إقليم كردستان، فيما شارك الأكراد السوريون فى مدينة القمشلى شمال شرق سوريا فى تجمع لدعم الاستفتاء.