وسط تفاؤل كبير بالجهود المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطينى، والدور الذى تلعبه القاهرة من أجل تحقيق شراكة وطنية وتوافق بين الفصائل الفلسطينية؛ يتوجه اليوم وفد من حركتى فتح وحماس للقاهرة، لاستكمال مفاوضات المصالحة من أجل وحدة الصف الفلسطينى.
ويرى خبراء، أن اللقاء سيناقش قضية المعابر، والجهاز الإدارى والتنظيمى لقطاع غزة، ووضع بروتوكولات لتنفيذ اتفاقية 2011، وأكدوا أن هناك تصميم مصرى على إنجاح المفوضات، واستكمال الجهود نحو بدء مرحلة جديدة من وحدة الصف الفلسطينى، تمهيدًا للانطلاق نحو تحقيق السلام العادل بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة بما يلبى طموحات الشعب الفلسطينى.
وعن هذا اللقاء يرى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لقاء حركتى فتح وحماس غدًا بالقاهرة، سيكون إجرائى للاتفاق على جدول الأعمال، مشيرًا إلى أن هناك تصميم مصرى على إنجاح المفاوضات.
وأشار فهمى إلى أن اللقاء سيناقش قضية المعابر والجهاز الإدارى والتنظيمى، ووضع بروتوكولات لتنفيذ اتفاقية 2011، وأن اللقاء سيصدر رسالة مفادها أن مصر تعمل على إنجاح الاتفاق وأنه لا مجال لإفشاله، وأن هناك أطرافًا إقليمية ستسعى لإفشال المفوضات، ولكن ستقدم مصر المزيد من التسهيلات بما يسمح باستكمال المفاوضات.
من جانبه؛ قال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن اللقاء المرتقب لفتح وحماس فى القاهرة، نتاج الجهد المصرى فى إحياء المصالحة الفلسطينية، ثم بعد ذلك مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، مضيفًا: "نعلم أن الذريعة التى كانت أمام الإسرائيلين فى إتمام مفاوضات السلام أنهم كانوا يدعون بعدم وجود مفوض واحد لأن هناك حكومتين فى فلسطين".
وأضاف "الجمال" فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سعى فى هذا الصدد سعيا حثيثا خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التى وجه فيها خطابًا للشعب الفلسطينى، وآخر للشعب الإسرائيلى، ثم خطابًا لشعوب العالم المحبة للسلام، وخطاب للإدارة الأمريكية، وهذه الخطابات الأربعة تصب فى قبول الآخر بين الفلسطينيين، والإسرائيليين.
وتابع رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان: "نحن الآن أمام حراك مصرى باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومى مصرى ثم عربى، موضحا أنها قضية مصرية وعربية وإنسانية، وتتبع مقتضيات الشرعية الدولية واحترام حقوق الانسان، وبناءً عليه كان الجهد المصرى المتواصل تحت إشراف الرئيس السيسى بإيفاد وفد رفيع المستوى، يضم الوزير خالد فوزى مدير المخابرات العامة، والسفير حازم خيرت سفير مصر فى إسرائيل، للتواجد فى غزة والضفة الغربية، ولم الشمل بين الأخوة الفلسطينيين، ثم بعد ذلك اجتماع رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد لله مع إخوانه من حماس، منهم إسماعيل هنية، وقيادات حماس على أرض غزة، لتتشابك أياديهم ويعلنوا أمام الشعب العربى والمجتمع الدولى رغبتهم عن عودتهم جميعا للصف الوطنى الواحد".
وأوضح "الجمال"، أن حماس قررت حل اللجنة الإدارية التى كانت تدير شئون غزة على، أن تسلم السلطة لحكومة الوفاق الوطنية التى يتفقون عليها، ثم الاتفاق على انتخابات برلمانية ورئاسية، وتحديد موعدها، وتسليم السلطات للحكومة الفلسطينية، لتكون هناك حكومة واحدة لشعب واحد يجمع بين الضفة وغزة، متابعًا: "هم اليوم فى مصر قد حضروا ليتمموا باكورة إتمام المصالحة ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بخطوات إتمامها".
فى سياق متصل، قال النائب مصطفى بكرى عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن المخابرات العامة المصرية والدور الذى لعبته، والمباحثات الجانبية التى سبقت زيارة الوزير خالد فوزى لغزة رئيس المخابرات؛ هى التى أدت فى النهاية إلى وضع أرضية مشتركة واتفاق مبدأى بين الأطراف، من المقرر بلورته فى الاجتماع مع وفدى فتح وحماس برئاسة الوزير خالد فوزى فى القاهرة.
وأضاف "بكرى"، أن نجاح مصر فى تحقيق الوحدة الوطنية فى فلسطين أشبه بمعجزة، وأن هدف مصر من وراء هذه المصالحة هو فتح الطريق أمام إيجاد تسوية سياسية فى القضية الفلسطينية مبنية على إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وانسحاب اسرائيل من حدود 67.
فى السياق ذاته؛ قالت النائبة سوزى رفلة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن إن مصر صاحبة المبادرة والقرار والاتفاق فى أن حماس وفتح ينضما لإنهاء المشاكل، ويتعايشيان على قطعة الأرض سويا، وإسرائيل فى تل أبيب، وحضروا إلى مصر لإتمام الاتفاق ووضع النقاط الأخيرة على الحروف فى الاتفاقات وتوقيعهم على ذلك.
وأضافت النائبة، أن جهود مصر واضحة لإنهاء القضية الفلسطينية التى تمثل مشاكل كبيرة، وأن المصالحة تعنى التعايش مع إسرائيل، مشددة على أهمية الاتفاق لوقف الحرب والمشاكل التى تهدد المنطقة.