دعم مادى ومعنوى لوحدة مناهضة التحرش
من جانبه، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أنه يدعم وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بقوة، وأنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على دعم الوحدة ماديا ومعنويا بصفة غير مسبوقة، مشيرا إلى أنه سيزيد الكوادر البشرية العاملة فى الوحدة لنشر الوعى المناسب بأهمية مواجهة هذه القضية الشائكة.
وأضاف الخشت، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن خريطة الوحدة الجديدة تتضمن مجموعة من الفعاليات والندوات وورش التدريب بصورة أكبر، وكذلك سيتم الاستعانة بعدد أكبر من المدربين لخلق فريق طلابى قادر على التعامل مع الأحداث المختلفة وقادر أيضا على نشر الوعى المناسب.
توفير دعم قانونى ونفسى لضحايا التحرش
من جانبها، أكدت الدكتورة مها السعيد، مدير وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة، أن قاعدة عمل الوحدة تتمثل فى التوعية لمنع التحرش وتوفير الدعم القانونى المناسب من خلال محاميات الوحدة حال وقوع أى أحداث تحرش أو عنف ضد المرأة وكذلك تقديم الدعم النفسى للمشاركين، مؤكدة أن الوحدة تواجدت بشكل كبير خلال استقبال الطلاب الجدد بالعام الدراسى الجديد، وأن هذا التواجد بدأ مع أول أسبوع دراسى بالجامعة.
وأضافت مهاالسعيد، أن الوحدة لم تحصل على أى إجازات خلال الإجازة الصيفية وأنها ستنهى تدريب موظفى الجهاز الإدارى بالجامعة، الذى استمر طوال الإجازة الصيفية، خلال شهر أكتوبر الجارى، مشيرة إلى أن هذا التدريب بدأ بلقاء تعريفى مع أمناء الكليات حول أهمية وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة وأهدافها وعناصر عملها، مؤكدة أن تدريب الجهاز الإدارى "تدريب اليوم الواحد" يتضمن 15 موظف من كل كلية من كليات الجامعة البالغ عددها 25 كلية، أى حوالى 375 موظف، حيث يتم التدريب بمقر الوحدة بمنى التعليم المفتوح.
تدريب المشاركين فى الوحدة
وأوضحت أن التدريب يتضمن توعية الموظفين بالتحرش وأنواعه وأهم أسباب التحرش، مؤكدة أن أكبر سبب فى انتشار ظاهرة التحرش بالمجتمع المصرى هى المبررات التى يخلقها هذا المجتمع للمتحرش ودور المجتمع المتسامح مع المتحرش، حيث يتطرق التدريب إلى عرض سياسة الجامعة فى مواجهة التحرش ودور الموظف الإدارى فى التعامل مع حالات التحرش التى قد تحدث داخل الكلية، موضحة أن العمل على تغيير ثقافة التسامح مع المتحرش والتى تلوم بصفة دائمة الفتاة.
وأشارت "السعيد"، إلى أن العام الحالى سيشهد أول نشاط للشراكة بين الوحدة ووحدة المرأة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة ومعهد دراسات التنمية الدولية بجامعة ساسكس بإنجلترا، من خلال تنظيم ورشة عمل لبعض الأعضاء المنسقين لوحدة مناهضة التحرش وبعض طالبات الماجستير الخاص بالنوع الاجتماعى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
التسامح مع المتحرش سبب انتشار الظاهرة
وقالت إن أسباب التحرش برأيها الشخصى، والمشكلة الحقيقية تكمن فى أن انتشار ظاهرة التسامح مع المتحرشين، وما يجعل الشاب قابلا للتحرش هو اختلال موازين القوى واستضعاف المرأة مقارنة بقوة الرجل بالمجتمع، وكذلك المفهوم الخاطئ للرجولة وارتباط فكرة الرجولة بالتحرش، مضيفة: "لهذا الأمر تجد أطفالا صغار يتحرشون ليس بدوافع جنسية ولكن عشان يتقال عليه راجل والأم والأب لا يعاقبونه على هذا التصرف لذلك فإن الخلل فى الاحترام يمثل أهم أسباب التحرش، ولا يوجد ما يبرر التحرش ولكن سوء الفهم بين الشاب والفتاة من أهم أسباب التحرش أيضا من خلال بيئات مختلفة وثقافات مختلفة يتقابلون معا بالجامعة".
وأعلنت أن الوحدة وجدت طريقة لمعالجة هذا الأمر خلال فعاليات التوعية الخاصة بها، وذلك من خلال إنتاج فيلما تسجيليا تعليميا يتناول هذه القضية من خلال مجموعة من المواقف والمقابلات التى سيتم إخراجها بشكل محترف، قائلة: "برأيى الشخصى فإن البناطيل المقطعة موضة سخيفة ولكنى كأستاذة بالجامعة أقر بأن كل شخص له الحرية فى ارتداء ما يراه مناسبا، ولا يمكن تحديد زيا مناسبا لدخول الجامعة ولكن طلبة جامعة القاهرة ملتزمون إلى حد كبير فى ملابسهم ولم نرى طالب او طالبة داخلين المحاضرة بشورت مثلا".
وأكدت أن المعسكرات التى تنظمها الوحدة لإعداد الطلاب الجدد المشاركين فى التوعية لزملائهم والمشاركة فى استقبال الطلبة الجدد، قائلة: "لهؤلاء الطلاب دورا فعالا لقربهم من الطلاب فإنهم يمثلون سفراء للوحدة وأيديها التى تصل للطلاب وتعمل الوحدة على تزويدهم بمهارات تواصل وإقناع للمشاركة بفعالية فى إدارة حملات توعية ضد التحرش".
أستاذ الطب النفسى: "ربط التحرش بالجدعنة أخطر ما يوجه المجتمع"
من جانبه، أكد الدكتور أسامة رفعت، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة وعضو اللجنة التنفيذية ونائب رئيس وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، أن أهم العوامل النفسية التى تدفع للتحرش هى الثقافة الذكورية الخاصة بفرض السيطرة أو فرض القوة أو حمل نوع من العنف تجاه الطرف الآخر ومحاولة السيطرة عليه وإذلاله، مشيرا إلى أن الخطأ الأكبر فى قبول الأسرة لهذا الوضع والمجتمع ككل، قائلا: "أخطر ما يواجه المجتمع المصرى هو ربط التحرش بالقوة والجدعنة والتفاخر بهذا التحرش"، متأسفا على انتشار هذه الثقافة وغياب رادع قوى خلال العشرين سنة الماضية حتى الوصول لظاهرة التحرش الجماعى.
وأوضح "رفعت" أنه من الأسباب الأخرى التى تشجع على التحرش هى سلبية الجمهور الذى يقف موقف المتفرج أو بدأ يفعل أشياء أكثر حدة من خلال تصوير أحداث التحرش التى يمكن أن يشهدها مع انتشار ثقافة التسامح مع المتحرش وإعلان الأعذار له، قائلا: "الموضوع ليس له علاقة بالرغبة الجنسية والدليل على ذلك المتزوجون الذين يقبلون على فعل التحرش"، رافضا ربط فكرة التحرش بملبس الفتاة قائلا: "مرفوض تمام من الناحية العلمية والنفسية لأن هناك بلاد متحررة إلى حد كبير فى لبسها والظاهرة منحسرة للغاية على عكس المجتمع المصرى الذى يتعقل أغلب أطيافه فى اللبس ومع ذلك يتم التحرش بالمحجبات فالملبس ليس له أى علاقة وإنما هو مجرد شماعة لتعليق الظاهرة عليها".
الملبس حرية شخصية للجميع
وأكد أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن الملبس حرية شخصية للجميع ولكن بالمجتمع الأكاديمى هناك "كود ملابس" فى كل دول العالم فلا يصح ذهاب الطبيب للمستشفى بملبس غير لائق فالمجتمع أكاديمى له أصول أكاديمية وتقاليد.
وأشارت الدكتورة غادة على، نائب مدير وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، إلى أن الوحدة نظمت معسكرات لإعداد الطلبة الجدد المتطوعين للعمل مع الوحدة، مشيرة إلى أن الوحدة بدأت بتنظيم 3 معسكرات بالتعاون مع وحدة المرأة بالأمم المتحدة ويتبقى 3 معسكرات يتم تنظيمهم تباعا، حيث يضم كل معسكر 35 طالب وطالبة فى 6 معسكرات بما يقارب 210 طالب.
معسكرات لإعداد طلاب قادرين على مواجهة التحرش
وأضافت على، أن المعسكرات تقسم مناصفة بين الطلبة والطالبات، مشيرة إلى أنها تهدف لتوحيد مفهوم التحرش لدى الطلبة ومواجهة التمييز والتطرف فى الرأى والعمل على تقبل الآخر والجلسات التدريبية تكون على 4 أيام يتم فيها شرح دور الوحدة وهيكلها الإدارى وتأثيرها على مستوى الجامعات المصرية والعربية ومفهوم النوع الاجتماعى وكيفية مواجهة التمييز ضد الآخر والتعرض بشكل متخصص لمفهوم التحرش وأنواعه ومبرراته والأسباب الحقيقية وكيفية مواجهة هذه الظاهرة.
وأكدت أن الهدف العام من المعسكرات هو إعداد كوادر طلابية تؤمن بالديمقراطية وتقبل الرأى الآخر بما يحقق أهداف الوحدة ونشر ثقافة المساواة والاحترام لتحقيق شعار الوحدة "جامعة آمنة للجميع".