الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 06:04 ص

القاهرة ترمم "البيت الفلسطينى" بـ"مصالحة تاريخية" وتواجه "التكفيريين" فى معركة مفتوحة.. والدوحة وأنقرة رعاة الفوضى والخراب.. وتنظيم الحمدين يكشف وجهه القبيح أمام القضية الفلسطينية

يد ترعى السلام وأخرى تمول الإرهاب

يد ترعى السلام وأخرى تمول الإرهاب يد ترعى السلام وأخرى تمول الإرهاب
الخميس، 05 أكتوبر 2017 04:00 م
كتب: هاشم الفخرانى

يد تبنى وآخرى تنثر بذور الخراب.. بهذه الكلمات يمكن إيجاز ما آل إليه المشهد فى منطقة الشرق الأوسط، بعدما استطاعت الدولة المصرية على مدار السنوات القليلة الماضية العودة بقوة إلى الساحة فى كافة الملفات الإقليمية والدولية على حد سواء، فى وقت تواصل فيه عواصم الإرهاب والأنظمة الراعية له فى المنطقة ومن بينها قطر وتركيا رعاية سيناريوهات الفوضى والتدمير.

 

وبجهود دءوبة استطاعت القاهرة إحراز تقدم لافت فى المشهد الفلسطينى بعدما تمكنت من إتمام عملية المصالحة بين حركتى فتح وحماس ، وفتحت الباب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة شئون قطاع غزة ورام الله بعد سنوات من الانقسام والقطيعة بين الجانبين.

 

ويفتح التحرك المصرى فى الساحة الفلسطينية بحسب مراقبون، الباب واسعاً أمام استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بعدما فقدت تل أبيب حجتها المعتادة لعرقلة المفاوضات بذريعة غياب الطرف الفلسطينى الموحد.

 

التقدم الذى أحرزته الدولة المصرية فى المشهد الفلسطينى تزامن مع تحركات مماثلة فى ميادين دبلوماسية عدة رفعت خلالها القاهرة لواء البناء والاستقرار فى الشرق الأوسط، وهو ما ظهر واضحا فى الأزمات السورية والليبية، بخلاف الانفتاح على العلاقات مع الإدارة الأمريكية لتعزيز السلم والأمن الدوليين والتحرك الجاد والحاسم فى مجال الحرب على الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف على كافة الجبهات.

 

وفى الوقت الذى تتشعب فيه الدبلوماسية المصرية لاحتواء العديد من الأزمات ، كان محور "قطر ـ تركيا ـ إيران" يواصل بتحركات مشبوهة تنفيذ سيناريوهات الفوضى والخراب، الأمر الذى كشف النقاب عن مؤامرات تلك الدول ومخططاتها لتدمير المنطقة.

 

وقال المراقبون، إن الدوحة التى طالما ملأت الدنيا ضجيجا بدعمها القضية الفلسطينية انكشف وجهها القبيح بعد المصالحة الفلسطينية التى رعتها القاهرة، حيث عمد تنظيم الحمدين على مدار سنوات على ابتزاز حركة حماس وإثارة الفتن بين الفصائل بخلاف تمويل الكيانات المتطرفة والإرهابية داخل الأراضى الفلسطينية.

 

وكان لافتا التزام الدوحة الصمت حيال المصالحة الفلسطينية وعدم الإقدام ـ حتى كتابة هذه السطور ـ على تهنئة السلطة الفلسطينية أو أى فصيل سياسى داخل الأراضى المحتلة على تلك المصالحة التاريخية، وهو ما يكشف ما يضمره نظام تميم بن حمد للمنطقة.

 

ومن الصمت القطرى إلى حالة الإنكار التى تعيشها تركيا لم يختلف الأمر كثيراً، حيث آثر نظام رجب طيب أردوغان الحفاظ على علاقته مع الاحتلال الإسرائيلى المعلنة وغير المعلنة ، ورفض مسئولو أنقرة وقيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم التعليق على المصالحة التى رفضت إسرائيل الاعتراف بها .

 

وتواصل تركيا منافستها قطر فى رعاية ودعم وتمويل الكيانات الإرهابية فى سوريا والعراق من خلال إيواء عناصر تنظيم داعش والجماعات الموالية للإخوان، فى محاولة لتقويض تحركات الجيشين السورى والعراقى فى الحرب على الإرهاب.

 

وكانت مصر قد تمكنت مطلع الأسبوع الجارى من إبرام المصالحة بين حركتى فتح وحماس، وتسلمت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامى الحمد الله مهام عملها قبل يومين فى قطاع غزة وسط إشادة دولية بما تم تحقيقه على الأرض، وصمت لافت من جانب قطر وتركيا.


print