علاء الأسوانى يسخر من الوصول لكأس العالم ويتجاهل عملية الثأر
البرادعى ينكر جميل مصر له ويتجاهل معركة اليونسكو
ممدوح حمزة يناقض نفسه ويصمت عن عملية الثأر فى سيناء
حمدين صباحى يدعم البلشى وينسى مشيرة خطاب
ليس من باب التصيد أو التفتيش فى الضمائر، لكن تكثيفا للتناقضات وإظهارا لخلل الأولويات عند البعض، فوسط الأحداث والمناسبات الكثيرة التى عاشتها مصر خلال شهر أكتوبر الجارى بداية من الاحتفال بالذكرى الـ44 لانتصارات أكتوبر، ثم الانتصار والإنجاز الرياضى الذى انتظره المصريون لمدة 28 عاما وهو التأهل لكأس العالم، ثم مشاهد افتتاح المشروعات القومية المتعددة التى أنجزتها أيادى المصريين على مدار الشهور الماضية ويتم افتتاحها هذه الأيام، مثل مشروعات الطرق القومية، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب إنجازات الدبلوماسية المصرية التى تجسدت فى نجاح المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية، والتهدئة فى سوريا، وكذلك معركة الدبلوماسية الشريفة فى إنتخابات منظمة اليونسكو، وغير ذلك من المشاهد التى كان لها أثرا وانطباعا إيجابيا عند المصريين على مدار شهر أكتوبر، ووصولا إلى معارك القوات المسلحة فى سيناء التى اقتصت فيها لدماء شهداء مصر، وأثلجت صدور ذويهم بعمليات تطهير وقصاص كبيرة، كان من البديهى أن نبحث عن مواقف وآراء بعض ممن عودونا على حرصهم إثباب الحضور فى أغلب المواقف والأحداث، ماذا قالوا، وكيف تفاعلوا مع تلك الأحداث، وماذا كانت مواقفهم منها.
ورغم أن كل هذه المشاهد جعلت من أكتوبر شهر احتفالات منذ بدايته وحتى نهايته، وصنع حالة من البهجة حرص الجميع على توقيع الحضور فيها وتهنئة المصريين بها فى كل مناسبة ممكنة، لكن ما كان غريبا وسط هذا المشهد الإيجابى، هو غياب بعض الأسماء عن مشهد توقيع حضور أفراح المصريين، على الرغم من أنها شخصيات حريصة بشدة على التواجد بالرأى والموقف فى كل مشهد يجدون فيه أى فرصة للنقد أو الرفض أو اللوم أو التبكيت.
البرادعى يتجاهل أكتوبر وكأس العالم والمصالحة ومشيرة
على عكس ما عودنا عليه على مدار سنوات مضت، منذ قفزته الأخيرة من مركب الإرادة الشعبية بعد ثورة 30 يونيو، يصمت الدكتور محمد البرادعى عن التعليق عن كافة الأحداث التى تدور فى مصر منذ 100 يوم، فآخر تغريدة له عن مصر فى 24 أغسطس الماضى، والتى لجأ فيها إلى التدوين عن قضايا دولية، لكن المستغرب هو أن البرادعى لم يهنئ المصريين فى ذكرى انتصارات أكتوبر، ولم يعلق على المصالحة الفلسطينية التى قادتها مصر رغم تصديره الدائم لصورة أنه الرجل الباحث عن السلام والمصالحات.
وتظهر صفحة البرادعى على تويتر لجوءه إلى الأحاديث عن قضايا دولية وتجاهل مشاعر واحتفالات المصريين، حتى فيما يخص الرياضة وإنجاز الوصول لكأس العالم لم يتفاعل البرادعى مع 100 مليون مصرى و بخل عليهم بمجرد كلمة "مبروك".
إضافة إلى تجاهله التام للمعركة التى خاضتها "بنت بلده" السفيرة مشيرة خطاب التى ترشحت على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، ونسى البرادعى الدعم والترحاب والتقدير الذى منحه له المصريون عندما كان مديرا لوكالة الطاقة الذرية وعندما حصل على جائزة نوبل وحجم التكريم الذى ناله من مصر وقتها، وبدلا من أن يرد ذلك بتدوينة تدعم مشيرة خطاب، تجاهل أو تكبّر.
وقبل انتهاء هذه الجولة فى صفحة البرادعى على تويتر، قرر أن يعود إلى التعليق على ما يحدث فى مصر بطريقة غير مباشرة، حيث أعاد تثبيت تغريدة قديمة له نشرها فى يناير 2016، قال فيها: " ثوابت : الحرية والكرامة الانسانية ركيزة اى مجتمع. العلم والقيم نواة أى مستقبل.. التوافق المجتمعى ضرورة لبناء أى وطن.. العدالة ليست الانتقام"، وجاء إعادة نشر تلك التدوينة بعد ساعات من العملية التى قامت بها القوات المسلحة فى سيناء للقصاص لدماء الشهداء وصد هجوم الجماعات المسلحة وسقوط 24 إرهابيا منهم، ونشر المتحدث العسكرى لصورهم، وكأن البرادعى يريد أن يقول من خلال تغريدته أن نشر تلك الصور انتقام مرفوض وليس عدالة.
صفحة حمدين صباحى على فيس بوك تظهر اهتمامه بكل ما يمس مشاعر المصريين –على عكس البرادعى-، فقد حرص على تهنئة المصريين بنصر أكتوبر، والوصول لكأس العالم، لكن اهتمامه كان فاترا ومقتضبا بالمقارنة باهتمامه بالشديد بقضايا أخرى خصص لها تدوينات ومنشورات عديدة مثل قضية أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح، واكتفى فيما يخص أكتوبر وكأس العالم بمنشورين مقتضبين يهنىء فيهم المصريين بالمناسبتين.
كما تجاهل حمدين، التعليق على صفحته حول المعركة الدبلوماسية القوية التى خاضتها مصر فى سباق ترشح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، وهو أيضا ما يبدو مستغربا فى ظل حديث حمدين الدائم عن قوة القرار الوطنى وعودة مصر لمكانتها الدولية.
ووسط 10 منشورات على صفحة حمدين منذ 5 أكتوبر يوجد 6 عن دومة وعلاء عبد الفتاح وسليمان الحكيم، ومنشور واحد عن أكتوبر وآخر عن كأس العالم، ولا وجود لقضايا وطنية كبرى من المفترض أن يهتم بها حمدين صباحى، كما يصور لنا نفسه فى أحاديثه دائما، ناهيك عن تجاهله الدائم لكل المشروعات الوطنية والقومية الكبرى التى تم افتتاحها خلال شهر أكتوبر.
منشور حمدين صباحى عن علاء عبد الفتاح وأحمد دومة
ويؤكد ذلك التناقض فى اهتمامات حمدين وأقواله أن إهماله الملحوظ لدعم القضايا والمواقف الوطنية مثل معركة اليونسكو، صاحبها اهتمامه وحرصه على دعم الكاتب الصحفى خالد البلشى المرشح لجائرة مانديلا فى جنوب إفريقيا، ما يثير تساؤل حول أولويات واهتمامات صباحى، فهل يرى أن دعم البلشى فى جائزة صحفية أهم من دعم السفير مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، وقد أجاب صباحى بـ"نعم" وفقا لمنشوراته.
خالد على.. "مش متابع والله"
المحامى والحقوقى خالد على نشر على صفحته على تويتر، منذ بداية أكتوبر6 تدوينات، اثنين منهم عن ذكرى انتصار أكتوبر، والباقى عن أحكام وقضايا بالمحاكم، وعلى طريقة سابقيه حمدين والبرادعى، لم يعلق خالد على، الذى يتغنى دائما بقربه من الشارع وانشغاله بما يشغل الناس على أى حدث آخر، لا الوصول كأس العالم أو المصالحة الفلسطينية، ولا المشروعات الكبرى التى منحت مئات الآلاف من العمال التى يتغنى خالد على بانتمائه لهم فرصا جديدة للعمل والإنتاج.
البحث فى صفحة خالد على، يعطى لأى شخص انطباعا أن مصر خلال تلك الفترة لم يكن بها سوى مجموعة قضايا عمالية وحقوقية، فلا انتصارات ولا إنجازات ولامعارك ناجحة، حتى تهنئته بانتصار أكتوبر كان بها إسقاطات سياسية لم يخف فيها مواقفه من النظام وخلط فيها بين الوطن والحاكم، رغم أنه ومن معه يطالبون دائما بالفصل بين الإثنين.
الأغرب أن خالد على، الذى قد نعذره فى عدم التعليق على قضايا كبرى، قرر أن يخصص منشورا عن انضمام أحمد فوزى إلى عضوية حزب العيش والحرية، خالد على تجاهل معركة مشيرة خطاب فى انتخابات اليونسكو واهتم بانضمام أحمد فوزى لعضوية حزب العيش والحرية، كما لم يهتم أيضا بأن يحيى القوات المسلحة على الثأر، أو يترحم على شهدائها فى المواجهات الأمنية فى سيناء.
علاء الأسوانى: كفاية احتفال بأكتوبر.. ويحيا "دومة دومة دومة دومة"
الدكتور علاء الأسوانى، طبيب الأنسان والروائى وصاحب الآراء السياسية التى يراها منهجا فى الفكر، له على صفحة على تويتر أكثر من 30 تدوينة فى شهر أكتوبر فقط، لكن قراءة تلك التدوينات يظهر خللا كبيرا فى اهتمامات الأسوانى.
الملاحظة الأولى، أن الأسوانى انشغل فعليا بما شغل بال المصريين، ولكن بطريقة مختلفة، فعلى سبيل المثال، يوم 6 أكتوبر بدلا من أن ينشر الأسوانى تهنئة بذكرى الانتصار، نشر تدوينة يطالب محتواها بنسيان الحرب والاكتفاء بالسنوات التى تم الاحتفال فيها، وعدم الاحتفال بها ثانية، كما أعاد نشر عدة تدوينات لآخرين حملت آراء سياسية فى الحرب وليس بها تهنئة أو مباركة بذكرى النصر.
أما اهتمامه الدائم بدماء الشهداء وحديثه فى كل حادث إرهابى عن التقصير الأمنى، تراجع واختفى اليوم وأمس، ولم يعلق ولو بكلمة على عملية القصاص التى قامت بها القوت المسلحة فى سيناء.
إلى جانب كل تلك الملاحظات، تبقى الملاحظة الأهم، وهى أن انشغال الأسوانى عن قضايا المصالحة الفلسطينية أو ترشح مشيرة خطاب لليونسكو أو عمليات القوات المسلحة، كان مقابله اهتمام مثير للتعجب بمقال كتبه عن أحمد دومة، والتعجب سببه أن الأسوانى نشر المقال على صفحته فى 48 ساعة أكثر من 10 مرات متتالية فى أوقات مختلفة، ما يدل على أن دومة بالنسبة له يحمل نفس الأهمية التى يحملها عند حمدين صباحى.
ممدوح حمزة .. ينتقد كل شىء ويشيد فقط بمطارات لندن
تتبع صفحة المهندس ممدوح حمزة باهتمام وتمعن أمر غير مستحب، ليس لحدة آرائه، ولكن طبيعة النفس البشرية العادية التى قد لا تتحمل كم الطاقة السلبية التى يستطيع أن يخرجها حمزة من أى شىء إيجابى، فهو يرى "العاصمة الإدارية بذخ وفشل، حرب أكتوبر اتسرقت، المطار الجديد متخطط غلط، نهر النيل به إشعاع نووى، المصالحة الفلسطينية إنجاز إسرائيلى وليس مصرى، مكافآت المنتخب كتير".
وكرفاقه السابقين، لم يتحدث أيضا ممدوح حمزة عن أى شىء يتعلق بعملية سيناء العسكرية والثأر الذى أخذته قواتنا المسلحة، وتجاهل العملية تماما، لا بالثناء على الأبطال الذين قتلوا 24 إرهابيا، ولا بالترحم على الشهداء الذين سقطوا فى عملية الثأر.
حازم عبد العظيم "إله الريتويت" الذى يحاول أن يكون كوميديا
من الصعوبة رصد محتوى صفحة حازم عبد العظيم، لأنه فى خلال 20 ساعة قبل كتابة هذا الموضوع كان قد قام بأكثر من 200 ريتويت لتغريدات لآخرين، فى موضوعات عديدة ليس بينها رابط سوى محاولات عبد العظيم وضع لمسات كوميدية على التغريدات، وأن يكتب إفيهات وضحكات فى تغريداته.
بعض التغريدات، سخر فيها عبد العظيم من الاحتفال بنصر أكتوبر، كما سخر من احتفاء المصريين بالوصول لكأس العالم، وتهكم على محمد صلاح نجم المنتخب لأنه كان قد تبرع لصندوق تحيا مصر، وهو ما واجه بسببه هجوما شديدا.
صفحة حازم عبد العظيم على تويتر
لكن واحدة من التدوينات الأخيرة له، على سبيل المثال نشر فيها عبد العظيم تغريدة للحقوقى بهى الدين حسن، يدافع فيه عن المنظمات المصرية التى أصدرت بيانا تطالب فيه بعدم انتخاب مشيرة خطاب مديرة لليونسكو والتى كان من بينها منظمة بهى الدين حسن نفسه، وهو ما يكشف وجهة نظر حازم عبد العظيم الداعمة لتلك المنظمات التى تكيد وتتآمر على الدولة المصرية.
وحتى كتابة هذا الموضوع أيضا، لم يكن حازم عبد العظيم قد قال أى تعليق عن العلميات العسكرية والثأر لشهداء القوات المسلحة وقتل 24 تكفيريا، على عكس ما كان يقوم به فى الماضى عندما تحدث أى عملية يسقط فيها شهداء من الجيش المصرى، حيث كان يحرص على توجيه اللوم والاتهامات الدائمة والمباشرة للقوات المسلحة.
الفرق بين معارضة النظام والأشخاص ومعارضة الوطن والشعب
وتبقى النتيجة الأكثر أهمية فى كل هذا الرصد، ليس الإساءة لأحد أو رفض مواقفهم، لكن كشف حقيقة تلك المواقف التى تخطت فى بعض الأحيان معارضة مسئول أو نظام والاختلاف معه، إلى معارضة وطن وشعب والاستهتار بل والسخرية أحيانا من ثوابته ومناسباته التى حملت عبر سنوات قدسية حاصة، إضافة إلى الخلط بين تمثيل مصر والدفاع عنها، وبين الانتقام الشخصى من أجل وجهة نظر أو موقف سياسى، فنجد عزوف أغلب تلك الأسماء عن دعم مشيرة خطاب، فى مواجهة حرصهم على دعم كل من يحمل نفس رأيهم، رغم أن "خطاب" لم تكن تمثل نفسها أو تمثل نظام يحكم على قدر ما أنها تمثل مصر، نفس الأمر يتعلق بمناسبة مثل ذكرى انتصار أكتوبر، التى لايجب أن يشوبها أو يعكرها خلاف سياسى، يضاف إلى ذلك التناقض الذى كثفه غيابهم عن الترحم على شهداء القوات المسلحة فى عملية الثأر أمس، رغم حرصهم الدائم على الحضور عندما تنجح إحدى عمليات الإرهاب، وكأن الهدف هو التشفى واللوم وليس الحرص على دعم أبطال القوات المسلحة.