ترامب و"النووى الإيرانى" فى عيون الإعلام الإسبانى

بعد أكثر من عامين، يمر الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة 5+1 بأكثر اللحظات أهمية، وعلقت صحيفة "الموندو" الإسبانية على خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ضد الاتفاق الذى عقده المرشد الأعلى الإيرانى والرئيس باراك أوباما حول البرنامج النووى، والذى أمر فيه ترامب بمعاقبة الحرس الثورى بتهمة الإرهاب وهذا الذى أدى إلى توحيد صفوف القوة الإيرانية المفتتة.

 

 

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 

وأكدت الصحيفة، أن إيران استفادت من رفع العقوبات حيث حققت نمو 6.5% فى عام 2016، عندما رفعت العقوبات المرتبطة بالاتفاق النووى بينما عارض الاتحاد الأوروبى تصريحات ترامب حول الاتفاق النووى، واعتبره "جيد جدا"، لأن  لديه آلية صارمة جدا للمراقبة والتحقق على المدى الطويل.

 

 

أما صحيفة "البوثيرو" الإسبانية، فقالت تحت عنوان "خطاب ترامب يثير حربا مع إيران"، إن رفض ترامب التصديق على الاتفاق النووى مع إيران أثار حربا جديدة بين طهران وواشنطن، كما أنه أثار حالة جديدة من انعدام الثقة بين الطرفين، ولكنه فى نفس الوقت خدم الإيرانيين فى توحيدهم، والوقوف أمام الذين يحاولون إضعاف النظام الدينى من الداخل.

 

 

يوكيا أمانو

 

وقال الدبلوماسيين الأوروبيين، إن هذا النظام تديره الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى اعترفت امتثال إيران لشروط الاتفاق ومنذ بدء نفاذ الاتفاق فى مطلع عام 2016، وأجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكثر من 400 عملية تفتيش لمرافق إيرانية معينة، تخضع باستمرار لمراقبة الفيديو، وبالإضافة إلى ذلك، قامت الوكالة بما لا يقل عن 25 زيارة غير معلنة، وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو "يمكننى القول إن إيران تفى بالالتزامات النووية التى تبنتها".

 

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أحدث تقرير من المفتشين أوضح أن إيران لا تزال تفتقر إلى القدرة على صنع الأسلحة النووية، كما هو منصوص عليه فى صيف عام 2015 مع سلف ترامب، أوباما، ولا يزال تخزين اليورانيوم المنخفض التخصيب لا يتجاوز 300 كيلوجراما، ويجرى حاليا إعادة تصميم مفاعل أراك الذى صمم فى البداية لإنتاج البلوتونيوم لأغراض التسلح لاستخدامات أخرى.

 

 

وتطرقت الصحيفة إلى الحرس الثورى، والتى وصفتها بأنها هيئة أسسها آية الله الخمينى، للدفاع عن قيم الثورة الإسلامية ومصالحها داخل البلاد وخارجها. وهى جماعات شبه عسكرية، تمتلك أصولا اقتصادية هامة فى شكل شركات فى قطاعات ومصممين متعددين للبرنامج الشامل للقذائف.

 

 

وحذرت الصحيفة من أن قرارا ضد الحرس الثورى "يمكن أن يهدد القوات الأمريكية فى المنطقة".

 

 

وترى قناة "إسبانى تى فى" الإيرانية باللغة الإسبانية، أن ترامب يعزل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أى وقت مضى.

 

 

فيديريكا موجيرينى

 

ونقلت قول بعض المسئولين الأوروبيين الذين يرفضون تصريحات ترامب حول الاتفاق النووى ومحاولات وقفه، حيث قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية فيديريكا موجيرينى "الاتفاق النووى الموقع فى عام 2015 ليس ثنائيا، ولذلك فلا يمكن أن يلغى من قبل دولة واحدة"، وأضافت "لا يمكننا أن نسمح بتدمير اتفاق نووى يعمل، والمجتمع الدولى والاتحاد الأوروبى يؤكدان أن هذا الاتفاق يعمل جيدا".

 

 

بالإضافة إلى ذلك فقد أصدرت كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا يؤكدون فيه التزامهم بالاتفاق النووى مع إيران، وذكر قادة هذه الدول الثلاث أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تأخذ فى الاعتبار العواقب المحتملة لتطبيق عقوبات ضد إيران، كما انضمت كل من الصين وروسيا إلى البلدان المؤيدة لاستمرار الاتفاق مع إيران.