الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:43 م

القاهرة مشغولة بقضايا الأمة العربية وتسعى لـ"لم الشمل" وتحقيق الأمن والسلام فى فلسطين وسوريا والعراق وليبيا.. ومليارات الدوحة لتفكيك وتخريب الأوطان وتأجيج الفتن والانشقاقات والصراعات

مصر تبنى وقطر تهدم

مصر تبنى وقطر تهدم مصر تبنى وقطر تهدم
الجمعة، 22 سبتمبر 2017 04:00 م
كتب محمد أسعد

استعادت مصر قوتها ودورها التاريخى والإقليمي، تجاه القضايا العربية، وتسعى جاهدة إلى لم شمل أمتنا العربية، ودولها التى تشهد بعضاً منها انقسامات وانشقاقات بين أبناءها، وتسعى لحل كافة الأزمات التى تمر بها تلك الدول، وذلك فى الوقت الذى تلعب فيه الأسرة الحاكمة فى قطر دوراً مشبوهاً فى دعم الجماعات الإرهابية، وإحداث الفتن والانشقاق بين أبناء الدولة الواحدة.

 

فى فلسطين.. مصر تحقق المصالحة وتحيى عملية السلام .. وقطر تدعم الانقسامات

مصر المهمومة دائما بقضايا الأمة العربية، تحملت مسئوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، لتسوية مشاكلها الداخلية أو السعى نحو تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، فخلال الفترة الماضية شهدت كانت القاهرة المحطة الرئيسية لإتمام المصالحة بين حركتى فتح وحماس، ولعبت دوراً محورياً فى التوصل لاتفاق بينهما وتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية، وأحيا الرئيس السيسى عملية السلام، داعيا لمعالجة شاملة ونهائية.

 

التحركات المصرية تجاه القضية الفلسطينية، واجهتها تحركات معادية تحمل الخبائث، لعبتها قطر، بمساعدة تركيا وإيران للعبث بالقضية الفلسطينية، وهدم أى محاولات لتحقيق السلام "الفلسطينى – الفلسطينى" و "الفلسطينى- الإسرائيلى".

 

سعت قطر خلال السنوات الماضية إلى إضعاف الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، عبر دعمها لحركة حماس، وبعض عناصرها العسكرية ككتائب القسام، وتشويه صورته عبر قناة الجزيرة، وفى عام 2012 زار حمد بن خليفة قطاع غزة متجاهلاً الرئيس أبو مازن وتعامل مع إسماعيل هنية، كممثل شرعى للفلسطينيين.

 

فى ليبيا.. تحركات مصرية لحل النزاعات.. وقطر تدعم الصراعات والإرهاب

وتستمر مصر فى عملها المكثف، وتعقد اجتماعاتها المتتالية مع الفصائل الليبية المتنازعة، بالقاهرة، للتوصل لحلول تحقق طموحات الشعب الليبي، والمصالحة بين الفصائل المختلفة، وتقضى على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.

 

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى،خلال كلمتة بالأمم المتحدة، إنه لا حل فى ليبيا إلا بالتسوية السياسية لمواجهة المحاولات التى تستهدف تفتيت الدولة وتحويلها مرتعاً للصراعات القبلية ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر، وتابع:"أؤكد هنا بمنتهى الوضوح أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدرات الشعب الليبى الشقيق".

 

وخلال كلمته أمام الاجتماع الخاص للملف الليبى بالأمم المتحدة، قال إن الوضع مهيئ سياسياً وميدانياً لإحداث الإنفراجة المطلوبة فى ليبيا وطى هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ الشعب الليبى الشقيق وبدء مرحلة إعادة البناء، وتابع:" لكن إنجاز هذه التسوية التاريخية مرهون بتحقيق أربعة شروط".

 

أما قطر، فعرضت قيادة الجيش الليبى أدلة ووثائق بالصوت والصورة، تؤكد تورط دولة قطر رسميا فى دعم الجماعات الإرهابية منذ سنة 2011، وتمويل العمليات المسلحة التى حدثت فى ليبيا، بهدف زعزعة الاستقرار فى البلاد وضرب عملية التحول الديمقراطي، وأكدت أن قطر لعبت دوراً قذراً فى ليبيا منذ الثورة التى أطاحت بنظام معمر القذافى.

 

واتهم خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، قطر بدعم الجماعات الإرهابية، وتمول قطر بعض المجموعات الجهادية المحسوبة على تنظيم داعش.

 

وتسببت قطر فى إفساد الكثير من المصالحات الليبية، وحاولت ومازالت تحاول جاهدة لعرقلة أى فرصة لعودة الدولة الليبية بأكملها، بإثارتها للفتن ودعم المليشيات العسكرية والجماعات الإرهابية، وأظهرت بعض الوثائق تورط مسؤولين قطريين فى تأجيج الخلافات فى ليبيا من خلال نشر قوات عسكرية قطرية على الأراضى الليبية، ومحاولة السيطرة على عدة مناطق، ومن بين المسؤولين القطريين المتورطين فى ذلك، محمد حمد الهاجرى الذى كان القائم بالأعمال بالإنابة فى السفارة القطرية بليبيا، والعميد بالاستخبارات القطرية سالم على الجربوعي، الذى شغل الملحق العسكرى لقطر فى دول شمال إفريقيا.

 

واتهم مجلس النواب الليبى المعترف به دولياً، قطر بـ"المساهمة بشكل مباشر فى خلق الفوضى وعدم الاستقرار فى ليبيا ودعم الجماعات والمنظمات الإرهابية ومحاربة بناء القوات المسلحة العربية الليبية والعبث باستقرار المنطقة"، مطالبا مجلس الأمن الدولى وكافة المنظمات والمؤسسات الحقوقية التحقيق معها لما اقترفته تجاه الشعب الليبى، داعيا وزارة العدل بالحكومة المؤقتة إلى إعداد ملف فى هذا الشأن وإحالته لمحكمة الجنايات الدولية.

 

فى سوريا.. مصر تدعم وحدة الأراضى السورية.. وقطر تدعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح

وتبذل مصر جهوداَ ضخمة، لحل الأزمة السورية، وحقن دماء الشعب السورى، ووحدة الأراضى السورية، وقال الرئيس السيسى، إنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، يكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.

 

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد على أن الطريق لتحقيق الحل بسوريا هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، وتدعمها مصر بنفس القوة التى ترفض بها أى محاولة لاستغلال المحنة التى تعيشها سوريا لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية طالما عانت منطقتنا فى السنوات الأخيرة من ممارساتها، وقد آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها.

 

فيما تكشف التقارير أن الدعم القطري، المادى والعسكري، للميليشيات المتطرفة والإرهابية فى ليبيا لا يقتصر على تخريب ليبيا فحسب، بل استخدمت ليبيا كقاعدة إرهاب لم يقتصر على الدول المجاورة كمصر وتونس والجزائر، بل لتغذية الإرهاب فى سوريا والعراق.

 

ودعمت الدوحة الجماعات الإرهابية المسلحة فى سوريا، منها جبهتى النصرة وأحرار الشام، والتى وصفها وزير الخارجية القطرى الأسبق، خالد العطية، بأنها جماعة سورية خالصة.

 

فى العراق.. جهود مصرية لاستعادة الأمن والاستقرار.. وقطر تدعم الانفصال والانشقاقات

وتدعم مصر وحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه، وتساند جميع الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار فيه، وأكد الرئيس السيسى على أن مصر ترى أنه لابد من تجاوز الخلافات بين مختلف الكتل السياسية والحيلولة دون محاولات إشعال الفتنة والانقسام المذهبى والطائفى فى العراق.

 

وفى يوليو الماضي، زار وزير الخارجية سامح شكرى العراق، وأكد على ضرورة تضافر الجهود بين مختلف أطياف الشعب العراقى لتنحية الخلافات وإعلاء المصلحة الوطنية ووأد أية محاولات للتدخل فى الشأن الداخلى العراقي، مشددا على ضرورة اعتماد الحوار كوسيلة لتسوية الخلافات الراهنة بين مختلف القوى السياسية، وعلى قناعة مصر بأهمية إدماج كافة المكونات فى العملية السياسية دون إقصاء أو تهميش.

 

فى المقابل اتهم رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، مستشار أمير قطر بإدخال كميات ضخمة من الأموال للعراق بدون موافقة السلطات، متهمًا السلطات القطرية بتقديم مئات الملايين للجماعات المسلحة، وقيام بعض المسئوليين القطريين بغسيل الأموال فى العراق.

 

فى اليمن.. مساعى مصرية لوحدة الأراضى اليمنية.. وقطر تدعم المليشيات الإرهابية

ويؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، دوما على موقف مصر الداعم لليمن واستقرارها ووحدة أراضيها، فى المقابل شملت الكيانات اليمنية المصنفة إرهابياً من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤسسة "البلاغ الخيرية"، وجمعية "الإحسان الخيرية"، ومؤسسة "الرحمة الخيرية"، وجميعها ضمن الشركاء المحليين لمؤسسات قطرية، وأكدت الدور القطرى الأسود فى تخريب اليمن واستغلال حاجة شعبه للمساعدات الإنسانية.

 

كما تلعب قطر دوراً خبيثاً فى دعم الإرهاب وميلشيات الحوثيين وتنظيم القاعدة على الأراضى اليمينية.


print